لماذا أنشأوا دولة الولايات المتحدة الأمريكية ؟ الحلقة الأولى.

- يقول الماسوني من الدرجة الثالثة والثلاثين مانلي هول في كتابه "مصير أمريكا السري" :[إن أمراء عالم السر والخفاء الذين صنعوا الحركات السرية في أوروبا ، وهي في حقيقتها جسم واحد مترابط وله غاية واحدة ، قد قرروا أن

المستعمرات الأمريكية أرض خصبة مهيئة لغرس بذور عالم جديد وطريقة جديدة للحياة ، أو المجتمع الجديد الذي يتوارثون الكفاح والأسرار من أجل الوصول بالبشرية إليه.]اهـ

ويقول أيضاً :

[إن أول من فطن إلى ذلك ووجه تيار الحركات السرية نحو القارة الأمريكية هو فرانسيس بيكون.]اهـ

وفرانسيس بيكون لمن لا يعرفه هو باختصار شديد جداً : من نبعت العلمانية من أفكاره وهو مؤسس حركة الروزيكروشين "الصليب الوردي" - توأم الماسونية وشقيقتها - في إنجلترا والأستاذ الأعظم لها لأكثر من عشرين سنة.

فيقول مانلي هول في كتابه "مصير أمريكا السري" عن فرانسيس بيكون :

[كان أثره بالغاً على الحركات السرية في فرنسا وألمانيا وهولندا ، وكان يعمل بتنسيق مع الحركات السرية في مختلف بلدان أوروبا ويكاد يسيطر على توجهاتها وبرامجها ، وكانت الحركة السرية التي يقف على رأسها تضم خليطاً من الفلاسفة والمفكرين ، ومن الأدباء والفنانين ، ومن علماء الطبيعة والكيميائيين ، ومن الماسون والروزيكروشين ويهود القبالاه ، وكان هؤلاء جميعاً أدوات يحركها بيكون من أجل إنفاذ خطته وتحقيق حلمه.]اهـ

فياترى بأي شيء كان يحلم فرانسيس بيكون ؟

الإجابة فيما يلي :

- يقول وليام راولي الذي أشرف على طباعة كتاب بيكون المسمى بـ "أطلنطس الجديدة" بعد وفاة بيكون ، إذ قال في مقدمة الطبعة الأولى من الكتاب :

[بيكون كان يرى القارة الأمريكية المكتشفة أرضاً بكراً خالية من العوائق ، الحكومات والأديان والتاريخ والتقاليد ، ويمكن إقامة العالم الجديد الذي كان يسعى إليه ووصفه في كتابه فيها.]اهـ

وفي كتابه أطلنطس الجديدة الذي نشر لأول مرة عام 1726 م تخيل بيكون جزيرة يقوم عليها مجتمع علمي ، ويحكمها بالعلوم التجريبية ، ويسيطر بالمخترعات على كل شيء حتى هبوب الرياح واتجاهها.

وفرانسيس بيكون سمى هذه الجزيرة بـــ (Bensalem) بن ساليم وهي كلمة عبرية معناها "أورشليم".

- ويقول مانلي هول في كتابه السابق :

إن من قدموا من الفرنسيين والهولنديين والإنجليز إلى سواحل أمريكا رسوا عليها وفي حوزتهم برامج معدة سلفاً في أوروبا لإقامة مستعمرات ومستوطنات دائمة ، وأغلب هذه البرامج أشرف على وضعها وكان يسيطر عليها وعلى من يتحركون بها فرانسيس بيكون بمعاونة من ذوي العقول النيرة من المفكرين والفلاسفة والعلماء ممن كانوا حوله وهم أعضاء في حركة الروزيكروشين.]اهـ

- ويقول مانلي هول أيضاً في كتابه هذا عن المستوطنين الأوائل لأمريكا :

[مجموعة من أكفأ رجالات الحركات السرية ، قدموا من أجل غاية أقسموا عليها قبل مغادرة أوروبا ، ألا وهي وضع بذور الحركة السرية التي أرسلتهم في الأرض الأمريكية وتهيئة ما يرويها وتكوين من يتعهدها.]اهـ

- ويقول مانلي هول عنهم أيضاً :

[تلقوا دعماً مالياً وعوناً غير محدود من جسم سري عظيم موجود في أوروبا ، وقد أعانهم جذر الحركات السرية والماسونية في أوروبا على تأسيس الدولة من أجل غرض محدد لا يعلمه إلا القلة المطلعة على بواطن الأمور ، ألا وهي استكمال المسار الذي أرادوه للعالم ورسموه له.]اهـ