بحث

الاثنين، 28 أبريل 2014

مسيح الضلالة الأعور الدجال وصناعة النبوءات : 1

مسيح الضلالة الأعور الدجال – عليه لعنة الله - ليس له حيلة إلا
النصب والدجل وسرقة الأحوال والمقامات له ولأتباعه .
فهو لعنة الله عليه من يسعى بلا كلل أو ملل لادعاء النبوة تارة ، أوكونه المسيح المنتظر تارةً أخرى ، وصولاً لادعائه لمقام الألوهية في الأخير.


فالأعور الدجال – على عكس ما قد يعتقد البعض لشدة فتنه - فقير الخيال ، ومع ذلك يحاول هذا الملعون أن يظهر بمظهر الإله أمام أتباعه .


ولكن لأن النقص مستولٍ عليه حال كونه خلق من خلق الله يحاول أن يستتر بدجله وكذبه وغشه أمام أعين هؤلاء الأتباع .


فمن صفات الإله أنه "مبدع" ويعني ذلك ببساطة القدرة على إيجاد شيء على غير مثال سبق .


ولأن الأعور دجال كذاب فلن يمكنه مهما فعل من أن يبدع .


فلا سبيل أمامه إذن إلا التدجيل والغش والخداع .


فيعمد إلى ما بثه الله عز وجل في الكون من أسباب وسنن ، وما تقرر من أقدار ويحاول أن يستغلها بتلصص وبصورة لا تتضح  إلا لمن دقق النظر وحقق  في الأمور .

وهو كفيل بعد ذلك في إبراز دجله وغشه بصورة توهم الحمقى والمغفلين والمسيطر عليهم دون علمهم بصورة الخلق والإبداع .


وهذا هو عين ما يفعله فيما يخص النبوءات .


فهو لعتة الله عليه مُعَمِر قد عاصر الأنبياء السابقين واطلع على كتبهم قبل أن يطولها التحريف ، وطاف بالحضارات السابقة القديمة وجمع من وراثاتها وعلومها الكثير والكثير .


فاستغل ما تحصل عليه من العلوم التي تكلمت عما يكون إلى قيام الساعة من هذا وذاك في خطوات خطته لحكم العالم .


فأصبح بحكم ما قد جمعه على قدر طاقته وذاكرته يعلم ما قد يحدث في المستقبل .

فوجه جزء من ذلك لمسألة صناعة النبوءات .

فيقوم بصياغة ذلك في صورة نبوءات على أساس أنه إله ويعلم الغيب .

ثم يدس ذلك بين الأمم ، عن طريق تحريفه لكتبها المقدسة .

وفي أحيانٍ كثيرة يستغل ذلك في إنشاء فرق وديانات جديدة يستحدثها مستخدماً ما يدعمها به من نبوءات وعلوم مسروقة ليعضد موقفها ويثبت ويدلل على صحة تلك الفرق والديانات .

ولا ينسى بالقطع في خضم ذلك أن يقوم بصياغة نبوءات جديدة من عنده هو ، لم يكن لها وجود فيما سبق واطلع عليه من علوم الأولين – ، ثم يوجه كل مجهوداته وإمكانياته لتحقيقها ليظهر أمام أتباعه في صورة الإله .

وبذا يكون قد استخدم صناعة النبوءات لتحقيق العديد من الأهداف ومنها على سبيل المثال لا الحصر :

- إرضاء غروره الشخصي وتعويض ما لديه من مركبات النقص وإيهاماً لنفسه بأنه مستحق للعبادة وللتقديس – وهذا من أهم ما يسعى لتحقيقه في كل خطواته ومراحل حياته ، فنفسه أهم ما لديه ولا يفكر في غيرها –

- الإسراع في تنفيذ خطوات خطته التي تقتضي في نهايتها من تمكينه من حكم العالم ثم عبادته من دون الله . – فصناعة النبوءات أداة ووسيلة هامة لديه لتحقيق ذلك -

- تثبيت صورته كإله في عين أتباعه والمقربين منه لزيادة ولائهم له وإخلاصهم في خدمته . – وصناعة النبوءات وتنفيذها من ضمن أدواته في ذلك تضاف إلى ما لديه من تقنيات التحكم بالعقل واستخدامه لعلوم السحر والشياطين –

- استخدام الكثير من النبوءات في التمهيد لخروجه ولتهيئة العالم لاستقباله حتى عندما تحين تلك اللحظة يكون ظهوره غير مستغرب لدى بني البشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق