بحث

الجمعة، 18 أبريل 2014

من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال : الحلقة السادسة

ونمضي مع الأستاذ أحمد السكري‏,‏ وهذا هو المقال الرابع‏,‏ الذي نشره في
جريدة صوت الأمة بتاريخ‏1947/11/24‏م‏,‏ تحت نفس العنوان الثابت‏ :

(‏ كيف انزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان)

وفيه يشرح وكيل عام الجماعة كيف تحول المرشد العام الي مخلب قط لمناوأة الوفد وأداة لإثارة الفتن والخصومات بين أفراد الأمة‏.‏

ويكشف السكري ـ وعلي عكس ما أشاع الإخوان ـ كيف أن المرشد العام كان يميل إلي تأييد الوضع الحالي‏,‏ وضرورة بقاء البرلمان‏,‏ كما أعلن ذلك في جريدة الإخوان يوم‏22‏ سبتمبر‏1947,‏ حتي لو أدي هذا الي أن يظل الإنجليز رابضين في أرض الوطن‏,‏ والمنكرات فاشية‏,‏ والأخلاق منحلة‏,‏ والشعور الوطني في نوم عميق‏,‏ ما دام فضيلته يقيم الحفلات‏,‏ ويموه علي المخدوعين‏,‏ وينشر مختلف الدعايات في المجلات‏,‏ ويلوح بالمناصب في تواضع مصطنع وزيف ظاهر ممقوت‏.‏

والي نص المقال‏:‏

كنت علي موعد مع القراء اليوم أن أسترسل في شرح علاقتنا مع الوفد أيام كان في سدة الحكم وأسرد لهم ـ في إيجاز ـ موقف الأستاذ البنا من رفعة رئيس الوفد ومن وزراء الوفد أيام كان بيدهم السلطة والسلطان‏,‏ وإلي أي مدي كان تملق الأستاذ البنا ـ الذي لا وسيلة له الآن إلا اتهام أحمد السكري بأنه صديق للوفد ورجال الوفد ـ وتمسحه في أعتابهم‏,‏ وإزجائه آيات المدح والثناء لكل فرد منهم حتي أن إزدهرت دعوة الإخوان في عهدهم مما كان يشيد به ـ

ولا يستطيع بحال من الأحوال أن ينكره ـ

ثم كيف تنكّر لهم الآن وقلب لهم ظهر المجن واستخدمه رجال العهد الحاضر ليكون مخلب قط لمناوأة الوفد وأداة لإثارة الفتن والخصومات بين أفراد الأمة‏,‏ وعلم الله أن ذلك ليس لمجرد حبهم للإخوان ولا بغضهم للوفد في ذاته وإنما لغرض لا يخفي علي كل لبيب فطن‏,‏ هو أن يشغل الناس بالمشاغبات والخصومات الشعبية عن قضية الوطن الكبري التي يجتاز أدق مراحلها في أحرج ظروفها ويظل المستعمر جاثما علي صدور البلاد يتمتع بهذا الكلام البشع‏,‏ ويستحث صنائعه وأذنابه لإذكاء الفتنة وضرب الناس بعضهم وجوه بعض‏.‏

أقول كنت علي موعد مع القراء لأستمر في الشرح الموجز لكل ما ذكرت مؤيدا بالأدلة الساطعة علي صدق ما أقول‏,‏ ولكني أحب أن أستميحكم العذر ـ هذا اليوم فقط ـ وأعرج علي ناحية أخري مهمة من وجهة نظري‏,‏ علي أن أعود للمضي في حديثي الأول يوم الجمعة المقبل إن شاء الله‏.‏

وأحب أن أطمئن القراء علي أن الذي إستوقف نظري ليس هو هذا التهريج الذي ظهرت به جريدة الإخوان اليوم من أن عشرين ألفا من الناس كان يزخر بهم السرادق الذي أقيم في ميدان فاروق من أول أمس‏,‏ بعد أن أبى أهالي باب الشعرية الكرام أن يقيمه الأستاذ البنا في حيهم‏,‏ ورفضوا أن يستمعوا إليه وإلي زميله عبد الحكيم عابدين‏,‏ فولوا الأدبار تحت حماية البوليس إلي ميدان فاروق كما ذكرت الصحف وكما ذكر الكثيرون من أهل هذا الحي المؤمن‏.

نعم ليس هذا التهريج والطبل الأجوف هو الذي إستلفت نظري‏,‏ فالجميع يعلمون مدي صدق هذه الرواية ومدي ما يمكن لعشرين ألفا أن يجتمعوا في سرادق واحد أقامه الأستاذ البنا بمقاعده وثرياته وميكروفوناته‏..!.‏

بل لا أحب أن أتساءل عن سر هذه الاحتفالات الكثيرة التي تقام للأستاذ البنا بنشاط غير عادي هذه الأيام تحت حماية ورعاية رجال البوليس الأشداء في الوقت الذي تحرم فيه الاجتماعات والحفلات لغيره في مختلف الهيئات‏.‏

بل لا أحب أن أتساءل عن نتيجة هذه الحفلات الزاهرة‏,‏ عما أفادته للدين وعما أفادته للوطن عما أفادته للأخلاق‏,‏ بل تري هل بدأ الأستاذ البنا يستيقظ الآن وحوله في سرادق‏,‏ واحد وعشرون ألفا‏-‏ كما تقول جريدته الغراء ـ فرفع الصوت عاليا مطالبا الحكومة الرشيدة بضرورة تحقيق شيء من مباديء الإسلام بمناسبة ذكري الهجرة الكريمة وصاحبها المجاهد الأعظم صلي الله عليه وسلم‏..

ويرفع الصوت عاليا مطالبا الحكومة الرشيدة بضرورة تحقيق شيء من مطالبنا الوطنية والوفاء بشيء من عهدها ووعدها بالعمل علي استخلاص حقوق البلاد‏...‏

تري هل فعل الأستاذ البنا شيئا من ذلك أم اكتفي بهتاف هتافيه له وللأخ عابدين‏,‏ ثم إلقاء كلمته التقليديه عن الهجرة وكرام المهاجرين‏,‏ ثم انتهي الحفل بتقبيل اليد الكريمة وظهور الصور البديعة وطلوع الجريدة التي بلغت العشرين‏..‏

كل ذلك ليطمئن أتباع الأستاذ البنا علي أنه لا يزال بخير رغم الحقائق الدامغة التي يقذف بها هذه الأيام‏,‏ ويطمئن رجال العهد الحاضر أنه لايزال صالحا لمناوأة الأحرار ومهاجمة الوفد وإثارة الفتن بين الآمنين‏..!‏؟؟‏.

أعود فأقول‏:‏ ليس كل ذلك هو الذي استوقف نظري‏,‏ فليقم الشيخ حسن أو يقيم له بعضهم ما يشاء ويشاءون من حفلات‏,‏ وليجمع المارة ليحتشدوا حوله بأضخم الميكروفونات‏,‏ وليسر في ركابه الأشداء من رجال البوليس وليهتف له من لايزالون في غمرة التقديس والتدليس‏,‏ فنحن بحمد الله لانزال نقرأ في كتاب مولانا العزيز‏:

‏(‏قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون‏).‏

ولم يستوقف نظري كذلك ما نشرته مجلة الإثنين اليوم من المعلومات القيمة التي استقاها مندوبها من فضيلته عن حياته الخاصة وأفراد عائلته وأصهاره ـ الذين لا أزال أحمل لوالده وأشقائه وأصهاره الكرام بالإسماعيلية الاحترام الكامل‏.‏

والتي ذكر فيها أن فضيلته يقابل زواره مفترشا حصيرة في منزله‏,‏ ولا أدري هل رأي حضرة المندوب هذا الحصير بنفسه؟‏.‏

وتري في أي منزل من منازل فضيلته الثلاثة رآها‏..!...!..‏؟‏.‏

أم أن هذا النوع العقيم من الدعاية الزائفة لا يزال يلازم فضيلته فيسرده لحضرات مندوبي الصحف ناسيا أن كثيرين من الإخوان يعلمون عن الحقيقة كل شيء‏..!..‏؟‏.‏

كذلك لم يستوقف نظري ما جاء في هذه المعلومات التي نشرتها مجلة الاثنين اليوم‏(1947/11/24‏ م‏)‏ بالنص أن‏:‏

فضيلته له أصدقاء كثيرون من مختلف المذاهب والأديان يبادلهم الحب والاحترام‏,‏ ويكثر من تبادل الزيارات معهم‏,‏ وهو صديق شخصي لكثير من الاساقفة والمطارنة الأقباط‏.

ونسي فضيلته أن يذكر للمجلة أن له كذلك أصدقاء من مواطنينا اليهود كذلك وعلى رأسهم التاجر الشهير حاييم دره الذي تفضل فتبرع بمبلغ كبير من ماله سلمه لفضيلته بالإسكندرية لمساعدة الإخوان هناك في حفل جامع بكازينو النزهة أشاد فيه فضيلته بكرم حضرة المتبرع وبفضل اليهود وعراقة الدين اليهودي ومجده التليد.

ونشرت جريدة الإخوان ذلك كما نشرته كثير من الصحف في حينه‏.‏

أقول إن ذلك أيضا لم يستوقف نظري‏,‏ فحسن المعاملة بيننا وبين مواطنينا من مختلف الأديان واجب إسلامي يفرضه الدين‏,‏ فهم إخواننا في الوطن‏,‏ لهم ما لنا من حقوق‏,‏ وعليهم ما علينا من واجبات‏,‏ وبهذا أمرنا القرآن الكريم‏.‏

‏(‏لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين‏).‏

ولست أريد هنا أن أتساءل مادام الاستاذ البنا يقول إن له اصدقاء كثيرين من الاساقفة والمطارنة والأحبار يبادلهم الحب‏,‏ ويكثر من زياراتهم‏,‏ فما باله يثور كل الثورة ويرغي ويزبد حين رأيت أن من واجبي كمسلم وكوطني أن ارد تحية معالي مكرم باشا وأشكره علي كريم مجاملته المتكررة لنا في كل مناسبة وأهنئه بمحاضرته الوطنية التاريخية الرائعة التي ألقاها بجمعية الشبان المسلمين في‏(‏ وحدة وادي النيل‏)‏ التي حتي لم يتعرض فيها لمهاجمة أحبابه رجال العهد الحاضر‏.‏

فيعقد مكتب الارشاد يوم أول يونية الماضي ليقرر لومي علي ذلك‏,‏ ويلغي قرار المكتب الذي قرر بالإجماع سفري إلي أمريكا للدعاية للقضية الوطنية علي رأس وفد من كرام الإخوان منهم الأخ الأستاذ مصطفى مؤمن‏,‏ فألغي هذا القرار لأسباب كما قال‏:

‏*‏ أنني جاملت مكرم باشا فأرسلت إليه معجبا بمحاضرته التاريخية القيمة‏.‏

‏*‏ وأنني لست منسجما مع النقراشي باشا الذي لا يرضيه أن يراني في أمريكا الخ‏.‏

بل وحين سئل ذات مرة وهو يزورني وأنا مريض وعندي بعض الإخوان عن السبب في أن الاستاذ مصطفي مؤمن ذهب إلي أمريكا باسم جبهة وادي النيل وعدل عن إرساله باسم الإخوان قال‏:(‏ إن أحسن مصطفى وسار على سياستنا فهو منا ومعروف أنه من الإخوان‏,‏ وإن انفرد برأيه واحتك بالنقراشي باشا وصدر منه ما يخالف رأينا فهو عن جبهة وادي النيل ولا نتحمل نحن مسئولية ما يعمل‏).

بل ولا أريد ان اتساءل كذلك‏:‏ ما دام الاستاذ البنا له اصدقاء من الأحبار والرهبان والمطارنة يبادلهم الحب ويكثر من زيارتهم‏,‏ فما باله يثور كل الثورة‏,‏ ويرغي ويزبد أمام من يسأله عن سر خلافه معي‏,‏ فيقول ذلك لأن أحمد السكري صديق للوفديين ويزورهم ويودهم‏.

وترى الم يسأل عن نفسه ما دام يبيح لشخصه صداقة إخواننا اليهود والمسيحيين ورجال العهد الحاضر والاشادة بمجد إخواننا اليهود علي الأخص وفضل الاستاذ حليم درة العظيم وغيره‏.‏

فلماذا كان يريد أن يحرم علي أحمد السكري صلته الشريفة ـ التي اتحداه ان يذكر عنها ظلا من سوء او ضرر بالدعوة والداعية ـ ببعض رجال الوفد الذين كان يتملقهم فضيلته أيام أن كانوا في الحكم ويخاطبهم بنفسه كما هو منشور في‏:‏

‏**‏ العمود الثالث في السطر الرابع من الصفحة التاسعة من مجلة الإخوان‏,‏ العدد الثامن عشر‏,‏ المؤرخ في‏12‏ يونية‏1943‏ م‏.‏

‏**‏ بقوله‏:

(وانتم صفوة رجال هذا البلد‏,‏ الامناء علي حقوقه المسئولون عن مستقبله‏).‏

‏**‏ وسأعود إلي ذلك في حينه‏,‏ أقول إن كل ذلك لم يستلفت نظري‏,‏ ولكن الذي استوقف نظري قليلا واستثار ضحكي وسخرية بعض الإخوان معي‏,‏ هو هذه النشرة المضحكة التي حررها الاستاذ البنا‏,‏ وأرسل بها في خفر واستحياء وتكتم إلي رؤساء الشُعَب التي يتوهم أن الكثير منها لا يزال معه‏,‏ ويدون فيها ـ علي زعمه ـ خلاصة جهوده وجهاده في الفترة الماضية‏,

‏وفي مقدمه ذلك كما ذكر‏(‏ فضيلته‏)‏ في وريقات هذه النشرة السرية أنه عرض علي مكتب الارشاد موضوع حديث أحمد السكري لجريدة الكتلة التي نشرته يوم‏23‏ سبتمبر الماضي‏,‏ وأنه رأي استنكار مسلكه اذ هو مخالفة صريحة لقرار المكتب وسياسة الإخوان‏.

وهنا أقف قليلا بالقارئ ولعله من الإخوان ـ راجيا أن يعود معي إلى الحديث المذكور ليشهد بنفسه علي صحة ما ذكرته ــ وسجله الشيخ حسن بنفسه في تلك النشرة‏.‏

‏**‏ من أن الاستاذ البنا يؤيد العهد الحاضر ويرتمي في احضان رجاله بكل قوته‏,‏ ويزج بالإخوان في مهاوي السياسة الحزبية لحساب فئة معينة من رجالها‏,‏ وعلي حساب الوطن المنكوب‏.‏

يرى القارئ في هذا الحديث الذي يقول الشيخ حسن أنه يخالف سياسة الإخوان‏,‏ أنني سئلت عن اسباب القضية الوطنية في مجلس الأمن‏,‏ فذكرت ان أهم هذه الأسباب ثلاثة‏:‏

أولها الضعف والتردد اللذان ظهرا في الاجراءات الأولية التي اتخذت قبل رفع القضية إلي مجلس الأمن‏.‏

والثاني‏:‏ الانقسام الداخلي بيننا والذي أدى إلى انفراد هيئة معينة بالاحتكام‏.‏

والثالث‏:‏ تآمر الدول الاستعمارية علينا‏.‏

ثم وضحت الضعف بل الخطأ الذي وقع في الإجراءات الاولية فمن ذلك‏:

‏*‏ عدم إعلان الحكومة في قوة وحزم إلغاء معاهدة‏1936‏م‏.

‏**‏ واتفاقية‏99‏ باعتبار اشتراكنا في ميثاق الأمم المتحدة‏.
‏*‏ ومن ذلك ضياع الوقت في المفاوضات والمداورات التي انتهت بمشروع صدقي ـ بيفن البغيض والذي أيده العهد الحاضر بحكومته وبرلمانه‏.‏

*‏ ومن ذلك موافقة الحكومة علي تعيين حاكم السودان الجديد بعد قطع المفاوضات‏,‏ وهذا اقرار صريح بسريان اتفاقية ومعاهدة‏36‏ في الوقت الذي كانت تطالب الأمة فيه بالغائهما‏,‏ ومن ذلك لجوء الحكومة إلى مجلس الأمن دون الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة حيث الأغلبية فيها من الأمم الصغرى أمثالنا‏,‏ ومن ذلك عمدت الحكومات المتعاقبة إلي كبت الحريات منذ سنة‏1945‏م‏,‏ حتي كان ركود الشعب وفتوره مبررا لمندوب البرازيل أن يعلن في المجلس أن خطرا يخشى من هذه القضية علي الامن‏.‏

ومن ذلك عدم إبراز مطلب وحدة الوادي إبرازا صريحا في مذكرة الحكومة المقدمة إلي المجلس الخ‏..‏ الخ‏.‏

‏*وسئلت عن السبيل لعلاج الموقف فقلت‏:‏

‏**‏ إنه علي سبيل الإيجاز تكتل الأمة وتوحيد الصفوف وتعبئة القوي‏,‏ وإذا كانت العقبة الكؤود في سبيل ذلك هي وجهة النظر التي تحتم أن تحصل الهيئات والأحزاب علي نصيبها المشروع في وسائل التعبير عن رأيها فما المانع من ذلك وهو حق قررته الدساتير وتواضعت عيه الأمم الحرة المتمدينة‏.‏؟

‏*‏ وهل من الخير أن نظل في فرفة وخصام‏,‏ يضرب بعضنا وجوه بعض‏,‏ والوطن ينتحر والعدو منا يسخر‏,‏ أم أن نكون جبهة قوية‏,‏ يقوم من ورائها ـ في الوقت الذي نحدده ونراه ـ مجلس شعبي يشد أزره شعب أبيّ‏,‏ يضع روحه في يده لا يبالي في أي وجه يقذفها؟

‏*‏ ثم تكلمت بعد ذلك عن الخطوات التي تتبع في الحال وأهمها إلغاء كل معاهدة واتفافية بيننا وبين العدو‏,‏ وقطع علاقاتنا معه وسحب سفيرنا من بلاده‏,‏ ومقاطعتنا التامة لكل من يناصره والإسراع في تقوية الجيش وتدريب الشباب‏,‏ ثم فوق هذا وذاك ترك الحرية للشعب ليعبر عن شعوره ويجزي من أحسن بالإحسان ومن أساء بالقطيعة والحرمان‏..!!

‏*‏ ثم سئلت عما إذا كان هذا رأي الجماعة؟

*‏ فقلت‏:‏ هذا رأيي الشخصي‏.‏

‏**‏ هذا هو مجمل الحديث الذي نشرته لي الكتلة‏(في إشارة للكتلة الوفدية‏)‏ والذي أثار الاستاذ البنا وقرر في مكتب الارشاد ـ كما ورد في نشرته السرية للإخوان ـ استنكاره لهذا الحديث لمخالفته سياسة الإخوان‏.‏

‏*‏ وهنا سجل الاستاذ البنا علي نفسه وعلي من معه أن سياسته غير ما ذكرت في حديثي من وجوب تعبئة القوي وتوحيد الصفوف ولو أدى ذلك إلى تكوين جبهة وطنية من ورائها مجلس شعبي تمثل فيه الأمة بمختلف هيئاتها ويجاهد الشعب من وراء كل ذلك لاستخلاص حقوقه فضلا عن وجوب مكافحة الانجليز بالطرق التي ذكرتها‏.

‏*‏ فإذا كان هو لا يري ذلك في سياسته فماذا يري إذن‏..‏؟‏

**‏ لا شيء الا تأييد الوضع الحالي‏,‏ وضرورة بقاء البرلمان الحالي كما أعلن في جريدة الإخوان يوم‏22‏ سبتمبر الماضي وليظل الحال علي ماهو عليه من فتور وركود‏,‏ وليظل الانجليز رابضين في أرض الوطن‏,‏ ولتظل المنكرات فاشية‏,‏ والأخلاق منحلة والشعور الوطني في نوم عميق‏.‏

ما دام فضيلته يقيم الحفلات‏,‏ ويموه علي المخدوعين وينشر مختلف الدعايات في المجلات‏,‏ ويلوح بالمناصب في تواضع مصطنع وزيف ظاهر ممقوت‏.

‏*‏ وإلى لقاء غدا لإتمام ما جاء في النشرة السرية التي أذاعها البنا على الإخوان في خفر واستحياء‏.

أحمد السكري وكيل عام الإخوان.


المصدر :

من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي .
الأهرام المسائي.

 
الخميس 30من رمضان 1431هــ 9 سبتمبر 2010 السنة 20 العدد 7074

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق