بحث

الاثنين، 21 أبريل 2014

حروب الجيل الخامس : GW5



تتميز الحرب من الجيل الخامس بأنها "حرب
هجينة" .

ففي ورقة بحثية لمركز دراسة التهديدات المستقبلية التابع لقوات المارينز الأميركية تحت عنوان (تعريف الحرب الهجينة) "الحرب الهجينة تدمج مجموعة من أنماط القتال المختلفة، بما في ذلك:

القدرات التقليدية، التكتيكات والتشكيلات غير المنظمة والأعمال الإرهابية.

ويستفيد العدو (المقاومة) من كل أشكال القتال"...

فهي باختصار نموذج عصري لحرب العصابات..

حيث تعتمد المواجهات على كيانات صغيرة تم تدريبها كل في حدود أهدافه...

حيث يستخدم فيها من تم تجنيدهم التكنولوجيا المتقدمة...

وسبل حديثة لحشد الدعم المعنوي والشعبي...

ويُقصد بالتكنولوجيا المتقدمة الأسلحة المتطورة، والتي استخدمت ضمن تكتيكات حرب العصابات، مثل الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، والعمليات الانتحارية، ونصب الكمائن، والأعمال الإرهابية ومهاجمة مدنيين أو هجمات انتحارية والتصرف الإجرامي في مجال أرض المعركة من أجل تحقق الأهداف ولاستنزاف وإرهاق الخصوم لإرغامهم علي الانسحاب...

يشمل ذلك تدريب تلك الكيانات العصابية على فنون القتال وحرب الشوارع واستخدام تكتيكات مثل الطعن والحرق والسيارات المفخخة...

والتزييف الإعلامي وكيفية استخدام المخدرات واستخدام السموم والمواد المؤثرة على الطبيعة البشرية...

ففارق أساسي عن حروب الجيل الرابع أنها تلغي الحدود تماماً وتستهدف مؤسسات البلد وتنهي التعامل مع الجيش ككتلة محاربة ولكن كتشكيلات متعددة عصابية مختلفة المناهج...

أي الاعتماد على قوة الكيانات الأصغر وبانفجار ديناميكي للثورة التقنية وإشراك حرب شبكات المعلومات كلاعب أساسي واستخدامها بمثابة ميدان لتجنيد المتطوعين...

ميزة أخرى في حروب الجيل الخامس على الرابع هو استخدام التحالفات...

أي تطويع الحلفاء من الدول التي تشترك في مصالح أو التي لديها القليل من القواسم المشتركة وراء عدو مشترك...

حيث يتم صناعة "العدو السوبر" مثل الأرهاب الإسلامي على سبيل المثال وبناء وشيطنة العدو حتى تستطيع اختراق دول تخطط للاستيلاء عليها...

ولعل أفضل مثال على ذلك صناعة تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين واللعب بـ"العدو الدمية" وتمويله وتسليحه وتدريبه والعمل باسمه في أحيان كثيرة حتى تجد مبررات لتحقيق أطماع كبرى...

والعمل أيضاً على تخليق عداء متصاعد داخل القوى الغربية وبخاصة ذلك العداء القائم على أساس الدين أو العرق ولهذا فبالطبع هناك حاجة إلى عدو داخلي ودوام التهديد وصيانة الخوف...

يضاف الى ذلك الـ propagandization او البروباجندا الممنهجة باستخدام كل الوسائل الحديثة للحروب الإعلامية...

مما يؤدي إلى المزيد والمزيد من الارتباك وفقد ثقة الأفراد في قواتها النخبة...

وسيل المواد الدعائية التي تشجع على الشك في القادة وفقد الأمن على جميع المستويات...

ويزال معها أي معنى لنتائج معركة ضارية على أرض المعركة ويستبدل بنتائج قررت في وسائل الإعلام...

كما أن المعدات العسكرية والتكنولوجيا الفائقة مكلفة ولم تعد مطلوبة ولذلك تستبدل ليس فقط بالتكنولوجيا المنخفضة التقليدية كما نرى في 4GW لكن أيضاً يتم الاستخدام المبتكر والديناميكي من التكنولوجيا المتاحة للجميع واختيار ساحات المعارك الملائمة لضرب الاهداف والجيوش من قبل المدربين تدريباً جيداً...

والاستغلال الأمثل للفضاء الإلكتروني واستهداف مشاريع البنية التحتية أو النظم المصرفية...

والأهم إشراك هجمات تبدو بصورة عامة عفوية وعشوائية وتقيد ضد مجهول...

يشمل ذلك الحوادث المختلفة بكافة أنواعها...

سواء حوادث السيارات أو الحرائق أو استهداف مؤسسات...

وكل ما يسبب الارتباك وغرس الخوف وتعميم الإرهاب وبث الرعب....

فمن أهم أهداف 5GW خلق دوامة من العنف وهو مجاناً للجميع وحتى استغلال الإحباط وعدم وضع أي خطط متماسكة للمستقبل!!!!

إن هذه الجماعات الإرهابية والتشكيلات العصابية والقوي غير النظامية تستخدم جميع البنى المتاحة، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وعسكرياً، في مواجهة القوات النظامية والدولة من الأساس...

والتزايد في تشكيلات المجموعات وإيجادها وعمل خلايا نائمة وخلايا عابرة للقوميات والحدود هي من الملامح الرئيسية لـGW5 ...

وهي تساير تطور المجتمع في كل شيء مما يزيد من صعوبة وخطورة التعامل معها...

المؤشرات الحالية تشير إلي ظهور أفراد أو جماعات صغيرة تم تزويدها بقوة فائقة، وهذه الجماعات يربطها مصالح وتوجيهات خارجية معينة وليس الوطن...

ومن خلال تدريبهم وتوظيفهم للتقنية يستطيعون توليد قوة مدمرة، عادة ما تستهدف أمن وموارد الدول القومية...

وكمثال على خطورة نوعية هذه الحرب لنا أن نلاحظ على سبيل المثال:

استخدام الجماعات الإرهابية في سيناء أنواع متطورة من الصواريخ الامريكية كـ Hell fire و L-170 والتي يتم توجيهها بالليزر...

وأيضاً نوعية السلاح المتطور لدى فرق الموت في سوريا...

كما أن مصر كانت تخسر في خضم أزمتها ما يزيد عن الـ 300مليون دولار يومياً بحسب الخبراء غير حجم الخسائر في الأرواح والإصابات في كل من المواطنين وأفراد الأمن...

علاوة على تعرض مؤسسات كثيرة للهجوم والعنف...

وتراجع بعض المؤشرات الهامة للدولة مثل تصنيف السندات الحكومية المصرية مما يعني الانتقال بالبلاد إلى سبعة درجات دون درجة الاستثمار والتعرض لمخاطر ائتمانية عالية جدًا...

ناهينا عن كم مهول من الحوادث الممنهجة...

ويظهر جلياً عمليات إلغاء الحدود في نقل السلاح عبر الحدود الليبية والحدود الشرقية والجنوبية لمصر كما يحدث في سوريا واليمن والسودان.

ولذا بات من المهم لدول الشرق الأوسط أن :

تعتمد عقيدة الحرب المركبة ضمن سياساتها الدفاعية من أجل تعزيز قدراتها علي مواجهة أي هجوم أو محاولة غزو من قِبل دولة كبري لأراضيها...

والعمل الجاد على استغلال مواردها البشرية والطبيعية والاقتصادية كافة للدفاع عن نفسها ....

والسعي لتفعيل حروب إعلامية استباقية .....

والحرص على روح المواطنة والانتماء بشتى الطرق وبتوعية المواطنين للمخاطر الحالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق