بحث

الخميس، 9 أكتوبر 2014

التعاملات السرية بين صنائع مسيح الضلالة الأعور الدجال : إسرائيل وإيران والولايات المتحدة : ثالوث خُلّص خدم مسيح الضلالة الأعور الدجال [2] .


* إسرائيل والتعاون مع آيات الله : في أعقاب عودة آية الله الخوميني إلى
إيران وسقوط دولة الشاه بدا على السطح خسارة استراتيجية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل غير أن القنوات السرية كانت لا تزال تعمل ويبدو أنها مستمرة ففي فصل يحمل عنوان " تحولات أيديولوجية، واستمراريات جيوسياسية " يوضح تريتا بارزي كيف أن وحدة الهدف الفارسية الإسرائيلية تتجاوز الخصومات إذا كان الهدف تحطيم قوة العرب.

ففي مستهل العام 1980 أي بعد شهور على اندلاع أزمة الرهائن قام احمد كاشاني النجل الأصغر لأية الله العظمى أبو القاسم كاشاني بزيارة إسرائيل لمناقشة مبيعات الأسلحة والتعاون العسكري ضد البرنامج النووي العراقي في أوزيراك.

وقد أثمرت رحلته عن موافقة بيجن على شحن إطارات لطائرات الفانتوم المقاتلة إضافة إلى شحن أسلحة إلى الجيش الإيراني وقد جاء قرار بيجن متناقضا تماما مع مصلحة الولايات المتحدة وسياسة واشنطن الصريحة القائمة على فرض العزلة على إيران لتامين تحرير الرهائن الأمريكيين.

وعلى الجانب الأخر كان الخميني يسمح لعدد كبير من اليهود الإيرانيين بمغادرة إيران وقد عبر الآلاف منهم نحو باكستان باستخدام الحافلات ومن هناك جرى نقلهم بواسطة الطائرات إلى استراليا حيث سمح لهم بالهجرة إلى الولايات المتحدة أو إلى إسرائيل.

واستنادا إلى محمد رضا أمين زاده وهو مسئول إيراني فر من البلاد في العام 1985 أجرى عقيد في الجيش الإسرائيلي اسمه يوري المفاوضات على الصفقة والذي زار إيران في مستهل العام 1980.

كشف استعداد إيران للتعامل مع إسرائيل كيف أن المآزق التي كانت تعاني منها طهران حدت من قدرتها على متابعة أهدافها الأيديولوجية.

خلال هذه المرحلة المبكرة أظهر الثوريون ميلا إلى وضع الأيديولوجية جانبا لتقديم أمنهم ومصالحهم الخاصة، في لحظة معينة قام احد المقربين من آية الله الخميني بإخباره بأن هناك شحنة كبيرة من الأسلحة تفكر إيران في شرائها ومصدرها إسرائيل،سعى هذا الشخص إلى الحصول على موافقة أية الله الخميني على المضي قدما في صفقة الشراء وسأل آية الله الخميني إن كان من الضروري مناقشة مصدر الأسلحة والاستعلام عنه عند القيام بعملية الشراء فأجاب ذلك الشخص بالنفي فرد عليه آية الله الخميني بهدوء " إذا نحن لا نبالي ".

* طهران وازدواجية الخطاب :

بدا واضحا بشكل متزايد فيما بعد أن خطاب إيران المعادي لإسرائيل لا يتطابق مع سياستها الفعلية ففي الوقت الذي كانت إيران تتعامل فيه سرا مع الحكومة الإسرائيلية كانت تدين علنا الدولة اليهودية وتشكك في حقها في الوجود على سبيل المثال دعا وزير الخارجية الإيراني في 14 أغسطس آب 1980 إلى وقف مبيعات النفط إلى الدول التي تدعم إسرائيل وبعد صخب كبير لم يتم تنفيذ ذلك التهديد وقد بدا واضحا انه بعد أن تولى الثوريون السلطة تصرفوا بناء على مبادئ مختلفة.

إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للحكومة الثورية كانت " المعارضة الخطابية لإسرائيل والتعاون العملي مع الدولة اليهودية ".

ومن الواضح أن الترتيبات لم تكن مثالية بالنسبة إلى إسرائيل لكن منطق المبدأ المحيطي أرغم إسرائيل على التودد إلى الإيرانيين فتصاعد شعبية الرئيس المصري أنور السادات في الولايات المتحدة وعلاقات بيجن الخاصة المجمدة مع كارتر عقدا الخيارات الاستراتيجية الإسرائيلية فإذا كان التقارب الأمريكي العربي بعد كامب ديفيد سيتعزز أكثر فإن حاجة إسرائيل إلى ثقل موازن إقليمي للعرب ـ إيران ـ سيزداد تبعا لذلك ومن هنا كان من الضروري إبقاء الأبواب مفتوحة للفوز بإيران مجددا.

ويعلق غاري سيك الذي خدم في مجلس الأمن القومي الأمريكي في ذلك الوقت على ذلك بالقول " من منظور إسرائيلي كانت تلك خطة استراتيجية بعيدة المدى كانت تلك السياسة المحيطية كانوا يحاولون تكرار التجربة الإثيوبية مع إيران لكن في 22 سبتمبر 1980 تحققت تكهنات الشاه بأن صدام حسين سيهاجم إيران عندما يعطي الفرصة بعد خمس سنين فقط من التوقيع على اتفاقية الجزائر وبدلا من أن تجد إسرائيل نفسها أكثر اعتمادا على إيران كانت طهران هي التي وجدت نفسها فجأة في حاجة ماسة إلى قدرة إسرائيل على الحصول على الأسلحة الأمريكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق