بحث

الخميس، 1 مايو 2014

التجسيم والتطبيع مع مسيح الضلالة الأعور الدجال : بلاوي المجسمة في العقيدة : الحلقة الثانية

التجسيم وأثره السيء على الأمة.


وللتجسيم من الآثار السيئة ما لا يخفى على ذي لب . منها على سبيل المثال لا الحصر :

- أن المجسم يكون في حالة من العداء – والعياذ بالله – مع الله عز وجل ، إذ أنه – أي المجسم – يعتقد في الله سبحانه خلاف ما أوجبه الله على ذاته العلية  من صفات التقديس والتنزيه الواجبة في حق الله .

- أن تعبدات المجسم ووفقاً لنظرته ومعتقده في الله عز وجل هي على التحقيق صائرة لغير الله ، إنما هي لإله له أضراس ولهوات وساق وشعر في صدره وعينين اثنتين حقيقيتين ، ويجلس ويستقر على عرش ويمسه مسيساً ، والكرسي موضع لقدميه ، وكان قبل الخلق يركب حوتاً من نور، وأنه في السماء ، وأن من يقف على منارة أو جبل هو أقرب إلى الله من الواقف على الأرض....الخ هذه الخرافات والترهات التي يؤمن بها المجسم وتعج بها الكتب التي يعكف الوهابية خدم مسيح الضلالة الأعور الدجال على نشرها.- والتي سنعرض لها في موضوعنا هذا -

- أن التجسيم هو إحدى عمليات التطبيع مع والتبشير بـ مسيح الضلالة الأعور الدجال.

فالدجال هو إنسان سيخرج يوماً ما مدعياً للألوهية ، فمن مصلحته أن يهتز مفهوم الإله وصفاته في عقول الناس ، ومن مصلحته أن يرسخ في أذهان البشر أن الإله مجسد في صورة أقرب ما تكون إلى صورة البشر، حتى إذا ما ظهر لهم ذات يوم لا يجد الناس غضاضة في اعتقاد كونه الإله .

فقد نجح في اختراق اليهود وفي تحريف كتبهم المقدسة بحيث جعل عندهم الإله في صورة بشرية .

وكذلك نجح في اختراق النصارى وفي تحريف كتبهم المقدسة بحيث جعل عندهم الإله في صورة بشرية .

وأما الأديان الوضعية كالبوذية والهندوسية وغير ذلك فهو بالفعل قد جعلهم ابتداءاً يعتقدون بالإله كصورة بشرية .

وكانت خطته مع أمة الإسلام مختلفة ، فهو لعنة الله عليه يعلم بأن الإسلام كرسالة خاتمة عصية على التبديل والتحريف كالديانات السابقة ، كما أنه يعلم أن آخر هذه الأمة ستقاتله ، فلا أقل من أن يحاول أن يخترق الصفوف ويتخذ منهم مناصرين له ومعضدين لباطله.

فكان أن وضع خطة يظهر من خلالها الإله في صورة مجَسدة مجَسمة ، فاستعان في ذلك بنشر منهج التجسيم بين أبناء الأمة مستخدماً الفهم المنكوس لنصوص الشريعة والموضوعات والواهيات وما لايصح من الأثار التي عكف الوضاعون والكذابون على نشرها ، وذلك مخالفةً للمنهج القويم والطريق المستقيم الذي سارت عليه جماهير الأمة طبقة عن طبقة وجيلاً بعد جيل.

فتلقف ذلك طوائف من الأغمار والعملاء المندسون بين المسلمين في محاولة منهم لنشر ذلك المنهج وتعميمه لاعتماده كعقيدة للأمة .

وتلقف هذا النهج عن هؤلاء : الخوارج في كل عصر ومصر.

وكيف لا وآخرهم يكون مع الدجال كما أخبرنا الصادق المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما صح عنه ورواه غير واحد من الأئمة .

لذا نجد أن لهذا الملعون مزيد عناية بالخوارج فهم خدمه المخلصون المؤتمنون الذين يُعَول عليهم في هد أمة الإسلام التي يعلم يقيناً أن آخرها لمقاتلوه .

فنراه ومن خلفه خدمه من الماسون الصهاينة يعملون بكل جد واجتهاد وخصوصاً في العقود المتأخرة لإيصال هؤلاء الخوارج لمراكز الحكم والدعوة في مختلف بلدان المسلمين ليسهل عليه أن يطبق خطة التطبيع بينه وبين جماهير الأمة ليرسخ لديهم صورة الإله المتجسد ، كيلا يجد كبير مقاومة أو ممانعة عندما يحين موعد خروجه وادعائه للألوهية – ذلك ظنه وهذا عمله ، لكن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون –

بل نجد أن هذا الملعون دائماً ما ينتقم لأتباعه من الخوارج كلما وجهت لهم ضربة قاسمة ، هذا ما يحدثنا به التاريخ .

فسيدنا ومولانا الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه دبرت مؤامرة لقتله على يد الخوارج انتقاماً منه لقضائه عليهم في معركة النهروان .

والدولة العثمانية – آخر خلافة كانت للمسلمين – تم تدميرها بعيد قضائها على دولتي الخوارج الأولى والثانية في جزيرة العرب .

والعدوان الثلاثي وقع على مصر بعد توجيه الحكومة المصرية ضربات للخوارج من جماعة الإخوان الإرهابية عامي 1948 ، 1954 م.

ونكسة يونيو والعدوان على الدول العربية كان عقب توجيه ضرية للإخوان من قبل الحكومة المصرية عام 1965م .

فهذه أمثلة على تقرير ما ذكرناه ، إكتفينا بإيرادها طلباً للاختصار من جه ، ولذيوعها وانتشارها بما يغني عن كثرة التتبع والتثبت من القراء وتسهيلاً عليهم من جهة أخرى .

وعلى الرغم من هذا الجرم الذي يرتكبه الوهابيون والإخوان الخوارج في حق الأمة وفي حق أنفسهم إلا أنك تجدهم يتبجحون بأن هذه هي عقيدة السلف الصالح ، وأن هذه هي العقيدة الحقة.

وهذا بالقطع هو عين الكذب والافتراء ، فهذه هي عقيدة القوم أعرضها ههنا وبعدها سيعلم القاريء يقيناً إن شاء الله بأن هذه العقيدة لا تخدم وتبشر إلا بـ مسيح الضلالة الأعور الدجال وخطته في الظهور لحكم العالم وأن يعبد في الأرض من دون الله عز وجل .

ولكن :

{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} (الأنفال/16) .
 
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال/ 30).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق