بحث

الجمعة، 18 أبريل 2014

من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال : الحلقة الثانية


الانشقاق الأكثر أهمية في الأربعينات , كان نتيجة أسباب أخلاقية, وليس سياسية, ترتبط
بالاتهامات الموجهة إلي صهر البنا, عبد الحكيم عابدين.
 
تمتد جذور فضيحة عبد الحكيم عابدين إلي نهاية عام1945, حيث نقل بعض الإخوان, ومنهم أربعة من أعضاء مكتب الإرشاد, إلي البنا أن سكرتيره العام وزوج شقيقته عبد الحكيم عابدين, يستغل سلطته في انتهاك حرمة البيوت وأعراض الإخوان ، وكان عابدين قد اقترح على البنا نظام الأُسَر ، والذي يعتمد على تزاور الأسر الإخوانية لزيادة التقارب وتوطيد الأواصر ، ووافق البنا ، وكلف عبدالحكيم عابدين بترتيب تلك الزيارات واللقاءات !!

حتى ثارت حوله الشبهات لدرجة أن بعض الإخوان وصفوه ب "راسپوتين الجماعة" ووصلت للمرشد "البنا" تلك الإتهامات ، والمطالبات بالتحقيق في الموضوع !

وبشكل سري, كلف البنا الدكتور إبراهيم حسن بالتحقيق فيما يثار, وقبل الوصول إلي نهاية التحقيق, عرف أغلب أعضاء الجماعة بأمر التحقيق السري, وتقدم الدكتور إبراهيم باقتراح يقضي بفصل عبد الحكيم عابدين من الجماعة, وهو ما رفضه البنا, وقرر تشكيل لجنة جديدة من كبار أعضاء الجماعة لتقصي الحقائق!.

كانت الاتهامات مشينة وخطيرة, وبخاصة أن السلوك الأخلاقي الملتزم هو أهم الدعائم التي تقوم عليها جماعة الإخوان بشعاراتها الإسلامية, وأصر كثير من الإخوان علي فصل عابدين, وبخاصة أن أحد الشاكين قد وصفه بأنه راسبوتين الجماعة!.

كان المنطقي أن يرضخ البنا لرأي الأغلبية, فقد صوت مكتب الإرشاد بأغلبية ثمانية أصوات مقابل صوت واحد لصالح قرار الفصل, لكن البنا فاجأ الجميع بقرار عرض الأمر علي الهيئة التأسيسية لإعادة التحقيق, وهو القرار الذي فهم منه أنه يهدف إلي التأثير علي هذه الهيئة.

لم ترق مناورات البنا لكثير من أعضاء وقيادات الجماعة, وقدم الدكتور إبراهيم حسن استقالته احتجاجا في27 أبريل1947, وكان قد سبق هذه الاستقالة قرار من البنا بإيقاف أحمد السكري وكمال عبد النبي والدكتور إبراهيم حسن من مزاولة حقوق عضوية الهيئة التأسيسية.

كان لموقف البنا أثر سلبي, وهيأ لانشقاق جديد, حيث أعقب خروج الدكتور إبراهيم حسن, خروج أحمد السكري, أحد أهم الرموز في تاريخ الجماعة.
 
ترجع أسباب خروج السكري إلي علاقة الجماعة بالوفد, واعتراضه علي سياسة البنا في تأييد حكومة إسماعيل صدقي, وهو ما أدي إلي إضعاف الحركة الوطنية وإثارة الشكوك حول حقيقة الإخوان.

كان السكري من المطالبين بالتنسيق مع الوفد, وكان حسن البنا يضع شرطا مستحيلا وهو تبني الوفد لمبادئ الجماعة!.

ومن ناحية أخري, لا يمكن إهمال العامل الشخصي في الانشقاق الكبير, فقد كان السكري يشعر بأنه أكبر من أن يكون نائبا لرئيس الجماعة, ويعتقد أن البديل هو تقسيم السلطة بينه وبين المرشد, بحيث يتولي السكري الزعامة السياسية, وينهض البنا بالجانب الدعوي.

جاء رد البنا بإحالة الخلاف إلي الهيئة التأسيسية, لمساءلة السكري وإصدار قرار بفصله. وعلي الرغم من العلاقة التاريخية الممتدة بين البنا والسكري, فقد رأي حسن البنا أن يضحي بالصداقة العميقة حتي ينفرد وحده بالسلطة داخل صفوف الجماعة.

وبينما كان البنا يسعي جاهدا إلي التحكم في إيقاع الخلاف حتي لا يؤثر علي مكانة الجماعة وشعبيتها, لجأ السكري والدكتور إبراهيم إلي صحيفتي صوت الأمة الوفدية والجماهير اليسارية, ونشرا مقالات عنيفة ضد البنا, وصلت إلي درجة اتهامه الصريح بالعمالة لإسماعيل صدقي والنقراشي, كما اتهماه بالغدر, والتلويح بأنه يتقاضي أموالا من الإنجليز!

لقد تحول أصدق أصدقاء الأمس القريب إلي أعداء ألداء, ولمكانة الرجلين المنشقين في تاريخ الجماعة, لم يكن سهلا أن يتم التغاضي عن الاتهامات التي نشراها, وتركت أثرا ملموسا في صفوف الجماعة, وكانت أحد العوامل المهمة التي مهدت لإصدار قرار الحل في نهاية عام1948 .

في العدد القادم نروي القصة الكاملة لأزمة السكري مع البنا علي خلفية الاتهامات التي وجهت لعبد الحكيم عابدين وننشر النصوص الكاملة لرسائل السكري بخط يده للتعرف علي جذور الانتهازية السياسية لدي الإخوان, والي أين أوصلتهم, واوصلت معهم المجتمع المصري.

المصدر :

من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي .

الأهرام المسائي :


الثلاثاء 21 من رمضان 1431 هــــــ31 أغسطس 2010 السنة 20 العدد 7065

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق