بحث

الثلاثاء، 6 مايو 2014

من استراتيجيات النظام العالمي الجديد للوصول لحكم العالم : السيطرة الاقتصادية : 2



طالما بقي العالم محكوماً من قبل اقتصاديات البنوك، وطالما أن مواصلة الحياة على هذه المعمورة تعتمد على اقتراض المال مقابل الفائدة، فسوف
يكون هناك دائماً حكام ومحكومين كما ستكون هناك حاجة دائمة للحروب.

والسبب هو وجود أموال في حالة التداول أكثر بكثير من الثروة الحقيقية التي تمثلها، وعندما ينفذ المال من بين أيدي المقترضين ولم يعودوا قادرين على تسديد الديون للدائنين فلن يكون هناك سوى خيارين اثنين:

إمّا أن يصبح المقترضون عبيداً لمن أدانهم .
أو أن يسيطروا عليه.

ولهذا السبب يتوجّب على المصرفيين الحفاظ على موقعهم كمالكين أساسيين في قطاع الجيش والقانون والشرطة والنفط وإنتاج الدواء ووسائل الإعلام والتعليم.... وجميع مرافق الحياة الأخرى.

وللحفاظ على سلطتهم المطلقة، يتوجب إبقاء المستدينين في حالة جهل عن حقيقة أنّهم مستعبدين من قبل الدائنين.

بالإضافة إلى أنه لا ينبغي تدريس التاريخ الحقيقي، الذي يحكي قصّة مليارات البشر وكيفية التلاعب بهم.

لا ينبغي تدريس ذلك التاريخ أبداً، لا وبكل تأكيد هذا ما لم ولن يتم أبداً.

إن كتب التاريخ المنهجية مليئةً بأخبار كثيرة عن الملوك والملكات، و’الأخيار’ و’الأشرار’، عن الكثير من الحروب والأمم المحتلّة، بينما يجب أن توصف تلك الكتب بدقة أكبر على أنها حكايا مؤرخة للجشع والطمع والثروة.

لكي يبقى هذا النظام قائماً يجب أن يقمع العلم الحقيقي، التاريخ الحقيقي، وجميع معالم القيم الروحية الأصيلة.

الخطوات المتبعة لتحقيق البنك العالمي :

- البنك الدولي .

يقوم هذا البنك بتمويل المشاريع الجارية في دول العالم الثالث وذلك لتلبية حاجات الشركات متعددة الجنسيّات .

ونتيجة لتمويل مشاريع لا علاقة لها أبداً باحتياجات السكان المحليين فإنّ الاقتصاد المحلي سوف ينهار حتماً، وسيتم القضاء بالتالي على الغابات الاستوائية، وهذا ما يؤدي بالتالي إلى تفاقم ’المشكلة’ البيئية (سيتم التطرق لهذا الموضوع بشكل أكبر فيما بعد).

لقد اختار بيل كلينتون تعيين رئيس للبنك الدولي يدعى جيمس وولفينسون James Wolfensohn، وجيمس هو عضو في بنك شرودر Schroder Bank ، وفي مجلس ضبط النمو السكاني ، وفي مجلس إدارة بيلدبيرغ Bilderberg ، وفي مجلس العلاقات الخارجية CFR وشريك تجاري لعائلة روتشيلد . يا سلام ... يا له من اختيار موفّق!.

- صندوق النقد الدولي IMF :

عندما تقع إحدى الدول الفقيرة في ورطة مالية (مخطط لها مسبقاً من قبل النخبة)، يتدخّل صندوق النقد الدولي مباشرة في الموضوع ويعرض المزيد من القروض (مسبباً بذلك في زيادة الديون) وذلك شريطة أن تتبع هذه الدولة سياسات النخبة ، كالتخلي عن أراضي مثلاً ، وهذه الأراضي تستخدم في إنتاج المحاصيل الضرورية لإطعام سكان البلد ، لكن بدلاً من ذلك تصبح هذه الأراضي تستخدم في إنتاج المحاصيل التجارية ، التي تصدَّرُ بأسعار متدنية جداً لصالح الشركات المتعددة الجنسية .

- التجارة الحرّة :

يتم الإعلاء من شأن بعض الاتفاقيات التجارية الدولية مثل اتفاق تعريفة الضرائب الجمركية و التجارة الدولية GATT ، واتفاق التجارة الحرة بين دول شمال أمريكا NAFTA ، واتفاق الشراكة الاقتصادية بين دول آسيا ودول المحيط الهادئ APEC ، وتوصف هذه الاتفاقات بأنها إنجازات خيّرة و مفيدة ، وبأنها تدل على التعاون بين شعوب العالم .

لكن في الواقع ، هذه التجارة ’الحرّة’ تؤدي إلى جعل كل الدول تعتمد على الاستهلاك العالمي الخاضع لسيطرة الشركات متعددة الجنسيات .

ونتيجة عدم وجود أي تعريفة جمركية على البضائع المستوردة فليس هناك أي حماية مالية للإنتاج المحلي ، وبذلك تصبح بلدان العالم الثالث تعتمد على البضائع المستوردة .

ونتيجة لهذا ، يصبح الناس والأرض في دول العالم النامي مباحين أمام استغلال الشركات العالمية ، كما يمكن ضعضعة الصناعات القائمة في البلدان المتطورة عند الحاجة و حسب الرغبة .

- العملة الأوربية الموحّدة :

إن أوضح وسيلة تستخدم للوصول إلى البنك والنقد العالميين هي تحرّك الإتحاد الأوربي نحو إيجاد بنك مركزي وعملة موحّدة .

وعلى الرغم من الجدل القائم ظاهرياً ، إلا أن هذه المسرحية قد خطط لها مسبقاً ، فيضحكون على الشعوب ببعض الحركات البهلوانية كتلك التي قامت بها بريطانيا عندما طالبت بحق الانسحاب ، ثم جاء الرفض التام من قبل أعضاء آخرين في معاهدة ماستريخت Maastricht Treaty .

إنه إخراج مسرحي مبدع وخلاق ، وقد انطلت هذه اللعبة على غالبية الجماهير .

وهنالك تفاصيل كثيرة في اتفاقية ماستريخت حول التحكم بالعملة الأوربية الموحّدة ، بالإضافة إلى صلاحيات مطلقة للتحكّم باحتياطي كل دولة على حدة من قبل ستة أعضاء في المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوربي ، يقضون ثمانية أعوام في هذا المنصب ولهم صلاحيات تنفيذية مطلقة دون الالتزام بأي استشارة أو تعليمات أو أوامر تأتيهم من أي جهة أو هيئة رسمية عائدة لأي من هذه الدول الأوروبية .
 

- السيطرة السياسية : الحروب المدبرة مسبقاً .

استُخدمت الحروب لتغيير الأنظمة السياسية والاقتصادية بشكل جذري وسريع ، فقلّما كانت الحروب تنشب من أجل أسباب مبسّطة "كالخير مقابل الشر" كما كانت الجهات المتصارعة تدعي علانية.

لكن في الحقيقة كانت الحروب تنشب بتخطيط مسبق ومرسوم بعناية بالغة حيث أن النتيجة تكون معروفة ومحددة منذ البداية، أما الهدف الأساسي فهو المضي قدماً نحو تحقيق غايات المتآمرين العالميين.

وقد قررت منظمة كارنيغي Carnegie الخيريّة للسلام العالمي (وهي إحدى المؤسسات التي تعفى من دفع الضرائب حيث أسستها عائلات CarnegieوRockefller وFord) قرّرت بأنّ الحروب هي الوسيلة الأكثر فعّالية لتغيير طريقة حياة الناس بشكل جذري وتوجيههم حسب الرغبة.

بالإضافة إلى أن الحروب تدرّ كميّات هائلة من الأموال لشركات السلاح والعتاد الحربي، وهذا لا يستثني البنوك أيضاً التي تقرض أموالاً هائلة للحكومات المتصارعة فتقع في قبضتها نتيجة الديون المترتبة عليها بعد الخروج من الحرب ـ غالبة أو مغلوبة.

هذا النوع من السيطرة والتحكم من خلال صنع الحروب وإدارتها كان قائماً منذ القدم، لكن ليس لدينا الوثائق المفصّلة سوى للفترة الممتدة لعدة قرون ماضية، منذ أن تحكّم المجمع السرّي الذي يسمى بـ"فرسان الهيكل" بمجريات الأمور في أوروبا (وقد حصل هؤلاء على ثروتهم الفاحشة من خلال النهب والسلب الذي جرى أثناء الحملات الصليبية فأصبحوا ذات نفوذ هائل ومخيف) فحازوا على السلطة المطلقة والتحكم الكامل بمجريات الأمور من وراء الستار.

وأشهر إنجازات هذه المحافل السرّية في القرنين الخامس والسابع عشر كانت قيام الثورة الفرنسيّة التي هي من صنع الماسونية، وحروب نابليون التي تم تمويل طرفي النزاع من قبل الجهة المتآمرة ذاتها، وحرب الاستقلال الأمريكية التي كانت عبارة عن خداع بصري حيث لازالت الولايات المتحدة خاضعة للسيطرة الكاملة من بريطانيا.

في هذا القرن حصلت مناورات كثيرة وحققت إنجازات هائلة للنخبة العالمية، لكن بكونها سريّة وبدت ظاهرياً على أنها متناقضة بشكل واضح لذلك أصبحت الحالة أكثر تعقيداً مما يصعب شرح التفاصيل بدقّة.

على أية حال فإنّ لمحة سريعة على الأحداث التي حصلت منذ الحرب العالمية الأولى إلى الآن قد تكشف الدافع الحقيقي وراء حصول الكثير من الصراعات العظمى عبر التاريخ الطويل، لكن الذي يميّزها عن تلك التي حصلت منذ زمن قديم جداً هو أننا نستطيع التحديد بدقة من هو المستفيد من الأحداث المعاصرة، ومن هي المنظمات والأشخاص الذين لعبوا خلف الستار لتحقيقها.

- ما وراء الحرب العالمية الأولى / الثورة الروسيّة .

في عام 1914، الأرشيدوق النمساوي فرديناند Archduke Ferdinand الذي تلقى تهديدات بالموت من قبل الماسونيّة Freemasons، اغتيل أخيراً على يد المحفل الصربي السري.

وذلك بعد محاولة اغتيال سابقة لكنها كانت فاشلة.

وكان هذا مبرراً لـ النّمسا، المدعومة من ألمانية، لإعلان الحرب على صربيا التي كانت مدعومة من روسيا وفرنسا.

وفي ألمانيا، كان "بيثمان هولويغ" Bethman Hollweg  هو المستشار الخاص للقيصر ولهايم Kaiser Wilhelm حيث كان لهولويغ صلة قرابة وثيقة بعائلة روثشايلد  Rothschilds، أمّا مدير بنكه الخاص فكان "ماكس واربورغ" Max Warburg.

وكانت وكالة الأخبار الألمانية Wolff مملوكة من قبل روثشايلد Rothschilds  الذي كان له نفوذ وحصّة أيضاً في الوكالتين البريطانية والفرنسيّة (رويترز وهافاز).

دخلت بريطانيا في الحرب ضدّ ألمانيا وتبعتها أمريكا عام 1917، كما كان مخطط مسبقاً.

أما السبب الظاهري لدخولهم الحرب (وهو إغراق السفينة لوستيانا Lusitania المحمّلة بالسلاح بعد دخولها المياه الإقليمية الألمانية) فلم يكن سوى أكذوبة مدبّرة استخدمت كذريعة لإثارة عواطف الشعب الأمريكي وتكوين الانطباع العام بأن الحكومة الأمريكية قد دخلت الحرب من خلال إرادة ورغبة الجماهير.

أما منظّمة "كارنيغي" الخيريّة، وعلى الرغم من اسمها البريء، فلعبت دوراً فعالاً في دخول أمريكا الحرب، حيث أبرقت لرئيس الولايات المتحدة "ودرو ولسون" Woodrow Wilson تطلب منه (تأمره) أن يحرص على عدم انتهاء الحرب بسرعة.

ولإبعاد روسيا عن الحرب قامت ألمانيا بدعم الثورة الروسيّة علانية وذلك من خلال تمويل مجلّة بلشفية (تدعو للتمرّد على الأوضاع الاجتماعيّة والسياسيّة)، وقامت أيضاً بتدبير مرور لنين Lenin عبر الحدود الألمانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق