بحث

الثلاثاء، 6 مايو 2014

من استراتيجيات النظام العالمي الجديد للوصول لحكم العالم : السيطرة الاقتصادية : 4 - الأخيرة -



وقد حكمت الرموز والطقوس بشكل واضح وصريح طوال فترة حكم النازيين مثل رمز الصليب المعقوف، والطقوس السنوية في اجتماعات نورمبورغ Nuremberg، وطريقة عمل
وتنظيم فرع الأس.أس SS الاستخباراتي، وغيرها من مظاهر شاذّة اتخذها الحكم النازي كالتسويق لعبادة الفرد الواحد الأحد (هتلر)، جميعها تشير بوضوح إلى سيطرة المحافل السرّية على البلاد.

كانت الحرب العالمية الثانية عبارة عن خطوة بسيطة مندرجة ضمن الخطة الكبرى المرسومة من قبل النخبة العالمية الحاكمة.

على الرّغم من ضمانات الرئيس روزفلت Roosevelt بعدم دخول الحرب، فقد كانت الحقيقة على عكس ذلك تماماً حيث أنّ دخول أمريكا في الحرب كانت عبارة عن نهاية محتومة لا مفرّ منها.

أما طريقة دخولها بالإضافة إلى الأسباب والدوافع، فتم هندستها وتصميمها بعناية فائقة على يد أعضاء مجلس العلاقات الخارجيّة Council on Foreign Relations الذي نصح الحكومة بأنّ تتبنى الولايات المتحدة موقفاً معادياً لليابان بسبب الحرب الدائرة بين اليابان والصين، وقد تضمن هذا الموقف المعادي حصاراً تجارياً ومنع اليابان من استخدام قناة بنما.

عرف روزفلت Roosevelt بأن ميناء بيرل هاربور الحربي سيتعرّض لهجوم (هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن الهجوم لم يكن يابانياً بل أمريكياً)، حيث علم بالأمر من ثمانية مصادر استخباراتيّة مستقلّة، وجميعها موثّقة.

لكن لحسن الحظ، لم تكن القوة الضاربة للأسطول البحري الأمريكي موجودة في الميناء أثناء الهجوم عليه (هل هي مصادفة؟).

إنّ غزو بريطانيا من قبل ألمانيا لم يكن مدرجاً ضمن الخطّة، لذلك وبالرغم من وجود فرصة سانحة لاختراق وغزو بريطانيا من خلال معركة دونكرك Dunkirk إلا أن هتلر لم يجتاز القناة!.

(المحللون الاستراتيجيون يعتمدون في تفسير سياسات هتلر الحربية المتناقضة على حقيقة أنه مجنون، لكن إذا اعتمدوا على حقيقة أنه يتلقى الأوامر من جهات خفية أعلى منه، لها مصلحة في إطالة زمن الحرب وعلى جميع الجبهات، ربما يتوصلون إلى سبب استراتيجياته الحربية غير المنطقية).

على أيّة حال، كان مخطط النخبة يهدف إلى خلق تقسيماً عالمياً "غربياً /شرقياً" ظاهراً وواضح المعالم، فلذلك، بعد أن نجح الحلفاء باجتياح الأراضي ألمانيا فقد سمحوا للاتحاد السوفيتي بإيجاد مدخل إلى ألمانيا حيث تم تقسيم برلين.

خلال فترة الحرب، استطاع أباطرة المال الألمان والأمريكان جمع كميات هائلة جداً جداً من الأموال، وقد تجنبت معاملهم الألمانية عمليات القصف الجوّي العشوائي بشكل مذهل وبقيت تلك المنشآت الصناعية قائمة دون أن يمسها أي من الدمار الهائل الذي سببته التفجيرات!!

أما بعد الحرب، فكان هؤلاء الأباطرة هم الأشخاص ذاتهم الذين عيّنهم الرئيس روزفلت Roosevelt للإشراف على مستقبل ومصير الصناعة الألمانية!!

وقد قرّر هؤلاء المعيّنين بأنّ الصناعة الألمانية يمكنها الاستمرار والازدهار من جديد، لكن فقط إذا قبل الشعب الألماني أن يتحمّل على عاتقه كامل المسئولية لتبعات ما سببته المرحلة النازية في ألمانيا!

وهذه المسرحية ساعدت في تحريف الرقابة الجماهيرية وبحثها عن حقيقة ما حصل بالضبط ومن هو المسئول الأساسي.

في محاكمات نورمبورغ Nuremberg الهزلية، حوكم عدد قليل من المدراء التافهين لبعض الشركات التابعة للأباطرة الماليين الكبار (اللاعبين الأساسيين) والقليل منهم فقط أدين بعقوبات متفاوتة.

وفي مكان ما بعيد عن الأنظار، كان الوطنيين الحقيقيين، الضباط اللامعين، زعماء مدنيين وغيرهم من الذين دافعوا عن ألمانيا بشرف وإخلاص ونبل أخلاق، هؤلاء المساكين الذين انطلت عليهم مسرحية هتلر بحيث وجدوا أنفسهم مجبرين على الدفاع عن وطنهم بنية بريئة، خضعوا لعمليات تعذيب وحشية وشرسة لا يمكن وصفها بكلمات.

وبناءً على التعديل القانوني الذي أجراه بروفسور في منظمة كارينغي Carnegie الخيرية للسلام العالمي في نيسان عام 1944، أصبحت الحجة التي تقول:

".. أنا اتبع الأوامر فقط.." تعتبر غير مقبولة كحجّة دفاع في المحاكمات العسكرية.

تم تهريب القادة النازيين الأساسيين (المتواطئين) إلى خارج ألمانيا والملاذ الآمن كان جنوب أمريكا.

أما العلماء المسئولون عن التقدم الهائل في صناعة الصواريخ المتطوّرة جداً بالإضافة إلى تقنيات أخرى مثل (تقنيات مضادة للجاذبية، وتقنيات فتّاكة للتحكّم بالعقول البشرية والسيطرة عليها بالكامل) فقد جلبوا إلى دول الحلفاء (خاصة الولايات المتحدة) ووكّلوا بمناصب رفيعة جداً في الجامعات والكليات الأكاديمية بالإضافة إلى مشاريع سرّية تقيمها وكالات سرّية مختلفة بالإضافة إلى وكالة ناسا الفضائية.

وقد استغرقت عملية ملاحقة هؤلاء العلماء والقبض عليهم في أماكن اختبائهم ومن ثم ترحيلهم إلى الولايات المتحدة حوالي أربعين عاماً، وكانت هذه العملية الاستخباراتية معروفة بـ"عملية بيبركليب" Operation Paperclip .

ومازال هؤلاء العلماء الألمان في مواقع نفوذ وسلطة رفيعة المستوى لكنهم مجهولون الهوية، والمشاريع التي يديرونها هي سرّية للغاية، خاصة تلك التي تتعلّق بتجارب "التحكّم بالعقول" ذات التقنيات العالية، والتي ترعاها وكالة الاستخبارات المركزية CIA ووكالة الاستخبارات الدفاعية DIA حيث كلاهما تابعين لوكالة الأمن القوميّة NSA ، وأشهر هذه المشاريع أصبحت معروفة بعملية "أم. كي ألترا" Mk- ultra.

وفي النهاية، لقد كانت جميع النتائج التي تمخضت من هذه الحرب متوافقة تماماً مع رغبة طبقة الصفوة.

وفي الوقت الذي كانت فيه الشعوب تنادي باكية لإيجاد الوسائل التي تجنّب العالم نشوب حروب كارثية مستقبلية، راحت طبقة النخبة تدعم ظهور سياسيين وشخصيات دبلوماسية عالمية تدعم التوجّه السلمي.

لكن في الحقيقة لم تكن هذه المبادرة سوى خطوة أخرى نحو إقامة حكومة عالمية موحّدة ونظام عالمي جديد يقوم على مركزية السلطة والنفوذ العالمي المطلق.

وكخطوة أولية في هذا التوجّه، تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق