بحث

الأحد، 1 مايو 2016

صورة من احتفال أهل مكة المكرمة بليلة النصف من شعبان.



من رحلة ابن جبير عن احتفال أهل مكة بليلة النصف من شعبان عام 579 هـ / ‏‏1183م‎

يقول ابن جبير : [ليلة النصف من شعبان.

وهذه الليلة المباركة، أعني ليلة النصف من شعبان، عند
أهل مكة معظمة للأثر الكريم الوارد فيها، فهم يبادرون فيها الى أعمال البر من العمرة والطواف والصلاة أفرادا وجماعة.

فينقسمون في ذلك اقساما مباركة؛ فشاهدنا ليلة السبت، التي هي ليلة النصف حقيقة، احتفالا عظيما في الحرم المقدس اثر صلاة العتمة، جعل الناس يصلون فيها جماعات جماعات، تراويح يقرءون فيها بفاتحة الكتاب وبقل هو الله أحد، عشر مرات في كل ركعة الى أن يكملوا خمسين تسليمة بمائة ركعة، قد قدمت كل جماعة إماماً، وبسطت الحصر وأوقدت الشمع واشعلت المشاعل وأسرجت المصابيح ومصباح السماء الأزهر الأقمر قد أفاض نوره على الأرض وبسط شعاعه.

فتلاقت الأنوار في ذلك الحرم الشريف الذي هو نور بذاته، فيا لك مرأى لا يتخيله المتخيل ولا يتوهمه المتوهم!

فأقام الناس تلك الليلة على أقسام:

فطائفة التزمت تلك التراويح مع الجماعة وكانت سبع جماعات أو ثمانياً؛

وطائفة التزمت الحجر المبارك للصلاة على انفراد؛

وطائفة خرجت للاعتمار؛

وطائفة آثرت الطواف على هذا كله، أغلبها المالكية،

فكانت من الليالي الشهيرة المأمولة أن تكون من غرر القربات ومحاسنها، نفع الله بها ولا أخلى من بركتها وفضلها وأوصل إلى هذه المثابة المقدسة كل شيق إليها بمنّه.]اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق