بحث

الجمعة، 2 أكتوبر 2020

الدبلوماسية الروحية مسار جديد : الدين الإبراهيمي العالمي : الحلقة الثانية.

 ويضمن هذا النهج - وفقاً لهذا التيار - أشكالاً ‏مغايرة من الحوارات العالمية ، يمكن أن نطلق عليها ‏مسمى "الحوار الخدمي" ، والذي يهدف إلى خلق ‏خدمات ملموسة للدبلوماسية ترفع من

معدلات ‏التنمية ليحقق تعاطفاً عالمياً مشتركاً نحو المصير ‏الإنساني المشترك ، من خلال قيم الحب والتسامح ‏التي تدعو لها الأديان ، والعمل على حل النزاعات ‏عبر دمج القادة الروحيين مع الدبلوماسيين والساسة ‏في ساحات مشتركة للحوار تعرف بدبلوماسية المسار ‏الثاني.

ويشارك هؤلاء القادة الروحيون في حل ‏النزاعات وفقاً للقيم المشتركة ، وإعادة تفسير النص ‏وترجمته سياسياً على الخريطة العالمية ، والإقليمية ؛ ‏لنشر السلام بعد حل الصراعات الممتدة ، خاصة ‏ذات الأبعاد الدينية المتشابكة.وهذه الحلول سيتم ‏التوصل لها بشكل مشترك مما يضمن قوتها لتكون ‏مستقبلاً مركزاً ونواة للحكومة السياسية الرشيدة في ‏العالم.‏

بمعنى آخر تقدم الدبلوماسية الروحية كمبادرة جديدة ‏للتأثير على دوائر صنع القرار ، وتشكيل السياسة ‏الخارجية لتحقيق سلام ديني عالمي مشترك يدعمه ‏ويطرحه أنصار الأديان السماوية ومراكز صنع القرار ‏عالمياً كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة محلياً ودولياً.‏

لكن ما تحاول الورقة إثباته هو التعرف على جدية ، ‏وحقيقة هذا الطرح المقدم ، هل هو بالفعل مدخل ‏جيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ؟

هل سيتحقق من خلاله السلام الديني العالمي ؟

هل هذا الطرح جيد وسيؤدي إلى حل النزاعات ‏ومسبباتها ؟

أم يكمن بداخله مخاطر أخرى ؟

ما هو دور صانع القرار المصري والسياسات التي ‏يمكن طرحها على صانع القرار للمجابهة والتأهب ‏ونشر الوعي ؟

وفي هذا الخصوص ، نود التأكيد على أن هذه الورقة ‏لا تتناول المعتقدات الدينية أو محاولة تأويلها ، ولكنها ‏ترصد لحركة ، وتوجهات ، وأطروحات ، يتنامى ‏الاهتمام بها على الساحة الدولية ، بل وهناك محاولات ‏لتطبيقها على أرض الواقع كما سيتضح لاحقاً.‏

من هذا المنطلق جاء اختيار الباحثة لمثل هذه القضية.‏

وتجدر الإشارة أنه في إطار القيام بعملية البحث ‏وإجراء مقابلات الدراسة ، واجهت الباحثة العديد ‏من مواقف الرفض والخوف من التعاطي مع هذا ‏الطرح ،مما جعل القضية تعكس أهمية لتناولها وطرقها ‏كي لا تظل مجهولاً للباحث والقارئ ، وصانع القرار.‏

وقد أجرت الباحثة عدداً من المقابلات الحرة مع ‏علماء الاجتماع والدبلوماسيين ، ورجال الدين بهدف ‏استيضاح أبعاد المفهوم والقضية.وطبقت الباحثة منهج ‏تحليل السياسات القائم على رصد المشكلة في إطار ‏تناول المفهوم والمفاهيم المتداخلة معه لتسليط الضوء ‏على القضية ، والجهد المبذول دولياً في هذا السياق ، ‏والوصول إلى عدد من السياسات الممكن طرحها أمام ‏صانع القرار.‏

في ضوء ما سبق ، ينقسم البحث بدوره إلى ثلاث ‏أقسام رئيسية :‏

القسم الأول يتناول الدبلوماسية الروحية بين ‏الدبلوماسية العامة ، وأهداف التنمية المستدامة.‏

والقسم الثاني يتناول مفهوم الدبلوماسية الروحية ‏ومقومات المفهوم ومأسسة المفهوم دولياً وعلى ‏مستوى الحكومات والمستوى القاعدي (المنظمات ‏والأكاديميات).‏

والقسم الثالث يتناول سياسات مقترحة أمام صانع ‏القرار.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق