بحث

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

الاختراق الناعم للمجتمع



"القوة في العقود القادمة في الجامعات وليس في الثكنات" جملة أطلقها الصهيوني "شمون بيريز" في كتابه "الشرق الأوسط الجديد"الصادر عام 93م وأكد عليها
كثيراً مما يعد تلخيصاً مكثّفاً للاستراتيجية الصهيونية في اختراق مجال الثقافة والعلم ، وتقوم تلك الاستراتيجية على:

بناء قاعدة معلومات متكاملة عن البنية التحتية العربية سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية أو عرقية أو طائفية أو تاريخية، أو غيرها من الجوانب التي تساعد الصهيونية العالمية على تحديد نقاط الضعف والقوة عند تعامله مع تلك الأمة المسالمة , وذلك لتنفيذ المخططات الصهيو أمريكية لتفكيك وتفريغ العقل العربي وتقسيم الجسد العربي .

"تجريد الأمّة من ثقافتها لكي تصبح شبيهة بثقافة الكيان القائم في قلبها، أي من دون ثقافة موحّدة".

أي فرض الهيمنة الصهيونية على العرب، وجعلهم يستسلمون نهائياً تعبيراً عن الهزيمة الحضارية والانهيار القومي والانتحار الجماعي والبعد عن المسائل الجوهرية .

وهذا ما تسعي وتقوم به مراكز الأبحاث والمؤسّسات والهيئات (الإسرائيلية) والأمريكية ومؤسّسات وهيئات غربية كثيرة، في منطقتنا العربية تحت ستار البحث العلمي والتعاون الأكاديمي والتواصل الثقافي، وغير ذلك من الأقنعة والتمويهات لنشر ما يسمي " بـ ثقافة الفتنة ".

التي تظهر بوضوح وتجلي عند بحث ودراسة ظاهرة الطائفية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة وتفشت في الوطن العربي، بمعزل عن تأثيرات تلك الجهات والدوائر المشبوهة .

لذلك لم يكن مُستغرباً أن يكون العمل الأوّل الذي قام به أول سفير (إسرائيلي) في مصر، عقب تسلّم مهام عمله في 17 شباط، فبراير 1980، أنْ قدم "شيكاً" لتوفيق الحكيم، على أنه قيمة حقوقه الماديّة من ترجمة كتبه وطبعها في الكيان الصهيوني.

وممّا يجدر ذكره أنّ جامعة تل أبيب وضعت "مشروعاً للسلام" جهّز لاتفاقيات كامب ديفيد مع مصر، أداره في بادئ الأمر البروفسور "أفيفي أفين" ثم تولاّه البروفسور "ديفيد هورن". وقد نشط مُعدّو "المشروع" في إجراء الاتصالات الشخصية بين أساتذة جامعة تل أبيب والمثقفين المصريين، كما أنشئ كرسي أستاذية لتاريخ مصر في جامعة تل أبيب، من وجهة نظر صهيونية.

وفي إطار تلك الاستراتيجية الصهيونية -الأمريكية- (الإسرائيلية) الهادفة إلى خلق بؤرة تابعة ثقافياً وسياسياً في الوطن العربي، ضعيفة العقيدة والولاء للوطن، لاهثة خلف إغراءات المال والشهرة وتوهّم العالمية والانفتاح الحضاري "على الآخر" (الصهيوني)..

في هذا الإطار أقيمت في مصر أكثر من (36) ستّ وثلاثون مؤسّسة علمية أمريكية، وثقافية "إسرائيلية"، مثّلت وتمثّل مظلّة رسميّة لاختراق الشخصية العربية، والتجسّس على قطاعات المجتمع كافّة.

ومن ذلك -مثلاً- النشاط الذي يقوم به "مركز البحوث السياسية" في كلية الاقتصاد وجامعة القاهرة، الذي يجري كثيراً من الأبحاث بتمويل من "مؤسّسة فورد"، وكذلك نشاط "مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام"، و"معهد التخطيط القومي" وغيرها من المؤسّسات العلمية والتي للأسف خدع بها كثيرون عربياً .

وبغية اختراق العقل العربي وعناصر المجتمع العربي أُنشئ في مصر عام 1982 "المركز الأكاديمي (الإسرائيلي) بالقاهرة"، الذي لعب ويلعب دوراً خطيراً في مجال التمهيد للتطبيع وزرع بذور الصهيونية التدميرية، من خلال شبكة أبحاثه ورجال المخابرات (الإسرائيلية)، الذين يحتلّون مواقع قيادية فيه منذ بداياتها الأولى.

ويجمع الكتّاب والباحثون على أنه يلعب دوراً رئيساً في جمع المعلومات واصطياد العملاء والتجسّس السياسي والثقافي على مصر والعرب.

ونظراً لكون "المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة" الأخطر في ميدان الاستراتيجية الصهيونية على الأصعدة الأمنية والثقافية والعلمية، فقد توالى على إدارته عدد من أبرز المتخصصين في الدراسات الشرقية والعربية، الذين يرتبطون بعلاقات عضويّة مع أجهزة المخابرات (الإسرائيلية) ، ومع مراكز التخطيط الاستراتيجي الصهيو أمريكي .

السفير الاسرائيلي السابق في مصر(شيمون شامير) قال في إحدى محاضراته:

"من ينظر إلى الشارع المصري يتّضح له على الفور أن السلام لم يصبح بارداً كما يقولون، بل أصبح في طيّ النسيان".

وقد كان "للمركز الأكاديمي" باع طويل في ميدان سرقة الآثار المصرية القديمة على اختلاف مراحلها التاريخية (فرعونية، قبطية، مملوكية، إسلامية)، وتعد سرقة وثائق "الجينيزاه" نموذجاً حياً ودليلاً قاطعاً لهذا الاتجاه الصهيوني.

وقد لعب أوفاديا (عوفاديا) دوراً رئيساً في سرقة وثائق "الجينيزاه"، بالإضافة إلى تهريب مئات القطع الأثرية المصرية إلى فلسطين المحتلة، ويؤكد خبراء الآثار المصريون أن لمصر 572 قطعة أثرية في متاحف تل أبيب، وأن (إسرائيل) قد سرقت مالا يقل عن 50 قطعة أثرية من سيناء بعد اتفاقيات كامب ديفيد بل استخدمت طائرات الهليكوبتر في نقل أعمدة بعض المعابد والتماثيل إلى متاحف تل أبيب .

وتلك المؤسّسات والهيئات الصهيو أمريكية، التي تمثّل بؤراً صديدية في جسد المجتمع المصري، جهات وعناوين مسمّيات عديدة ولا حصر لها، فإننا سوف نقدّم هنا أكثر هذه المؤسّسات والهيئات شهرة وأكثرها خطراً وهي:

الجامعة الأمريكية في القاهرة.

مؤسّسة راند الأمريكية.

وأسهمت بشكل كبير في تطوير ونشر الاسلام السياسي في المنطقة العربية وهي من أقوي المؤسسات البحثية تأثيراً على القرار الأمريكي .

المركز الثقافي الأمريكي.

مركز البحوث الأميركية (في شارع الدوبارة بالقاهرة(.

ويتركّز نشاطه في مجال الدراسات الاجتماعية، إلى جانب البحوث الاقتصادية والتاريخية والأثرية ومن أفضل البحوث التي قدمها :

- بحث فاليري هوفمان: "الحياة الدينية للمرأة المسلمة في مصر المعاصرة".
- دراسة ليوناردو بايندر حول "حرية الفكر الإسلامي في مصر المعاصرة".
- دراسة آرثر كريس عن : "الجهاد الإسلامي والاتجاهات الفكرية المختلفة".

مؤسّسة فورد فاونديشن.

يرى باحثون منصفون أنها من أخطر مؤسسات التغريب العالمي الأمريكية، وقد انفردت بتمويل (أبحاث ودراسات الشرق الأوسط).

وعبر هذه المؤسسة تقوم وكالة التنمية الأمريكية: (aid) بتخصيص حوالي مئة مليون دولار سنوياً لمركز البحث العلمي والجامعات المصرية منذ نهاية السبعينات وحتى اليوم.

هيئة المعونة الأميركية.

من أفضل أبحاثها مشروع بحثي عن جميع الصناعات الاستراتيجية في مصر.

مؤسّسة روكفلر للأبحاث.

المعهد الجمهوري الأمريكي.

المعهد الديمقراطي الأمريكي.

مؤسسة فريدم هاوس.

معهد ماساشوستس وفروعه في القاهرة ومعهد الـ "ام-أي-تي" (في مبنى جامعة القاهرة).

مؤسّسة كارينجي.

معهد دراسات الشرق الأوسط الأميركي.

معهد التربية الدولية والمتخصص في منح السلام.

معهد بروكنجر.

معهد المشروع الأميركي.

الأكاديمية الدولية لبحوث السلام.

مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة "جورج تاون".

مشروع ترابط الجامعات المصرية الأمريكية ومقره المجلس الأعلى للجامعات في القاهرة. (تبلغ ميزانيته السنوية 27 مليون دولار تقدّمها المخابرات الأمريكية وأجهزتها المعروفة) .

والجهات السابقة تترابط من خلال أجهزة المخابرات الأمريكية و(الإسرائيلية) بالمراكز البحثية (الإسرائيلية) لتكوّن مجتمعة شبكة متشعبة الأدوار وخطيرة الأهداف.

وترتبط بالمؤسّسات السابقة قائمة أخرى من المؤسّسات التي تعمل تحت لواء المخابرات الأمريكية، التي تموّل هذه الهيئات والمؤسّسات بميزانيات ضخمة وهائلة.

وقد موّلت "وكالة المخابرات المركزية الأمريكية" (C.I.A.) منذ عام 1982 أكثر من خمسة وسبعين مؤتمراً سنوياً، إضافة إلى أنّ خبراء المخابرات ومحلّليها والأكاديميين المتعاملين معها يحضرون هذه المؤتمرات ويعقدون اللقاءات والعلاقات مع ألمع الشخصيات المشاركة وأبرزها وأكثرها فائدة للأهداف الأمريكية -الصهيونية أو الصهيونية- الأمريكية لا فرق.

والمهم أنّ هذه المؤسسات والهيئات لعبت وتلعب دوراً بارزاً في إعداد الأبحاث والدراسات، التي تمحورت حول ما سمي بالجماعات الأثنية والطائفية في العالم العربي، لإنجاز عمليات اختراق لتلك الجماعات .

وعن وجود مجتمعات فسيفسائية يمكن تفكيكها وتقويضها في نطاق نظرية إضعاف الدوله وتفتيتها مجتمعياً وبشرياً يؤدي إلى تعظيم عناصر القوة في الجانب "الإسرائيلي."

كذلك ساهمت بشكل غير مباشر في إرساء دعائم التطبيع والتجسس وإفساد النخب العلمية والثقافية وتجنيد الشباب العربي المسلم من خلال اللقاءات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية وبعثات للسفر بالخارج من أجل السيطرة علي أفكار الشباب وتوجهها كما يشاءون .

وذلك لتفعيل مشروع (الانتحار الجماعي) الذي يؤدي إلي إسالة دم أبناء الوطن الواحد بيد أبنائها دون تدخل أحد من دول الخارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق