بحث

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

الفخ الأمريكي السوفييتي - الماسودجالي - لتمزيق الصومال البوابة الجنوبية لمصر ومكة المكرمة والمدينة المنورة

الصومال التى اهتم بها الفراعنة منذ زمن بعيد للأمن القومي المصري ، ثم دخلها الإسلام فأصبحوا درعاً : اخترقته حكومة العالم الخفية .

وكانت أول فتنتهم
الخروج على سياد بري وإن كان قد أخطأ ، لكن كانت مغبة الخروج أشد.

وليست لهم دولة حتى الآن. 

البوابة الجنوبية لمكة والمدينة ومصر تاهت وضاعت.

والقراصنة أعطوا فرصة ذهبية للقطع البحرية للعالم أجمع بالتواجد المشروع حفظا للأمن والأمان.

فى انتظار سقوط الأمن والأمان فتأتي مرحلة التجويع.

فلا بد من مرحلة التجهيز لعلو "الحبشة "- وغزوهم لمصر بقيادة "أسيس" ، ونقضهم لأحجار الكعبة المشرفة بقيادة "ذي السويقتين" -

والله غالب على أمره. أنهم يكيدون كيداً والله من ورائهم محيط .
نسأل الله العفو والعافية نسأل الله السلامة.

ففي الستينات سرت موجة انقلابات عسكرية في العالم العربي واستطاع العسكريين في دول عربية كليبيا واليمن وسوريا والعراق من الوصول إلى الحكم .

والصومال لم يكن استثناء .

وكان على موعد مع الحكم العسكري في 3 نوفمبر 1969م .

ففي ذاك العام تم اغتيال الرئيس الصومالي عبد الرشيد شرماركي على يد أحد حراسه الشخصيين في حادثة غامضة لم تعرف أسبابها .

وبعد عدة ايام استمر فيها الجدل بين البرلمانيين على التوافق حول رئيس جديد أعلن الجنرال سياد بري قائد الجيش الصومالي تشكيل مجلس لقيادة الثورة أي ثورة انقلابه علي الحكم .

ثم ترأس هذا المجلس واستولى بموجبه على مقاليد الحكم في البلاد.

وعندما تولى سياد بري الحكم كان في مقديشو 88 حزب متصارع وكانت البلاد تقترب من صراع قبلي فتدخل الزعيم القائد سياد بري ومعه الجيش فنهضت الصومال وتقدمت إلى مستوى مشهود ، والأرقام لا تكذب.

فقد قام علي الفور بإلغاء الدستور وحلّ الاحزاب والبرلمان ومنع الكثير من السياسيين العمل ، واستطاع هو وحكومته العسكرية من تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد المضطربة والمزدخرة دوما بالصراعات والحروب الأهلية.

وقد امتد حكم سياد بري إلى عام ١٩٩١وكان قد تبنى نظاماً اشتراكياً مدعوماً من دول الاتحاد السوفيتي ، وقد اتسم عهده بالصرامة وسلطة الرجل الواحد .

واجه حركات تمرد في شرق وشمال غرب الصومال فقابلها بالقبضة الحديدية للجيش الصومالي .

ونجح في توحيد بلاده .

وبعد وقت قصير من وصوله إلى السلطة جعل سياد بري اللغة الصومالية اللغة الرسمية وقاد مشروع كتابة اللغة الصومالية التي كانت تنطق ولا تكتب .

وانخفضت الأمية في عهده بشكل كبير .

وجعل الولاء والإخلاص للوطن وللثورة ، وتم إصدار عدة قوانين تحظر القبلية.

وقام في فترة السبعينات والثمانينات بمشاريع مهمة في الصومال مثل: 

إنشاء شبكة من البنوك والأسواق التجارية في كل المدن الرئيسية.

وضم الصومال لمنظمة المؤتمر الإسلامي 1970م .

وإنشاء التليفزيون الصومالي بدعم من الكويت.

وربط جميع المدن الرئيسية بشبكة من الطرق الحديثة بدعم من الصين.

وتوصيل الكهرباء والماء والمدارس والمراكز الطبية والاتصالات لجميع المحافظات .

وتبني حملات لدعم الثقافة والفنون وحقوق المرأة .

وابتعث الألوف من الطلبة للجامعات العربية والأجنبية .

واستقدم المئات من الخبراء من مصر والهند وإيطاليا وأمريكا .

كما قام بتطوير المطارات و الموانىء .

وازدهرت الشركة الوطنية للملاحة وشركة الطيران الصومالي .

واستطاعت الصومال في بداية الثمانينات أن تحقق اكتفاءً ذاتياً من الأطباء والممرضات والمهندسين والمدرسين وفائضاً من المواد الغذائية .

وقامت بتصدير اللحوم والخضروات والفواكه والسكر والأسماك وكانت أكبر مصدر لهذه المنتجات في العالم .

كما لعب سياد بري دوراً مهماً في استقلال جيبوتي أو الصومال الفرنسي ١٩٧٧م .

وسعى نحو المصالحات بين الدول الأفريقية .

وعارض المقاطعة العربية لمصر بعد كامب ديفيد بشدة حينما قاطعت جميع الدول العربية الرئيس أنور السادات .

فقد تمتع بعلاقات قوية و وثيقة مع أنور السادات .

كان سياد بري رجلاً وطنياً غيوراً علي وطنه ومحافظاً عليه .

فكان الرجل الوحيد الذي يمكن أن يقال عليه أنه أرسي قواعد الدولة في الصومال وسعي بها إلى حظيرة المجتمع الدولي .

ولأن الصومال دولة قد قويت شوكتها بزعامة سياد بري فلابد إذن أن تستعد الدول العظمى في الانقضاض عليها وتفتيتها كما هو الحال دوماً مع أي دولة تتجه نحو النهوض .

ففي عام 1977م كانت الحرب الصومالية الإثيوبية ، والتي شكلت مرحلة مفصلية في حكم سياد بري .

فقد قرر سياد بري تحرير إقليم أوجادين الإقليم الخامس لدولة الصومال.

والذي تنازلت عنه بريطانيا لإثيوبيا كمكافأة قبل رحيلها إبان فترة الاستعمار بسبب دعم إثيوبيا للحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

وشجعت سياد بري الدول العربية وعلي رأسها مصر دخوله هذه الحرب لاستعادة أرض بلاده .

وفي 12 يونيو 1977 شنّت الصومال بالتعاون مع جبهة تحرير الصومال الغربي هجوماً على قوات إثيوبيا في أوجادين والتي لم تتوقع هجوماً كهذا وبالتالي لم تكن مستعدة للتصدي له .

وحين وجدت الولايات المتحدة أن الصومال يحقق تقدماً ملحوظاً في القتال أعلنت فجأة دعمها له بتزويده بالأسلحة وبعد أيام قلائل من هذا الإعلان تبعتها بريطانيا وفرنسا .

وظن الصومال أن في الإعلان الامريكي ضوءاً أخضراً للمضي قدماً نحو تحرير أوجادين .

ولكن بعد أن تمكنت القوات الصومالية من التغلغل وتحرير ما يقارب 90% من أراضي أوجادين تخلت أمريكا وتبعتها بريطانيا وفرنسا في أوائل سبتمبر 1977م عن تعهداتها السابقة .

ورفضت أي تسليم فوري للأسلحة إلى الصومال مشترطة لهذا التسليم انسحاب القوات الصومالية من أوجادين .

نلاحظ هنا المكر الغربي في إدارة تدخلاته حيث قامت أمريكا بإغراء الصوماليين بالأسلحة وبناءً على ذلك سعى الصوماليون إلى تحرير أوجادين ظناً منهم أن الغرب معهم .

وعندما توغل الصوماليون في الأراضي الإثيوبية ووصلوا إلى مرحلة يصعب فيها التراجع أعلن الغرب عدم تسليم الأسلحة للصومال وحجة الغرب في ذلك أنه لا يريد تصعيد الحرب بتسليح القوات الصومالية .

وأن نجاح الصوماليين في أوجادين قد يشجعهم علي ضم جيبوتي وإقليم النفدي الواقع تحت السيطرة الكينية .

وفجآةً أيضاً أعلنت الولايات المتحدة دعمها لإثيوبيا .

وتدارك الإثيوبيون الهزيمة ، وشنّوا هجوماً مضاداً ليس فقط بدعم من الولايات المتحدة ولكن بدعم الاتحاد السوفييتي أيضاً 'الحليف القوي لسياد بري !!!!!!!!!

حيث أعلن الاتحاد السوفيتي عن غضبه من سياد بري لقراره دخول حرب أوجادين دون استشارته !!!!

فشكل الدعم السوفيتي لإثيوبيا ضربة قاصمة لنظام سياد بري ،الذي لم يفلح في الحفاظ على مكتسباته الأولية في الحرب بالرغم من دعم مصر ودول الخليج له .

وتابعت القوات الصومالية تراجعها وانسحابها حتى عادت خالية الوفاض إلى مقديشيو .

كان من تداعيات هذه الحرب انتهاء "شهر العسل" بين السوفييت وسياد بري .

فأوقف السوفييت إمداد الصومال بالذخائر والأسلحة ، وطرد سياد بري كل الخبراء والمواطنين السوفييت من الصومال ومزق معاهدة الصداقة والتعاون.

ونلاحظ هنا أن قرار دخول حرب أوجادين وتحريض الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي له كان عملية توريط للصومال من قبل القوتان العدوتان في الظاهر والحلفاء في الباطن .

وتذكرنا عملية التوريط هذه بما تحدثتْ عنه وسائل الإعلام حول الدور الغربي في دفع صدام حسين للمغامرة باحتلال الكويت وذلك عندما قالت السفيرة الأمريكية السابقة في بغداد (أبريل جلاسبي) لصدام حسين :


"إن بلادها لا تتدخل في النزاع الحدودي العراقي الكويتي" .

فظن صدام أن في (الحياد الأمريكي) ضوءاً أخضر لاجتياح الكويت واجتاحها ثم أعلنت فجأةً الحرب عليه .

فكانت هذه الحرب الخاسرة - حرب تحرير أوجادين - هي البداية لانهيار دولة الصومال القوية بعد استزافها اقتصادياً ومعنوياً.
 
فلم تخلو الصومال بعد هذه الحرب الخاسرة من تبعات اقتصادية ثقيلة وهائلة .

خصوصاً بعد خسارة الدعم السوفييتي .

وبرغم توقيع بري على عقد للحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي ومحاولته لإلغاء بعض الاحتكارات الحكومية وزيادة الاستثمارات العامة وتقديمه لمشروع خفض الإنفاق العسكري وسط معارضة شديدة من الجيش الصومالي الذي كان يستهلك ما يقارب 60% من اقتصاد الصومال.

إلا أن التدهور الاقتصادي استمر مع تزايد الغضب الشعبي المكبوت وشكّل هذا بداية سقوط نجم سياد بري .

وبدأت الحكومة الصومالية بالتداعي وفقدان السيطرة الفعلية على مقاليد الأمور .

كما بدت غالبية الشعب الصومالي غائبة في حالة من اليأس العام.

وضعف النظام أكثر فأكثر ، مما دفع الحكومة لانتهاج طرق أكثر شمولية.

فزادت حركات المقاومة المسلحة كرد فعل علي قمع النظام الحاكم.
 
وكانت هذه الحركات الثورية المسلحة تدعمها إثيوبيا بالنيابة عن الولايات المتحدة مما أدى إلى نشوب الحرب الأهلية الصومالية فيما بعد.

وكان من ضمن هذه الحركات الثورية حركة تسمي حركة تحرير أرض الصومال (صوماليلاند) المنطقة الشمالية من دولة الصومال.

وهي حركة سياسية عسكرية كانت تسعي للانفصال بأرض صوماليلاند (الصومال الشمالية) عن دولة الصومال .

واتخدت الحركة من العاصمة البريطانية لندن مقراً سياسياً لها .

كما اتخذت من الأراضي الصومالية في شرق إثيوبيا مقراً عسكرياً لها .

وخلال أقل من سنتين بدأت الحركة في تحقيق مكاسب سياسية وانتصارات عسكرية علي نظام محمد سياد بري إلى أن قامت بهجومها الكاسح على النظام العسكري في المدن الرئيسية بإقليم صوماليلاند .

مما أدى إلى إشعال الحرب الأهلية الصومالية .

نجحت علي آثار هذه الحرب حركة تحرير أرض الصومال في تحرير أراضي اقليم صوماليلاند من نظام محمد سياد بري .

وزاد الضغط الشعبي على سياد بري للتخلي عن السلطة ومغادرة البلاد .

وفي 27 يناير 1991م فرّ سياد بري إلى نيجيريا حيث عاش طريداً .

وبعد تخلي سياد بري عن الحكم سقطت الحكومة المركزية في مقديشيو في بداية عام 1991م .

وتمكنت حركة تحرير صوماليلاند من تحرير أراضيها وفصلها عن أرض الصومال .

وقامت الحركة بتنظيم موْتمر في مدينة برعو وهو المؤتمر الذي عرف بمؤتمر برعو لحق تقرير المصير .

وانتهى الاجتماع باتفاق الجميع على الإعلان عن استعادة الاستقلال وقيام جمهورية أرض الصومال في ١٩٩١م .

أيضاً كانت هناك حركة ثورية أخرى قادت تمرداً لخلع سياد بري مدعومة من إثيوبيا و أمريكا تسمى : الجبهة الصومالية للإنقاذ .

كان أحد قادتها هو عبد الله يوسف الذي أصبح رئيساً لمنطقة بونت لاند فيما بعد .

والذي فصل إقليم بونت لاند هو الآخر عن دولة الصومال حين منحه الحكم الذاتي عام ١٩٩٨م .

ثم أصبح رئيساً لدولة الصومال عام ٢٠٠٤ !!!!!

وتواطىء مع إثيوبيا في احتلال الصومال عام ٢٠٠٦م .

وكان هذا الاحتلال مدعوماً من الولايات المتحدة وكانت القوات الإثيوبية تضم بعض فرق القوات الخاصة الأمريكية .

ولم تشجب وقتها حركة الإصلاح الإخوانية في الصومال الاحتلال الإثيوبي.

ولم تدعو إلى أي مقاومة ضد الإثيوبيين .

وعندما وصل إلى سدة الحكم اتحاد المحاكم الإسلامية اخترقته جماعة الإخوان وقامت بإيصال أحد أتباعها للحكم وهو الإخواني شريف شيخ أحمد.

والذي تعاون هو الآخر مع الولايات المتحدة بحجة القضاء علي الحركات الجهادية في الصومال والتي علي رأسها حركة شباب المجاهدين.

وكان الغزو الكيني للصومال عام ٢٠١١ م بنفس الذريعة .

وتم الغزو بدعم أمريكي إسرائيلي .

وخلاصة القول أن دولة الصومال أصبحت بعد حكم سياد بري والثورة عليه وخداع السوفييت والغرب له دويلات ممزقة تعبر عنها مآسي مجاعات ولاجئين وحروب ونزاعات أهلية وجرائم قرصنة.

فأصبحت كما قالت التقارير أنها :

أخطر مكان على الكرة الأرضية .

ومن المفارقات أن الذين قادوا الجبهات والتمرد والحركات الثورية ضد سياد بري فشلوا في دنياهم أو قتلوا أو اصبحوا مشردين فيما بعد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق