بحث

الأحد، 13 أبريل 2014

معالم في الطريق دستور الإخوان المفسدين : الحلقة الثانية



( 8 )في صفحة 43 من كتاب المعالم يقول سيد قطب :" فلا بد - أولاً – أن يقوم المجتمع المسلم الذي يقر عقيدة لا إله إلا الله ، وأن الحاكمية ليست إلا لله .. وحين يقوم هذا المجتمع
فعلا تكون له حياة واقعية ، وعندئذ فقط يبدأ هذا الدين في تقرير النظر والشرائع"...

يرد الشيخ السبكي : فهذا هجوم من المؤلف على الواقع إذ ينكر وجود " مجتمع إسلامي " وينكر وجود نظام إسلامي ، ويدعو إلى الانتظار في التشريع الإسلامي حتى يوجد المجتمع المحتاج إليه..

يريد المجتمع الذي سينشأ على يدهويد الطليعة .. ويخيل إلينا أن المؤلف شطح شطحة جديدة ، فزعم لنفسه الهيمنة العليا على " الإلهية "في تنظيم الحياة الدنيا ، حيث يقترح أولا هدم النظم القائمة دون استثناء وطرد الحكام ، وإيجاد مجتمع جديد ، ثم التشريع من جديد لهذا المجتمع الجديد.

(9)صفحة 45 يكرر سيد قطب هذا الكلام.
 
(10)
صفحة 46 يصرح سيد قطب مرة ثالثة أو رابعة فيقول: إن دعاة الإسلام حين يدعون الناس لإنشاء هذا الدين – كذا – يجب أولاً أن يدعوهم إلى اعتناق العقيدة حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين ، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون ويعلمهم أن كلمة لا إله إلا الله ، مدلولها الحقيقي هو رد الحاكمية لله ، وطرد المعتدين على سلطان الله .

ويرد الشيخ السبكي : وهكذا من تبجحه في وجه الواقع وسفاهته على مجموع المسلمين،وتلك نزعة المؤلف المتهوس ، يناقض بها الإسلام ، ويزعم أنه أغير الخلق على تعاليم الإسلام..
 
أليست هذه هي الفتنة الجامحة ، بل الفتنة الجائحة ..من إنسان يفرض نفسه على الدين ، وعلى المجتمع.

(11)
صفحة 50 - يعزز سيد قطب فكرته الفاتنة فيقول: " وهكذا ينبغي أن تكون كلما أريد إعادة البناء من جديد

يقول الشيخ السبكي :يريد تجديد الثورة العامة كلما احتيج إلى إصلاح في المجتمع.

(12)
صفحة 81 يقول سيد قطب : " إن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين : معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها ، وأنظمتها وأوضاعها ، والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض ، الحكم فيها للبشر في صورة من الصور ..الخ.

يرد الشيخ السبكي قائلا ً : وبهذا الكلام يلفظ المؤلف ما في نفسه من الحقد المستعر أو من الجنون المستحكم .

(13)
صفحة 83 - يقول سيد قطب : " إن هذا الإعلان العام لتحرير الإنسان في الأرض لم يكن إعلاناً نظرياً فلسفياً ، إنما كان إعلاناً حركياً ، واقعيا إيجابياً .. ثم لم يكن بد من أن يتخذ شكل الحركة إلى جانب شكل البيان.. الخ".

يرد السبكي :ويسير المؤلف على هذا النحو من الإغراء للبسطاء والشباب باسم الجهاد للإسلام حتى يقرر ما يأتي:

(14)
في صفحة 90 يقول :" إن الجهاد ضرورة للدعوة إذا كانت أهدافها هي إعلان تحرير الإنسان ، إعلاناً جاداً ، يواجه الواقع الفعلي... سواء كان الوطن الإسلامي آمناً أم مهدداً من جيرانه ، فالإسلام حين يسعى إلى السلم ..لا يقصد تلك السلم الرخيصة وهي مجرد أن يؤمن الرقعة الخاصة التي يعتنق أهلها العقيدة الإسلامية ".

يقول السبكي : فهذه دعوة إلى إشعال الحروب مع الغير ولو كان الوطن الإسلامي آمناً مع أن نصوص القرآن والسنة ، وتوجيهات الإسلام عامة لا تدعو إلى مثل هذا الانفعال الغاشم ، إنما تعتبر الحرب وسيلة علاجية لاستقرار الحياة ، وقمع الفتن ، وشق طريق الدعوة إذا وقف في سبيلها خصوم يعاندونها والإسلام كله يدعو الى المسالمة مع من يسالمه ويترك الآخرين على عقائدهم الكتابية الأولى ، ويقبل منهم الجزية ، بل الإسلام يحبب إلينا أن نحسن إلى المسالمين منهم ، والبر والعدل معهم ، وينهانا عن التودد إلى المسيئين إلينا منهم ، وهذه الملاطفة مع المسالمين والمقاطعة للمسيئين ، هي ظاهرة العزة الرحيمة الإسلامية وترفعها عن الجبروت أولاً ، وعن المذلة ثانياً.

ولكن صاحب " معالم في الطريق "يفهم غير ذلك ، ويعمد الى بعض الكتب وينقل منها كلاماً عن ابن القيم ونحوه ، ثم يفهم كلامهم على ما يطابق نزعته ، ويتخذ من ذلك دليلاً على أن الإسلام دين المهاجمات لكل طائفة وفي كل وطن وفي كل حين ..

وليس أجهل ممن يفهم ذلك ، ولا أخبث قصداً ممن ينادي بذلك ، والقرآن نفسه يدعونا حتى في حالة الحرب أن نقتصد في العداوة " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها .."، فكيف نشعلها حرباً لاتخمد ؟

(15)في صفحة 105 يقول سيد قطب : " وكما أسلفنا فإن الانطلاق بالمذهب الإلهي .."

يقول السبكي : يريد مذهبه في الثورة والفتنة والتدمير ، تقوم في وجهه عقبات مادية عن سلطة الدولة ، ونظام المجتمع ، وأوضاع البيئة ، وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام ليحطمها بالقوة .. "وهنا يعوده عقله المريض بأنه سيصادف عقبات وسيحطمها هو بوسائله التخريبية التي يسميها قوة الإسلام.

ولو حاولت أنا شخصياً أن أغالط فيما فهمته ، أو أحسن الظن بما يقوله مؤلف "معالم في الطريق " لكنت في نظر نفسي مدلساً في الحقيقة السافرة ، مبتعداً عن الصواب وعما يريده هو من كلامه من صدام وتخريب ، وشر مستطير لا يعلم مداه غير الله .

(16)ويرد الشيخ السبكي على ما دونه سيد قطب في المعالم من ص 110 إلى 156 وما يليها بقوله : تشتعل الثورة الحانقة في نفس الكاتب فيلهب مشاعر القارئ البسيط ، ويدلس في الكلام توجيهاً معسولاً رطبا جذاباً نحو الأمل الذي يتخيله لنفسه ولمن ينصاع لفتنته .

(17)
ويقول في صفحة 156 سطر 9 ، 10 : " المجتمع الإسلامي وليد الحركة ..والحركة هي التي تعين مقدار الأشخاص فيه، وقيمتهم ، ومن ثم تحدد وظائفهم فيه ومراكزهم " هكذا يقول.

ويرد السبكي قائلاً : ويكرر ذلك الأمل في صفحة 158 سطر 8 وما بعده.

ثم يتابع هذه العبارات بعبارات مثلها أو اشد منها خداعًا وإغراءًا وتوريطًا ، مما لا يدعو مجالاً لحسن الظن بما يقوله الكاتب في كتابِه
 
وهكذا يدور المؤلف في الكتاب كله حول فكرته في عبارات متشابهة ، أو بعضها أشد من بعض في تحريضه .وإني لأكتفي بما أنقله أخيرا من كلماته .

وللمقال بقية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق