بحث

الأحد، 13 أبريل 2014

معالم في الطريق دستور الإخوان المفسدين : الحلقة الثالثة - الأخيرة -



صفحة 206 ، 207 " من كتاب المعالم " يقول " سيد قطب " : وحين يدرك الإسلام هذا النحو الذي فهمه هو في ثورته فإن هذا الإدراك بطبيعته سيجعلنا نخاطب الناس
، ونحن نقدم لهم الإسلام في ثقة ، وفي عطف كذلك ورحمة ، ثقة الذي يستيقن أن ما معه هو الحق وأن ما عليه الناس هو الباطل ، وعطف الذي يرى شقوة البشر وهو يعرف كيف يسعدهم .. ورحمة الذي يرى ضلال الناس ، وهو يعرف أين الهدى الذي ليس بعده هدى"..

ويرد السبكي : وهذه كلمات يستبيحها لنفسه من يتطاول إلى مقام الرسل إذ يكون مطمئناً إلى ما يتلقاه من الوحي ، ومستشعراً بعصمة نفسه بسبب عصمة الله له من الخطأ ، وأنه على الهدى الذي لا هدى بعده!!!

عجب وعجيب شأن هذا المتهور... ومَن ذلك الذي بلغ هذا المبلغ بعد محمد بن عبد الله يا ترى ؟

أهو سيد قطب الذي سول له شيطانه أن ينعق في الناس بهذه المزاعم ويقتادهم وراءه إلى المهالك ليظفر بأوهامه التي يحلم بها؟!!

إنه ليمعن في غروره فيقول [ أي سيد قطب ] ـ نفس صفحة 206 : ـ لن نتدسس إليهم بالإسلام..سنكون صرحاء معهم غاية الصراحة : هذه الجاهلية التي أنتم فيها نجس والله يريد أن يطهركم هذه الأوضاع التي أنتم فيها خبث ، والله يريد أن يطيبكم هذه الحياة التي تحيونها دون ، والله يريد أن يرفعكم هذا الذي أنتم فيه شقوة و بؤس و نكد ،والله يريد أن يخفف عنكم ويرحمكم و يسعدكم ..الإسلام سيغير تصوراتكم وأوضاعكم وقيمكم ، وسيرفعكم إلى حياة أخرى تنكرون معها هذه الحياة التي تعيشونها .. الخ"

يقول السبكي : وذلك تكرار لما سبق مثله من التغرير بالآمال ، والأماني واستدراج البسطاء إلى المطامع والتهور.

يقول سيد قطب في صفحة 209: " ولم تكن الدعوة في أول عهدها في وضع أقوى ولا أفضل منها الآن ، كانت مجهولة ، مستنكرة من الجاهلية ، وكانت محصورة في شعاب مكة مطاردة من أصحاب الجاه والسلطان فيها ..الخ .

ويقول سيد قطب في صفحة 212 : " وحين نخاطب الناس بهذه الحقيقة ، ونقدم لهم القاعدة العقيدية للتصور الإسلامي الشامل يكون لديهم في أعماق فطرتهم ما يبرر الانتقال من تصور إلى تصور ، ومن وضع الى وضع .. الخ".

وبهذا الذي نقلته من الكتاب صار واضحاً من منطق الكاتب نفسه أنها دعوة هدامة غير سلمية ، ولا هادفة إلى إصلاح ، وان كانت مسماه عند صاحبها بذلك الاسم المصطنع ومهما يكن أسلوب الكاتب مزيجاً بآيات قرآنية ، وذكريات تاريخية إسلامية فإنه كأساليب الثائرين للإفساد في كل مجتمع .

فهم يخلطون بين حق وباطل ليموهوا على الناس .والمجتمعات لا تخلو من أغرار بسطاء ،فيحسنون الظن بما لا يكون كله حقاً ، ولا إخلاصاً ، وقد يسيرون وراء كل ناعق وخاصةً إذا كان يهدي الغير باسم الدين ، ووجدوا في غضون هذه الدعوة تلميحاً بالأمل في المراكز ، والأوضاع والقيم الجديدة في المجتمع الجديد .

وهذه الحيلة هي نفسها حيلة إبليس فيما صنعه مع آدم ، وحواء ، وفيما يدأب عليه دائماً في فتنة الناس عن دينهم ، وعن الخير في دنياهم . ويزين لهم كل قبيح ، ويهون عليهم كل عسير ، حتى إذا ما تورطوا في الفتنة تبرأ منهم وقال للإنسان " إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين " ، ولكن بعد أن يكون ما يكون من الإفساد الذي حذرنا منه ونهانا عنه في كثير من الآيات ، وهددنا عليه بشر العقوبات والعذاب .

وبعد :

فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور:

1- إن المؤلفَ [ أي سيد قطب ] إنسانُ مسرفُ في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال.

2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، وإلهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معنى الثورة الحركية التي رددها كــلامه.. اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق