بحث

الاثنين، 14 أبريل 2014

مراحل المؤامرة : الحلقة الخامسة

حركة الثورة العالمية.


يجب علينا أن ندرس التاريخ، لأن التاريخ فعلا يكرر نفسه، وذلك لأنّ هدف الصراع المستمر هو نفسه منذ أزمنة سحيقة.. الصراع الدائم القديم بين قوي الخير وقوي الشر، لتقدير ما إذا كانت إرادة الله العلي القدير هي التي ستسيطر، أم أن العالم سوف يعمّه الشر والفساد.

والواقع هو أن كلا من قوي الخير وقوي الشر، قد انقسمت بدورها إلى أحزاب متعددة، تتصارع فيما بينها في محاولتها الوصول إلي الهدف المشترك.. وهذه الخلافات في الرأي كانت نتاجا لوسائل الإعلام، التي كانت تستعمل لنشر الأكاذيب أو الحقائق الناقصة علي الجماهير، بدلا من أن تستغل لنقل الحقيقة الكاملة إليها فيما يتعلق بأية حادثة أو موضوع.

وقد استخدم تجار الحروب وسائل الإعلام، لتقسيم الإنسانية إلي المعسكرات متناحرة لأسباب سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، بحيث كان بإمكانهم دوما استثارة كل منها حتى يصلوا بهما إلي درجة الهيجان التي ينقص فيها بعضهم علي البعض الآخر ويُدمروا جميعا!

تثبت الدراسة المقارنة للأديان في الماضي انه وجد حتى عند أفراد القبائل المنعزلة حسا دينيا يدفعهم إلي المناقشة والتفكير في أسئلة مثل: لماذا ولدنا؟.. وما هو الهدف من حياتنا؟.. وما هي الغايات التي نخدمها و نسعى إليها؟.. وأين سنذهب بعد الموت؟.. حتى أكثر القبائل تأخرا في أفريقيا الوسطي وفي أستراليا، يبدو أنه لم يكن لديها شك حول وجود إله وعالم روحي وحياة أخري تذهب إليها النفوس بعد موت الأجساد الفانية.

كما تدلنا الدراسة المقارنة للأديان أن معظم الديانات التي تتناول تعاليمها الإيمان بإله علويّ، تنطلق من مبدأ نظامي سامٍ، يحثّ علي عبادة الله العليّ القدير، واحترام الوالدين والمسنين، ومحبة الجيران والمحسنين، والصلاة علي الموتى من الأقارب والأصدقاء.. 

ثم جاء الأشرار بأطماعهم وشهواتهم وشرورهم للتسلط بالقوة علي الآخرين، فهبطوا بالأديان من مستوياتها السامية المبدئية إلي المستوي الذي نراها فيه اليوم.. ولقد انحطت بعض الديانات لدرجة أن كهانها كانوا يقدمون القرابين البشرية للتقرب من الله!!.. 

وحتى المسيحية التي هي من أحدث الديانات، فقد هبطت وانحطت وانقسمت إلي عدد كبير من الشيع والمذاهب، حتى بات من العسير تصور تلك الأكثرية الساحقة من الذين يعلنون انتماءهم للمسيحية كجنود للمسيح!!

وبصورة عامة، فان المسيحية قد انحدرت فيما يختص بأعمال الخير والصلاح.. في الماضي وجدت الألفة والمحبة وخلقت الوحدة والتماسك في الحظيرة المسيحية.. فالتعريف الحقيقي "للجار" هو أنه ذلك الشخص الذي برهن عن محبة وإحسان تجاهك، ويمكنك الاعتماد عليه.. 

وتحثنا الكتب المقدسة علي حب جيراننا كأنفسنا.. والوسيلة الوحيدة لصنع الجيران الطيبين هي في أن تقوم الأعمال الطبية من دون شعور بالأنانية، ففقدان أعمال الخير الفردية معناه فقدان روح الوحدة وروح التلاحم الجماعي السليم.

ولقد تبنينا في هذه الأيام طريقة باردة للقيام بالأعمال الصالحة، فنحن نترك القيام بالأعمال الخيّرة للموظفين القائمين علي مصالح المجتمع.. وهذا أشاع التعبير الذي يقول "بارد كالإحسان المهني"!!.. 

ومن الأفضل أن نتذكر أنه حق تشريعات الضمان الاجتماعي التي تقوم بها الحكومة لا تعفي الفرد من القيام بحقوق الجوار.. فالصلاة بدون العمل الصالح لا تجدي نفعا، وتقوم قوة المذهب الإلحادي علي ضعف الإيمان وتفكيكه.

ولسبب أو لآخر فإن المذاهب المسيحية تفقد سيطرتها بسرعة علي عنصر الشباب في البلدان المدعوة بالعالم الحر.. وكل شاب تفقده المسيحية يتحول عادة إلي العلمانية، وسرعان ما يصبح "رفيقا" في أحد المذاهب الإلحادية، الشيوعية أو النازية.

والغالبية العظمي ممن يعتنقون المسيحية ليسوا في الحقيقة "جنودا للمسيح"، بينما نجد أن علي كل منتسب إلي أحد الحزبين الشيوعي أو النازي أن يقسم يمين الولاء المطلق لقادته، وأن يخصص كل ساعة من ساعات يقظته للسير قدما بالقضية، وأن يساهم بعشر دخله لتمويل نشاطات الحزب.
 
وإذا استثنينا الملحدين وأتباع دارون، فإن معظم الناس يتقبّلون ما يسمي بقصة الخليفة. ولكن يبدو أن هناك اختلافات شاسعة في الآراء فيما يتعلق بقصة آدم وحواء وجنة عدن.
 
وما يهم هنا، هو أن كل المخلوقات البشرية قد مُنحت قدرا من حرية الإرادة، يُمكّنها من تقرير ما إذا كانت تؤمن بوجود إله وشيطان، أم أنها تعتنق العقيدة الإلحادية المادية.. فمن آمن بوجود إله وشيطان فعليه أن يقرر لمن يتوجه بالخدمة والعبادة..

أما الملحد فيعتنق نظرية الحكم المطلق، ويتوجه بالولاء للحزب وللدولة.. أما عقوبة الانحراف فهي المعاناة والسجن وغالبا ما تكون الموت.

ونحن نري الملحدين ينفون نفيا قاطعا وجود القوي الغيبية، ويحتجون بأن الله نفسه لم يثبت وجوده حتى الآن.. وهناك العديد من فرق الملحدين: هناك الشيوعيون الحقيقيون، وهناك ماسونيو محفل الشرق الأكبر، وهناك المفكرون الأحرار، وهناك أعضاء الرابطة اللاربانية، وهنك النورانيون والعدميون والفوضويون والنازيون الحقيقيون والمافيا.. 

وهناك غير المؤمنين الذين يخجلون من ممارسة النشاطات الإلحادية في المجموعات النازية والشيوعية، ولكنهم يتجهون إلي الانتماءات العلمانية متعددة الأشكال.

ويقيم معظم الإلحاديين معتقداتهم علي المبدأ القائل بأن هناك حقيقة واحدة وهي المادة، وأن القوي العمياء لهذه المادة "ويسمونها أحيانا بالطاقة" قد تطورت حتى ظهرت علي شكل النبات فالحيوان فالإنسان.. وهم يُنكرون إطلاقا وجود الروح وإمكانية وجود حياة أخري بعد الموت.

الشيوعية والنازية :

تم تأسيس الشيوعية الحديثة عام 1773، من قبل مجموعة من سادة المال العالميين (بارونات المال)، واستعملوها منذئذ لإقامة دولة إلحادية العقيدة تقوم علي الدكتاتورية الشاملة.. 

وقد بيّن لينين ذلك بوضوح في كتابة "شيوعية الجناح اليساري"، إذ يقول في الصفحة 53 منه:

"إن نظريتنا ليست مذهبا عقائديا، بل هي أداه للعمل".

وكان كارل ماركس (1818 – 1883) ألمانيا من أصل يهودي.. 

وقد طرد من ألمانيا ثم فرنسا بسبب نشاطاته الثورية، فمنحته إنكلترا حتى اللجوء إليها.. وفي عام 1848 نشر ماركس "البيان الشيوعي".. 

وقد اعترف أن مخطط تحويل العالم إلي اتحاد جمهوريات اشتراكية سوفيتية قد يستغرق قرونا عديدة.

أما كارل ريتر (1779 – 1859) وهو ألماني أيضا، فقد كان أستاذا للتاريخ والعلوم الجيوسياسية.. وقد جاء بنظرية معاكسة"

للبيان الشيوعي"، ووضع مخططا أعلن فيه أن باستطاعة العرق الآري أن يسيطر علي أوربا ثم علي العالم أجمع بعد ذلك.. 

وقد تبني عدد من الزعماء الآريين الملحدين مخطط ريتر، فأسسوا النازية لتحقيق هدف السيطرة علي العالم وتحويله غلي دولة إلحادية تخضع لدكتاتوريتهم الشاملة.

ويتفق زعماء كلتا المجموعتين الإلحاديتين علي سلطة الدولة، وعلي اعتبار رئيس الدولة إلها علي الأرض، وهذا المعتقد يضع موضع التنفيذ فكرة تأليه الإنسان.

واكتملت القناعة لدي كارل ريتر بعد دراساته التاريخية بأن حفنة من كبار الماليين العالميين الذين لا يدينون بالولاء لأي بلد ولكنهم يتدخلون في قضايا جميع البلدان، أسوا عام 1773 ماسونية الشرق الأكبر الحرة، بغرض استخدام حركة الثورة العالمية لتحقيق مطامحهم السرية.. 

وقد أعلن ريتر أن معظم هؤلاء الماليين العالميين ـ إن لم يكن كلهم ـ من اليهود أو من أصل يهوديّ، بصرف النظر هما إذا كانوا يمارسون بالفعل طقوس الدين اليهودي.

وقد ناقش ريتر في رده علي البيان الشيوعي لكارل ماركس، الأخطار التي ستنجم لو أذن العالم لهذه الحفنة من الرجال بالاستمرار في السيطرة السياسية علي الشيوعية العالمية وتوجبيها حسب مخططاتهم.. 

وأنهي ذلك بأن قدم إلي سادة الحرب الآريين الألمان اقتراحات واقعية وعملية لمكافحة مؤامرة بارونات المال العالميين، راسما لهم مخططا مقابلا للمخطط الأول في اتساعه وبعد أمده، ويستهدف بدوره السيطرة علي موارد العالم الطبيعية لمصلحة العرق الآري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق