صفحة 206 ، 207 " من
كتاب المعالم " يقول " سيد قطب " : وحين
يدرك الإسلام هذا النحو الذي فهمه هو في ثورته فإن هذا الإدراك بطبيعته سيجعلنا
نخاطب الناس
، ونحن نقدم لهم الإسلام في ثقة ، وفي عطف كذلك ورحمة ، ثقة الذي يستيقن أن ما معه هو الحق وأن ما عليه الناس هو الباطل ، وعطف الذي يرى شقوة البشر وهو يعرف كيف يسعدهم .. ورحمة الذي يرى ضلال الناس ، وهو يعرف أين الهدى الذي ليس بعده هدى"..
، ونحن نقدم لهم الإسلام في ثقة ، وفي عطف كذلك ورحمة ، ثقة الذي يستيقن أن ما معه هو الحق وأن ما عليه الناس هو الباطل ، وعطف الذي يرى شقوة البشر وهو يعرف كيف يسعدهم .. ورحمة الذي يرى ضلال الناس ، وهو يعرف أين الهدى الذي ليس بعده هدى"..
ويرد السبكي
: وهذه كلمات يستبيحها لنفسه من يتطاول إلى مقام الرسل إذ يكون مطمئناً إلى ما
يتلقاه من الوحي ، ومستشعراً بعصمة نفسه بسبب عصمة الله له من الخطأ ، وأنه على الهدى
الذي لا هدى بعده!!!
عجب وعجيب شأن هذا المتهور... ومَن
ذلك الذي بلغ هذا المبلغ بعد محمد بن عبد الله يا ترى ؟
أهو سيد قطب الذي سول له شيطانه أن
ينعق في الناس بهذه المزاعم ويقتادهم وراءه إلى المهالك ليظفر بأوهامه التي يحلم
بها؟!!
إنه ليمعن في غروره فيقول [
أي سيد قطب ] ـ نفس صفحة 206 : ـ
لن نتدسس إليهم بالإسلام..سنكون صرحاء معهم غاية الصراحة : هذه الجاهلية التي أنتم
فيها نجس والله يريد أن يطهركم هذه الأوضاع التي أنتم فيها خبث ، والله يريد أن
يطيبكم هذه الحياة التي تحيونها دون ، والله يريد أن يرفعكم هذا الذي أنتم فيه
شقوة و بؤس و نكد ،والله يريد أن يخفف عنكم ويرحمكم و يسعدكم ..الإسلام سيغير
تصوراتكم وأوضاعكم وقيمكم ، وسيرفعكم إلى حياة أخرى تنكرون معها هذه الحياة التي
تعيشونها .. الخ"
يقول السبكي
: وذلك تكرار لما سبق مثله من التغرير بالآمال ، والأماني واستدراج البسطاء إلى
المطامع والتهور.
يقول سيد قطب في صفحة 209: " ولم تكن الدعوة في أول عهدها في وضع
أقوى ولا أفضل منها الآن ، كانت مجهولة ، مستنكرة من الجاهلية ، وكانت محصورة في
شعاب مكة مطاردة من أصحاب الجاه والسلطان فيها ..الخ .
ويقول سيد قطب في صفحة 212 : " وحين نخاطب الناس بهذه الحقيقة ،
ونقدم لهم القاعدة العقيدية للتصور الإسلامي الشامل يكون لديهم في أعماق فطرتهم ما
يبرر الانتقال من تصور إلى تصور ، ومن وضع الى وضع .. الخ".
وبهذا الذي نقلته من الكتاب صار واضحاً
من منطق الكاتب نفسه أنها دعوة هدامة غير سلمية ، ولا هادفة إلى إصلاح ، وان كانت
مسماه عند صاحبها بذلك الاسم المصطنع ومهما يكن أسلوب الكاتب مزيجاً بآيات قرآنية
، وذكريات تاريخية إسلامية فإنه كأساليب الثائرين للإفساد في كل مجتمع .
فهم يخلطون بين حق وباطل ليموهوا على
الناس .والمجتمعات لا تخلو من أغرار بسطاء ،فيحسنون الظن بما لا يكون كله حقاً ،
ولا إخلاصاً ، وقد يسيرون وراء كل ناعق وخاصةً إذا كان يهدي الغير باسم الدين ،
ووجدوا في غضون هذه الدعوة تلميحاً بالأمل في المراكز ، والأوضاع والقيم الجديدة
في المجتمع الجديد
.
وهذه الحيلة هي نفسها حيلة إبليس فيما
صنعه مع آدم ، وحواء ، وفيما يدأب عليه دائماً في فتنة الناس عن دينهم ، وعن الخير
في دنياهم . ويزين لهم كل قبيح ، ويهون عليهم كل عسير ، حتى إذا ما تورطوا في
الفتنة تبرأ منهم وقال للإنسان " إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين
" ، ولكن بعد أن يكون ما يكون من الإفساد الذي حذرنا منه ونهانا عنه في كثير
من الآيات ، وهددنا عليه بشر العقوبات والعذاب .
وبعد
:
فقد انتهيت في كتاب " معالم في
الطريق " إلى أمور:
1- إن المؤلفَ [ أي سيد قطب ] إنسانُ
مسرفُ في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود
ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح
في خيال.
2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن
يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة
دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، وإلهاب
الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معنى الثورة الحركية التي
رددها كــلامه..
اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق