بحث

الجمعة، 18 أبريل 2014

من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال الحلقة السابعة – الأخيرة –



السكري يصف البنا بـ الشيخ الكذاب
:

ختمنا المقال السابق بتقييم السكري لمخطط البنا لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية‏, ‏حيث لخصه الرجل بالقول‏:‏ لا شيء إلا تأييد الوضع الحالي‏,‏ وضرورة بقاء البرلمان الحالي كما أعلن‏(‏في إشارة إلي البنا‏)‏ في جريدة الإخوان يوم‏22‏ سبتمبر الماضي وليظل الحال علي ما هو عليه من فتور وركود‏,‏ وليظل الانجليز رابضين في أرض الوطن‏,‏ ولتظل المنكرات فاشية‏,‏ والأخلاق منحلة والشعور الوطني في نوم عميق‏..‏

مادام فضيلته يقيم الحفلات‏,‏ ويموه علي المخدوعين‏,‏ وينشر مختلف الدعايات في المجلات‏,‏ ويلوح بالمناصب في تواضع مصطنع وزيف ظاهر ممقوت‏.‏

وكان السكري قد وعد في المقال السابق بأن يستمر في الرد علي أكاذيب البنا التي راح يروجها بين أتباعه من خلال مذكرة سرية وجهها الي قادة الشعب ورؤساء القطاعات المختلفة في الأقاليم‏,‏ ولكن شيئا ما قد حدث جعل السكري‏(‏ وهو رجل شديد الأدب والتواضع‏)‏ يخرج عن تلك المبارزة الفكرية‏,‏ المعتمدة علي إيراد الحقائق وشرحها‏,‏ بعنوان استفز الإخوان في كل مكان‏.‏

كان العنوان صارخا وفاضحا ‏(الشيخ الكذاب‏)‏ في إشارة إلي المرشد العام الأستاذ حسن البنا‏,‏ وقد نشره الرجل في جريدة صوت الأمة بتاريخ‏25‏ 194711,‏ ولكن ما الذي دفع السكري لكتابة مقال يحمل مثل هذا العنوان؟

هذا ما سيرويه الرجل في هذه الحلقة‏.‏ فإلي مقال السكري
 
الشيخ الكذاب‏:‏

لم يستوقف نظري ولم يثر من إهتمامي مثقال ذرة‏,‏ أكثر مما أثاره من السخرية والفكاهة ذلك الخبر الذي نشره الأستاذ البنا أمس في جريدته في باب الاجتماعيات وعني بإبرازه في مقدمة الأخبار المهمة فوق أخبار وزير الدولة ووزير العدل والقائد المصري في السودان الخ‏,‏ والتي توهم القراء أن أصحابها هم الذين طلبوا نشرها كإعلانات وفحوي هذا الخبر أو بالأحري فحوي هذه الأكذوبة المضحكة أن‏:(صاحب المقام الرفيع مصطفي النحاس باشا‏,‏ أمر بتعيين أحمد السكري محررا بجريدة صوت الأمة براتب شهري قدره ستون جنيها تدفع من خزانة الوفد لا من مال الجريدة‏...!!)

ولست أريد أن أفيض في الرد علي هذه الفرية المضحكة‏,‏ غير أني أحب أن ألفت نظر الشيخ حسن البنا أنه قد أسدي الي بنشره هذا الخبر الكاذب جميلا أشكره عليه كل الشكر‏,‏ ذلك أنه قد كشف رسميا للملأ عن نوع السلاح الذي يرد به علي هجماتي له‏,‏ ودمغي إياه بالحقائق الواقعية الثابتة‏,‏ فلم يجد أمامه غير سلاح الكذب السافر‏,‏ والبهتان الواضح الذي إن دل علي شيء فإنما يدل علي إفلاسه تمام الإفلاس‏,‏ بل علي إلقائه السلاح أمام إتهامي له اتهاما مدعما بالأدلة والأسانيد‏.‏

فالشيخ حسن البنا يعلم تمام العلم أن أحمد السكري لم يعمل في صوت الأمة ولا في غيرها من الصحف‏,‏ وأن أحمد السكري له والحمد لله من إيراد ممتلكاته في المحمودية‏ (بلد الأستاذ البنا‏).‏ ما يكفي من أن يعيش عيشة كريمة‏,‏ تغنية عن أن يمد يده الي المصروفات السرية أو المساومات الحزبية أو الصفقات السياسية‏,‏ هذا فضلا عما ضحي به أحمد السكري من هذه الممتلكات كما يعلم الشيخ حسن في سبيل دعوته وشرفه وخلقه ولله الفضل والمنة‏..!‏

ولقد أخطأ التوفيق أخانا الشيخ البنا كان الله في عونه وعون مستشاريه المساكين ففتح علي نفسه بابا كان أولي به أن يظل مغلقا بل كنت أنا حريصا علي ألا أمس هذا الباب اشفاقا عليه كما ذكرت في مقال يوم الجمعة الماضي‏,‏ وكنت حريصا علي ألا اتعرض لناحية حياته الخاصة وكيف يعيش‏..‏؟‏..‏

ومن أين يعيش‏..‏؟

ولكنه أراد أن ينطبق عليه مثل الأحمق الذي بيته من زجاج رقيق مهشم فيأبي إلا أن يرمي بحجارته القذرة الخبيثة بيت صاحبه الفولاذي السليم‏,‏ الذي أحاطت به عناية الحافظ العظيم‏..!‏

ومع ذلك كله فسأظل علي موقفي من الإشفاق عليه هذه المرة أيضا حفاظا لكرامة عائلته العزيزة علي‏,‏ علي أن أعود إلي كشف الغطاء إذا اضطرتني رعونته ورعونة مستشاريه مرة أخري إلي طرق هذه الناحية الحساسة‏.‏

وهل لي بعد ذلك أن أسأله علي فرض أن فريته هذه صحيحة هل من الخير أن يعمل الإنسان فيأكل من كسب يده كما قال النبي الأعظم صلي الله عليه وسلم ‏(لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب علي ظهره‏,‏ خير له من أن يأتي رجلا أعطاه الله من فضلة فيسألة اعطاه أو منعه‏).

وقال عليه السلام‏ (إن الله يحب العبد يتخذ المهنة ليستغني بها عن الناس ويبغض العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة‏).‏

كما قال عليه السلام‏ (‏من سعي علي عياله من حله فهو كالمجاهد في سبيل الله‏,‏ ومن طلب الدنيا حلالا في عفاف كان في درجة الشهداء‏)‏

أقول‏:‏ هل هذا خير أم أن يعيش الرجل من الصفقات السياسية‏,‏ والتضحية بإخوانه في الله وأعوانه المجاهدين الأحرار‏,‏ والاتجار بدعوته في سوق المساومات الحزبية علي حساب المبادئ والوطن مقابل متاع لا يبقي ولا يدوم‏..‏؟‏!‏

ومع ذلك فقد أراد الله أن يظهر البهتان الساطع في لسان فضيلة المرشد وعلي صفحات جريدته‏,‏ ليعلم الإخوان مدي الافتراء والتضليل الذي يموه به عليهم حين كان يتهم أحمد السكري بمختلف الأباطيل المتهافته‏,‏ وهدا الخبر الذي نشره في جريدته أكبر دليل علي الإفلاس والزور والصغار‏.

وهكذا يرد الشيخ حسن علي الوثائق الفاضحة التي تدلل علي خروجه عن مبادئ الدعوة وانزلاقه في مهاوي الضلال بهذا الأسلوب الخبيث الكاذب‏,‏ وهو حائر لا يدري ماذا يصنع ولا بماذا يجيب وصدق الله العظيم في كتابه‏:(‏ بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون‏).‏

والآن نترك للقضاء أيضا أن يصدر حكمه في هذه الفرية المضحكة إذا لم يسارع الشيخ حسن إلي تكذيبها في جريدته كما أخطرته اليوم رسميا‏,‏ ونعود بالقارئ إلي الحديث عما في وريقات نشرته السرية التي أذاعها علي الإخوان في خفر وإستحياء‏,,,‏ هل يجرؤ الأستاذ علي مواجهة الهيئة التأسيسية بالحقائق‏...‏؟‏!‏

ثم يعود السكري بعد ثلاثة أيام في الثامن والعشرين من نوفمبر الي مقالاته التي بدأها بعنوان‏ (‏كيف انزلق الشيخ البنا بجماعة الإخوان‏),‏ وفي المقال الخامس يطرح الرجل سؤالا حول ما إذا كان في مقدور البنا أن يصارح الهيئة التأسيسية بالحقائق‏,‏ من قبيل أن الجماعة أصبحت جزءا من اللعبة السياسية‏,‏ وطرفا في معادلة الحكم ترتمي في حضن هؤلاء وهؤلاء حسبما تكمن عوامل القوة والضعف والمصلحة‏,‏ وليس حسبما تكمن مبادئ الحق والصواب‏.‏ فإلي مقال السكري‏.
 
لأحب أن يطمئن القراء فأنا علي موعدي السابق معهم أن أستمر في حديث الأسبوع الماضي كما أحب أن يطمئن الأستاذ حسن البنا فلن أعرض اليوم كثيرا لما حدث منه أمس وأمس الأول‏,‏ من هذه الإكذوبة الباهته التي نشرتها جريدته من أني أتناول من خزانة الوفد ستين جنيها كمحرر في صوت الأمة ولن أكرر اليوم ما قلته بالأمس من أن هذا السلاح المفلول الذي يقابل به كشفي الستار عن انزلاقه بالدعوة‏,‏ إنما يدل علي الإفلاس المطلق بل علي التسليم الكامل بجميع ما أقول‏,‏ ولعمري متي أمكن لسلاح التمويه والاتهام الكاذب ان يقوم امام الحق الصراح والحجة الدامغة‏,‏ ولا أدري لماذا ثار الاستاذ حين قرأ ردي علي تلك الأكذوبة‏,‏ ولا أدري مع ذلك بماذا يسمي الأستاذ البنا مثل هذا الخبر الذي يعلم هو أنه بعيد كل البعد عن الصحة‏,‏ إذا لم يشأ أن يسميه كذبا وهل في قاموس اللغة لفظ يطلق علي الكذاب والكذابين غير هذين اللفظين اللذين اطلقهما القرآن الكريم علي من ير مي الناس بالزور ويلصق بالمؤمنين أشنع البهتان‏,‏ دون دليل ولا برهان‏!‏؟؟

ويقول الأستاذ البنا ان هذه مهاترة‏,‏ ولا أدري ممن كانت المهاترة‏..‏؟‏!‏

هل كانت من الذي نشر هذه الفرية المضحكة يريد أن يشوه بها جهاد المجاهدين وغضبتهم لوجه الله والوطن‏,‏ أم من الذي دافع عن نفسه بدفع ما ألصقة به المفترون إبتغاء الفتنة وابتغاء تضليل الناس‏..‏؟‏!‏

وهل كانت المهاترة ممن يجمع الإخوان بين الجدران الأربعة فيلقي أمامهم الاتهامات المتهافتة والأراجيف المضللة حين يقص عليه أسباب الخلاف بينه وبين زميله‏,‏ ويخفي في نفسه ما الله مبديه‏,‏ ويخشي الناس والله أحق أن يخشاه‏,‏ ثم يوزع عليهم نشرات سرية يحشوها بالإفتراء الباطل علي أخيه‏,‏ فإذا ما طلب منه أن يواجه أخاه علنا بما يقول فر وهرب‏,‏ وثار وغضب‏.‏ أم من الذي يقذف بالحق السافر علي الضلال الغائر‏,‏ لا يريد بذلك‏;‏ إلا وجه الله‏,‏ ليميز الناس الخبيث من الطيب وليكونوا علي بينة من الأمر ونور‏..!..‏؟

كذلك أرجو أن يطمئن الأستاذ البنا فلن أعرض كثيرا لهذا الحفل الذي حشد له حشودا من أطراف القاهرة وضواحيها أول من أمس‏,‏ والذي إختار أن يقيمه لأول مرة في تاريخ الإخوان بجوار منزلي وليشنف سمعي وأسماع من كان عندي من الإخوان بما ألقاه خطباؤه من الدرر الغالية‏,‏ ولا سيما الأخ عبدالحكيم عابدين الذي كان يحث الشباب علي التمسك بمكارم الأخلاق‏,‏ وعلي التشبث بأهداب الفضيلة والطهر والعفاف‏,‏ وكم كنا نود أن يضرب لهم المثل بنفسه كقائد من قواد الأستاذ البنا‏,‏ وكصاحب تاريخ حافل بهذه المكارم وهذا الطهر‏,‏ ولكنه في تواضع واستحيا إكتفي أن يضرب المثل بالصحابي الجليل مصعب بن عمير‏,‏ واكتفي بأن يعرض لأهل الدنيا الذين غرهم الجاه والمنصب‏.‏فخرجوا علي القائد المفدي والمرشد الحكيم الذي آثر الزهادة والتقشف‏,‏ والعمل المتواصل لوجه الله والوطن‏,‏ لايهمه الجاه ولا تغريه إغراءات أهل السياسة وأصحاب السلطان‏..‏؟‏!.

ولن أعرض كذلك لهذه المئات العديدة من رجال البوليس الأشداء الذين كانوا يحمون حفل الاستاذ البنا من سخط أهالي الحي الذين استنكروا كل الاستنكار إقامة حفله في حيهم‏,‏ وأرسلوا بعرائض إحتجاجهم الي الصحف والي الجهات المختصة يحتجون علي إقامة هذا الحفل التهريجي بعد أن كشفت حقائق المحتفل والمحتفلين‏,‏ ويتساءلون فيما بينهم وبين أنفسهم‏,‏ وفيما بينهم وبين الناس‏:‏ هل حقيقة أقام الأستاذ حفله هذه المرة وفي هذا المكان بالذات إبتغاء وجه الله وذكري هجرة السيد الأعظم الآمر بالخير والناهي عن الشر‏,‏ وصاحب رسالة السلام والإخلاص والخلق‏,‏ أم أقامه تحديا وتشفيا من الذين ثاروا للحق وكشفوا عن الباطل كل قناع‏..!‏؟

وهل سيخرج الاستاذ البنا وصاحبه المهذب وأعوانه المخدوعون من هذا الحفل وقد إرتاحت ضمائرهم لأنهم عملوا عملا يرضي الله‏,‏ أو يرضي الشهوة والشيطان‏!!.‏

كذلك لن أعرض لهذا العنوان الضخم الذي طلعت به علي الناس أمس جريدة الأستاذ البنا‏,‏ والذي ذكرت فيه عن حفله المذكور أنه يوم خالد رائع في جهاد جماعة الإخوان ولا أحب أن أسأل فضيلته عن الجهاد الرائع الذي يقصده بهذا العنوان‏,‏ فأنا أعرف‏,‏ وأهل الحي يعرفون‏,‏ ورجال البوليس كذلك يعرفون‏,‏ إن هذا الجهاد الخالد الرائع الذي أتعب الأستاذ البنا نفسه وإخوانه الثلاثين ألفا كما تقول جريدته الغراء لاسمح الله فما قد يخطر علي بال المسلمين والمصريين‏,‏ من أنه كان مثلا في الضغط علي الحكومة التي يؤيدها فضيلته في تحقيق شيء من مبادئ الاسلام‏,‏ أو كان مثلا في محاربة المنكرات المنتشرة في الأمة التي ينص دستورها علي أن دينها الرسمي الإسلام‏,‏ أو كان مثلا في الضغط علي الحكومة لتتقدم ولو خطوة واحدة في تحقيق أهداف البلاد؟‏!‏

لم يكن هذا الجهاد الخالد الرائع من هذا النوع إنما كان من نوع آخر‏,‏ أجل وأعظم خطرا في نظر الأستاذ البنا ورجاله الاطهار‏,‏ هذا الجهاد في هذا الحشد الذي حشده بجوار منزل أحمد السكري‏,‏ وفي حماية البوليس الذي سد منافذ الشوارع‏,‏ وفي هذه العصي التي تسلح بها جوالته لأول مرة‏,‏ بل كان في شيء أكثر روعة وأعظم خطورة هو تربص إحدي عصاباته بأحد الإخوان الأحرار الأطهار‏,‏ الذي واجه الشيخ البنا بحقائق دامغة‏,‏ ونطق بكلمة الحق ولم يعرف اللين والخداع‏,‏ بعد أن كان يجاهد في سبيل دعوة الإخوان الي بضعة أيام مضت في ربوع الصعيد ووضع بين يد فضيلته عندما عاد من رحلته مايزيد علي ثلاثمائة جنيه جمع بعضها لحساب مجلة الشهاب والبعض الآخر لحساب سهم الدعوة‏!‏

فكان جزاؤه بعد أن قال قولة الحق أن تربصت به إحدي عصابات الأستاذ البنا المسلحة وهو سائر الي منزله فأوسعته ضربا وتركته بين الحياة والموت حيث نقل الي المستشفي‏,‏ وكل ذلك والميكروفون يردد كلام الاستاذ البنا عن الإسلام ومكارم الأخلاق‏,‏ ويفعل رجاله ما يفعلون في الظلام كأشد مايتصوره قطاع الطرق ورجال العصابات وهكذا كان الحفل السعيد جهادا خالدا رائعا في تاريخ الإخوان المسلمين الذين ينتمون الي فضيلة الأستاذ البنا‏,‏ ووضعوا له عنوانا ضخما آخر هو‏:(‏ جمرة البغض وثورة الغضب‏)!!‏

وأنا أكتب الآن هذا المقال في الوقت الذي يجتمع فيه حضرات أعضاء الهيئة التأسيسية بدعوة من فضيلته بالمركز العام ليسرد علي حضراتهم أغلب الظن أسباب الخلاف بينه وبين أحمد السكري‏,‏ ولا أدري ماذا سيقول حين يواجهه بعض الأحرار من حضراتهم بما ينشره أحمد السكري من وثائق دامغات وحجج بينات‏,‏ هل سيرد علي هذه الحجج بمثلها‏,‏ أم يكتفي فضيلته بالزوغان‏,‏ وبأن أحمد السكري كان يختلف معه كثيرا‏,‏ ويقف في سبيل رغباته‏,‏ وبأن أحمد السكري صديق للخوارج وهو يعني بهم الأحرار المتقين الدكتور ابراهيم حسن وحسين بك عبدالرازق وكمال بك عبدالنبي وأمين بك مرعي وغيرهم‏,‏ وصديق كذلك للوفديين أعدائنا الألداء الذين يجب أن نكافحهم ونجاهدهم قبل أن نكافح الإنجليز ونجاهدهم كما يقول له رجال العهد الحاضر‏.‏

الي غير ذلك من الاسباب القوية الواضحة التي يعدها فضيلته سببا لهذه القنبلة التي فجرها في صفوف الإخوان‏,‏ وتري إذا ما عاد أحد الأحرار ليسأله عن هذه الفضائح التي نسبتها الوثائق الزنكوغرافية الي صهره هل سيكتفي بأن يريه البيان الذي كتبه وتوسل فيه الي الدكتور ابراهيم ومن حضر من الإخوان أن يوقعوه قائلا‏:‏

إن هذا مداراة للموقف وستر من الفضيحة التي لاتقتصر علي الناحية العائلية فقط بل ستشمل الدعوة وتشمت فيها أعداءها‏,‏ ومقسما أحرج الأيمان أنه سيبعد عبدالحكيم عابدين عن الدعوة بل عن البلاد المصرية بأسرها‏,‏ وإنه قد إتفق فعلا مع يوسف بك روميه صاحب شركة النقل بين فلسطين ومصر‏,‏ أن يوظف الأخ عبدالحكيم عابدين عنده في فلسطين ليبعد عن القطر المصري كله‏,‏ وتحت تأثير هذه الايمان المغلظة والتوسلات المثيرة المبكية ظفر بالتوقيعات‏,‏ فتري هل سيكتفي بهذا البيان الشكلي أم علي الوثائق التي مابعدها بيان ولا فوقها برهان‏,‏ وتري إذا كانت الوثائق كاذبة فما الذي يمنع فضيلته أن يقدم أصحابها الي النيابة ليأخذ القضاء بحقه‏..!‏؟

وهل يكفي في الأمر أن يرسل الي الدكتور ابراهيم إنذارا لكي يسلمه الوثائق الخاصة بعابدين ويعاتب الدكتور علي نشر جزء من شهادة الأخ عبده قاسم السكرتير العام‏,‏ ويعلم الله أن الاقتصار علي نشر هذا الجزء كان رحمة وإشفاقا علي من يهم الأستاذ البنا أمرهم إذ أن بقية شهادة الاستاذ عبده قاسم كما علمت مايندم عليه الأستاذ ومن يهمه أمرهم كل الندم‏.!‏

وتري ماذا سيرد به علي إخوان الهيئة الأحرار‏,‏ حين يسألونه عن الحكمة في مشايعته بكل قوته العهد الحاضر في الوقت الذي لم تتقدم الحكومة فيه خطوة في قضية البلاد وتحقق وعدا واحدا مما قطعته علي نفسها‏,‏ وما الحكمة في استخدامه لمناوأة الوفد فجأة في الوقت الذي ندعو الوطن فيه الي توحيد الجهود‏,‏ وفيم كان الحاحه علي أحمد السكري في العام الماضي ليتفاهم مع الوفديين‏,‏ وذهب فضيلته ليلا الي أحد أقطابهم مع رئيس إحدي مناطق الغربية ليلح عليه في التعاون الكلي‏,‏ بل بالإندماج في الوفد بشروط ظاهرية يغطي بها موقفه‏,‏ وفيم كان ينشئ المقالات الرائعة في مجلة الإخوان يزجي فيها ألوان المديح والثناء لحكومة الوفد ورفعة رئيس الوفد‏,‏ ويخصص الصفحات للإشادة بتدين صبري باشا أبو علم‏,‏ والإشادة بفضل فؤاد باشا سراج الدين‏,‏ ومحمود بك غنام‏,‏ وأحمد بك حمزة‏,‏ والمغفور له عبدالواحد بك الوكيل‏,‏ وغيرهم كل بإسمه‏,‏ وبمقال خاص به‏,‏ بل بصفحة خاصة لبعضهم‏,‏ سنبينه فيما بعد بل وينقد بحرارة وقسوة بعض رجال العهد الحاضر أيام كان الوفد في الحكم‏,‏ ثم إذا به الآن يهاجم هؤلاء‏,‏ ويمدح هؤلاء ويتهم أحمد السكري بأنه صديق للأولين وعدو للآخرين‏!!‏

لعل الاستاذ البنا يجيب علي كل ذلك أجوبة شافية هذا المساء‏,‏ ولعله يجرؤ علي السماح لهم بأن يستوضحوا الحق مني إن أرادوا‏,‏ ولعله فوق هذا وذاك يتنازل عن التفويض الذي إنتزعه منهم ليشعروا أنهم شركاء حقيقيون أحرار‏,‏ وليسوا نمرا يستخدمها الشيخ في أغراضه ومآربه‏.‏

والي لقاء‏.‏

أحمد السكري

الوكيل العام لجماعة الإخوان.

المصدر :

 من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي.

 
الجمعة غرة شوال 1431 هـ10 سبتمبر 2010 السنة 20 العدد 7075

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق