بحث

الاثنين، 21 أبريل 2014

السيطرة على العقول بواسطة الأقمار الصناعية : الحلقة الثالثة - الأخيرة -


أحد الإستخدامات الأكثر غرابة للأقمار الصناعية إلى جانب القدرة على قراءة الأفكار هو
الإعتداء الجسدي على الشخص المستهدف.

يستطيع شعاع إلكتروني من قمر صناعي – مستهلكاً طاقة أقل بكثير من تلك المطلوبة لإسقاط صاروخ نووي أثناء طيرانه حسب ما اقترحت مبادرة الدفاع الإستراتيجي"صفع" شخص أو ضرب شخص على سطح الأرض.

يمكن لشعاع من قمر صناعي ملاحقة الهدف البشري بدقة بحيث لا يمكن للضحية الإفلات منه أو تجنبه بأي وسيلة حتى بالهرب على قدميه أو بالسيارة، ويمكن للشعاع إيذاء الشخص بالضغط على رأسه مثلاً.

لا يمكن الجزم بدقة حول شدة الأذى الذي يمكن إنزاله من الفضاء ولكن إن لم يكن قد تم تجريب قتل شخص ما بهذه الطريقة، فبلا شك أنها ستصبح أمراً واقعاً في القريب العاجل.

لا تـذكـُر أبحاث الأقمار الصناعية حالة قتل مؤكدة تم اقترافها بواسطة الأقمار الصناعية، ولكن مجرد إمكانية فعل ذلك يجب أن تلفت انتباه جميع سكان العالم!

هناك قدرة مرعبة أخرى للأقمار الصناعية وهي التلاعب بعقل الشخص بواسطة "رسالة" صوتية خفية (Audio Subliminal Message) وهو صوت ضعيف جداً لا يمكن أن تسمعه الأذن بشكل واعي ولكن يستقبله العقل اللاواعي.

لجعل الشخص يقوم بعمل ما تريد منه فعله، لا يهم أن يكون نائماً أو مستيقظاً.

يمكن لرسالة من هذه الرسائل إجبار الشخص على قول شيء تريده أن يقوله وبطريقة عفوية جداً بحيث لا يمكن لأحد إدراك أن تلك الكلمات تم صياغتها من قبل شخص آخر.

لا يوجد حد لمدى الأفكار التي يمكن أن تـُلقن لشخص لا يدري بما يحدث كي يقولها.

يمكن التلاعب بالشخص المستهدف بحيث يقوم بفعل شائن، وقد يحمل الأشخاص المحيطين بالشخص المستهدف على قول أشياء تجرح الشخص المستهدف.

من ناحية أخرى، الشخص النائم أكثر عرضة لهذه التكنولوجيا، ويمكن التلاعب بعقله كي يقوم بعمل شيء وليس مجرد قول شيء ما.

من الأمثلة على الأفعال التي قد يتم تحفيزها بواسطة الرسائل الصوتية الخفية التدحرج من السرير والسقوط على الأرض، أو الإستيقاظ والمشي في حالة غيبوبة.

ولكن يبدو أنه لا يمكن جعل الشخص النائم يقوم بذلك إلا لدقيقة أو نحو ذلك، حيث عادة ما يستيقظ بعد ذلك ويزول أثر "التعويذة."

ينبغي الإشارة إلى أنه بالرغم من الشك الذي يحوم حول "التنويم المغناطيسي" الذي يجريه المحللين النفسيين، إلا أن التلاعب الواعي والباطن للسلوك حقيقة واقعية ومؤكدة.

يمكن التغلب على قـُصر مدة "التعويذة" الخفية التي يسببها القمر الصناعي بإجراء المزيد من الأبحاث.

ذكرت مجلة نيوزويك (Newsweek) في عام 1994م بأن "المعالجين النفسيين يتفقون بشكل عام على وجود الإدراك الخفي، وتعتقد جماعة صغيرة منهم بأنه يمكن استخدامه لتغيير النفس البشرية."

الدكتور الروسي إيغور سميرنوف والذي سمته المجلة "الدكتور سترينج لوف الخفي" هو أحد العلماء الذين يدرسون تلك الإمكانيات : "باستخدام التخطيط الكهربائي للدماغ، يقوم بقياس الموجات الدماغية ثم باستخدام الكمبيوترات يرسم خرائط للعقل الباطن والعديد من الإنفعالات البشرية مثل الغضب والدافع الجنسي.

بعد ذلك، من خلال الرسائل الخفية المسجلة، يدعي بأنه استطاع مادياً تغيير ذلك المشهد الذهني بواسطة قوة الإيحاء."

بدمج هذا البحث مع تكنولوجيا الأقمار الصناعية وهو ما تم إنجازه جزئياً – يمكن أن تتوفر للقائمين على التكنولوجيا إمكانية القيام بـ "الجريمة الكاملة"، فالأقمار الصناعية لديها القدرة على العمل خفية وبسرية تامة.

يمكن إساءة استخدام قدرات الأقمار الصناعية المذكورة دون خوف من العقاب.

يمثل القمر الصناعي "بوابة نظيفة" كما هو معروف، وحتى وإن عرف الضحية كيفية اقتراف الجريمة إلا أنه لن يصدقه أحد وسيكون عاجزاً عن الدفاع عن نفسه.

وهذا هو الخطر الأكبر الذي تمثله تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

المشكلة ليست في كون هذه التكنولوجيا غير مراقبة من قبل مؤسسات عامة، وليس في كونها غير ديمقراطية بالمرة.

بل يتمثل خطر الأقمار الصناعية في حقيقة أنه لا يمكن مقاومتها. إنها تقهر ضحاياها العاجزين!

وكما تنبأت الكاتبة ساندرا هوتشمان في مطلع عصر الأقمار الصناعية تقريباً – على الرغم من أنها لم تتنبأ بشكل صحيح بالتطور المذهل للتكنولوجيا ذات العلاقة – حيث قالت:

"تحدق بنا الأقمار الصناعية المطلعة والخفية من مداراتها الشاهقة وتراقب كل لحظة في حياتنا.

يمكن لقمر صناعي على ارتفاع أكثر من خمسمائة ميل من سطح الأرض أن يلتقط منظر كرة تنس وتصويرها، ثم إرسال صورة إلى الأرض بوضوح الصورة الملتقطة من ملعب التنس.

تقوم الأقمار الصناعية بتصوير وتسجيل الكثير من الأشياء وتقوم بإرسال هذه المعلومات والبيانات إلى أماكن هادئة حيث يتم استخدامها لأغراض لا نعلمها. لقد ماتت الخصوصية."

إن هذا الرعب موجود في المكان والزمان الراهنين.

هذا الخطر ليس من وحي عقل عالـِم غريب الأطوار أو ممن يتنبؤون بالتطورات المستقبلية.

يتم في الوقت الحاضر إساءة استخدام الأقمار الصناعية التجسسية.

يخضع آلاف الأمريكيين للمراقبة ويتم تجريدهم من خصوصيتهم.

ليس لديهم الآن أي طريقة للنضال ضد هذا الإضطهاد لأن التكنولوجيا تتطور بوتيرة أسرع بكثير من تطور المؤسسات الإجتماعية.

إن قدرات الأقمار الصناعية، كما وصفت في هذا المقال، يمكن استخدامها بسهولة في مضايقة شخص ما.

قد يكون الضحية منافساً تجارياً، أو خصماً سياسياً، أو شريك حياة سابق، أو معارضاً سياسياً، أو منافساً غير مرغوب فيه، أو أي شخص يثير الكراهية أو الإزدراء لسبب أو لآخر.

بمجرد أن يصبح الهدف "توقيعاً"، لا يمكنه تفادي العيون الفاحصة للقمر الصناعي.

(ذكر أحد المقالات في مجلة العلوم (Science) بأن "كمبيوترات صغيرة تقوم ... بتفحص الإشارات القادمة ومقارنتها مع صور أو "تواقيع" محوسبة).

وسيخضع الضحية للمراقبة المستمرة طالما هناك رغبة في ذلك لدى جلاده أو جلاديه الذين لهم القدرة على استئجار قمر صناعي

ستكون تحركاته معروفة، ومحادثاته مسموعة، وأفكاره مقروءة، وستخضع جميع مواقفه الحياتية للنصح الزائف في حال استخدم معذبوه تلك المعلومات بطريقة شيطانية.

يمكن لشخص سادي أن يضايق الشخص الذي يستهدفه بلسعات صوتية، أو رسائل صوتية يتم بثها مباشرة في غرفته، أو مهاجمة جسده بشعاع ليزر، أو رسائل صوتية خفية لإزعاجه أثناء نومه، أو التحكم بالأشخاص المحيطين به بحيث يقولون أشياء تؤذي مشاعره، أو بأشعة ليزر تقوم بإطفاء إنارة الشوارع عندما يقترب منها، أو التلاعب بالمصابيح والإنارات بحيث تحترق عندما يقوم بالضغط على زر الإضاءة، وبشكل عام مضايقته وتعذيبه بالمعلومات التي تجمعها عيون الأقمار الصناعية وآذانها الخارقة.

باختصار، يمكن للشخص الذي لديه القدرة على الحصول على قدرات تكنولوجيا الأقمار الصناعية تحويل حياة ضحيته إلى كابوس حقيقي، أو إلى جحيم!

إن الطريقة التي يتم بها الترتيب لإخضاع شخص ما لمراقبة الأقمار الصناعية ما زالت سرية وربما تكون مؤامرة بين أكثر من طرف. إلا أنه يبدو بأن هناك احتمالين رئيسيين هما:

المراقبة بواسطة قمر صناعي حكومي، أو المراقبة بواسطة قمر صناعي تجاري.

طبقاً لمقال تم نشره في مجلة "تايم" (Time) عام 1997م، "بدأ نشر أقمار صناعية تجارية ذات بصر حاد يمكنها رؤيتك حتى وأنت في حوض سباحة صغير."

ذكرت مجلة الدفاع والديبلوماسية عام 1985م بأن "تكلفة المستشعرات في متناول (أي دولة) لها الرغبة في ذلك، والمستشعرات عالية الأداء عن بعد (أو منتـَجات الإستشعار عن بعد) متوفرة بسهولة.

إن التقدم الذي تحقق في الجيل الرابع (وقريباً الجيل الخامس) من قدرات الكمبيوترات خاصة في مجال الدوائر المتكاملة ذات السرعة العالية جداً (VHSIC) والمعالجة المتوازية هو سر الإستغلال السريع للبيانات الملتقطة من الفضاء.

تقوم أقمار الترحيل الصناعية ذات الحزمة الواسعة والطاقة المنخفضة في نفس الوقت بتوفير الدعم لاحتياجات الإتصالات وترحيل بيانات الإستشعار عن بعد وبالتالي تقوم بتغطية إستشعارية عن بعد للعالم أجمع."

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) في عام 1997م بأن "الأقمار الصناعية التجسسية التجارية على وشك أن تسمح لأي شخص لديه بطاقة ائتمانية من الحصول على رؤية فوقية لمقرات الطغاة أو الفناء الخلفي لجيرانهم ذوي الأسوار العالية."

وأضافت الصحيفة قائلة "حتى يومنا هذا، أصدرت وزارة التجارة تراخيص لتسع شركات أمريكية – البعض منها لديها شركاء أجانب – لإحدى عشر فئة من الأقمار الصناعية تتمتع بمدى معين من القدرات الإستطلاعية."

لكن هذا المقال الأخير تناول الإستطلاع والمراقبة الفوتوغرافية، والتي تقوم فيها الأقمار الصناعية بالتقاط صور لمواقع مختلفة على الأرض ثم تقذف كبسولة تحتوي على فيلم يتم إستعادته ومعالجته (وهي طريقة تعتبر بدائية)، بينما الجيل الحديث من الأقمار الصناعية يستطيع تصوير وتعقب الأهداف على الأرض مباشرة.

يبذل القطاع الصناعي في الوقت الحالي قصارى جهده لتصغير الأقمار الصناعية التجسسية بغرض توفير المال ولكي يتمكنوا من ملئ السماء بالأقمار الصناعية.

مع ذلك، لا يوجد مصدر معلومات حول الأقمار الصناعية يوضح ما إذا كان إساءة إستخدام الأقمار الصناعية هو بسبب الحكومات أو المؤسسات التجارية أو كلاهما.

الملفت للنظر أكثر هو ما ذكره مؤلف كتاب "الرقابة بالأقمار الصناعية (Satellite Surveillance) الذي نشر عام 1991م حيث قال:

"إذا ما تم نشر المعلومات حول الأقمار الصناعية التجسسية فسيتضح أنه تم استخدامها ضد مواطنين امريكيين.

في الوقت الذي يدعم الجمهور استخدامها ضد أعداء الولايات المتحدة، إلا أن غالبية المصوتين قد يغيرون وجهة نظرهم حول الأقمار الصناعية الإستطلاعية (التجسسية) لو أنهم علموا بالمدى الكبير الذي وصل إليه تجسسها. من الأفضل ... أن تظل هذه القضية الحساسة جداً طي الكتمان".

القليل من الناس يعرفون أنه تم انتهاك حقوق بعض الأمريكيين بشكل صارخ، وعدد أقل منهم ما زال لديهم رغبة في مقاومة ذلك، ولكن ما لم نقاوم ذلك، فإن مجتمع الرقابة الذي تنبأ به جورج أورويل في روايته بعنوان "1984م" يقترب منا أكثر فأكثر.

"بعد تطوير التلفزيون والجهاز التقني المستخدم للإستقبال والإرسال في نفس الوقت، فإن الحياة الخاصة وصلت إلى نهايتها".


المصدر :

الأقـْمَار الصِّناعِيّة التجَسّسِيّة: رُعْبٌ مَا بـَعْدَهُ رُعْـبْ

بقلم/ جون فليمينغ

14/7/2001م

المقال الأصلي كاملاً على الرابط التالي:

http://www.theforbiddenknowledge.com/ha ... llance.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق