بحث

الخميس، 20 فبراير 2014

السياسة العالمية تحكمها النبوءات الدينية


العالم من حولنا تحكمه النبوءات الدينية .

كل الأمم حتى تلك التي تدعي الحضارة والمدنية وإعمال المنهج العلمي هم أول من يستخدم النبوءات الدينية التي لديه أو لدى أديان الآخرين.

تستخدم تلك النبوءات في توجيه السياسة العالمية في مشارق الأرض ومغاربها.

النبوءات استخدمت لزرع وطن قومي لليهود في العالم العربي.

النبوءات استخدمت في الحرب العالمية الثانية من قبل المعسكرين المتحاربين .

النبوءات استخدمت في استقطاع أجزاء من الدول.

النبوءات استخدمت في تدمير العراق.

النبوءات استخدمت فيما يسمى ثورات الربيع العربي.

النبوءات تستخدم في خطة تقسيم مصر.

في قلب العالم ، في أطراف الأرض ، في الشمال والجنوب ، قيادات العالم ، موجهي الرأي العام ، مخططي استراتيجيات الدول الكبرى القاسم المشترك فيما بينهم قائم على استخدام وتوظيف النبوءات في تحقيق أهدافهم السياسية.


كل من له أجندة وأهداف خفية ومعلنة يسعى سعياً حثيثاً لامتلاك وإن إستطاع لاحتكار النبوءات وما يتصل بها من علوم.

أما نحن – إلا من رحم ربي – فما زلنا نلوك فضلات الغرب التي نفثها في روع عملائه الذين عملوا على قدم وساق في غرسها بين المسلمين.

فتجريد العقل من سيطرة الخرافة ، والإيمان بالمحسوسات ، وتنقية المناهج العقلية العلمية من الموروثات القديمة ... الخ هذا القاموس من مصطلحات الاختراق الغربي للعقل المسلم مازالت تدوي بيننا.

وتحت هذا الغزو الفكري الممنهج والمنظم والذي كانت من أهم أدواته ما اصطلح عليه باسم المدرسة الإصلاحية تدغدغت العقول.
تحسب أنها قائمة على تحرير العقل المسلم وربطه بأسباب الحضارة والتقدم والرقي.

ونسي أو تناسى هؤلاء الزعانف أن أوج عظمة هذه الأمة كان في الوقت الذي علت فيه تلك العلوم بين أبناء الأمة.

نسي أو تناسى هؤلاء الزعانف أن أوج عظمة هذه الأمة كان في الوقت الذي كانت حرمة الأولياء فيه مصونة ، وعلومهم مبثوثة بين المسلمين.

تنظر إليها الأمة على أنها فيض من فيوضات الله عز وجل عليها ، نعمة تصان مستحقة لأداء الشكر لله عز وجل .

تنظر إليها الأمة على أنها من أمضى الأسلحة في ميادين الجهاد.

وبينما نحن حالنا هكذا نبدد تراثنا ونهدم علومنا بأيدينا ، ويخرج علينا شياطين الإنس أو الجهلاء أو المستجهلين متسائلين عن فائدة النبوءات أو ما هي علاقتها بالأحداث الجارية ، نجد الآخر بعدما ألبس على الكثيرين منا هذا الهراء ، يجّد ويسعى ليتحصل على كل سبب من أسباب القوة ومن أهمها لديهم علم النبوءات وما يحدث وما يكون.

في قلب روسيا الملحدة في عز أمجاد الإتحاد السوفيتي السابق – وهو القائم على المادية المجردة – أقيمت المعاهد والأكاديميات لتدريس علوم الروحانيات لاستخدامها كسلاح في مواجهة الغرب.

أما نحن اختلط لدينا الحابل بالنابل حتى وجدنا أغيلمة من أفراخ هذا العفن الفكري قد إشرأبت أعناقهم متطاولين بها ليناطحوا أكابر السادة الصالحين ، ليحددوا لهم ما يقال وما لايقال. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وهؤلاء الأغيلمة قد خاضوا في بحر لجب تنقطع دونه أعناق الرجال ، وقد وقعوا من حيث لا يحتسبون في ضحضاح من نار الوقوع في الصالحين.

يتربص هؤلاء الأغيلمة بالصالحين الدوائر عليهم دائرة السوء ، وسيبدوا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون .

فإذا تحنن قلب أحد هؤلاء السادة الأماجد على عموم الأمة وأفاض عليهم ببعض مما حباه به الله ، تسارع الأغيلمة الزعانف على إثر بعضهم يهرعون.

وقد عمل فيهم النخس الإبليسي ما قد عمل ، محاولين – معاذ الله – التشكيك في مصداقية هؤلاء السادة الأماجد ، ساعين لإسقاط – معاذ الله – هيبة وتوقير الصالحين من صدور أبناء الأمة .

سالكين كل سبيل من مداهنة وملاينة وطعن وهمز وغمز ولمز وتوقح وتأدب مصطنع ، متسربلين بلباس السائل الباحث عن الحق ، وهم على التحقيق صورة ومظهر من مظاهر من قال ذات يوم : أنا شيخ من نجد.

سعيهم حثيث – معاذ الله – في محاولات صفيقة وقحة لتكميم أفواه هؤلاء السادة الأماجد عن إرشاد الأمة واستنقاذها من براثن سادة هؤلاء الزعانف الأغيلمة ، هذا ظنهم – هكذا أراه – وما ظنهم هذا إلا مما قد قال فيه رب العزة {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} [ سبأ: 20]

فبعداً ثم بعداً ثم بعداً لمن أسود قلبه وطمس عقله وانطفأ نور بصيرته قبل بصره.

فياهؤلاء يا أهل الإنكار والجدال ، وياهؤلاء يا أهل التسليم والانقياد ، لننظر جميعاً إلى الآخر ، كيف يفكر ، كيف يعمل ، كيف يخدع الآخرين ويلبس عليهم حتى ينبت بينهم هذه العقليات المتسلقة ، التي تناطح السادة الصالحين كلمة بكلمة ورأساً برأس .

لننظر جميعاً إلى النمط الفكري للآخر ما هو محركه ، وما هي دوافعه لعل ذلك يهدي قوماً أو يعجل لهم ما يستعجلون.

أسأل الله العفو والعافية ، واللطف فيما جرت به المقادير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق