هذه مجموعة من نصوص أئمة طالما تمسح بهم خوارج عصرنا تكشف وتظهر كذب هؤلاء الخوارج في مسألة التقليد إما جهلاً أو تجاهلاً أو استجهالاً للغير.
- قال الإمام أحمد : [ومن زعم أنه لا يرى التقليد ، و لا يقلد دينه أحداً : فهو قول فاسقٍ عند الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، إنما يريد بذلك إبطال الأثر و تعطيل العلم و السنة ، و الترفد بالرأي ، و الكلام و البدعة و الخلاف.]اهـ من طبقات الحنابلة لأبي يعلى الفراء(1 / 31).
وقال الإمام أحمد أيضاً فيما نقله عنه ابن القيم على سبيل الإقرار والاستشهاد في إعلام الموقعين (1 / 44) :[إذا كان عند الرجل الكتب المصنفة فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واختلاف الصحابة و التابعين ، فلا يجوز أن يعمل بما شاء و يتخير فيقضي به و يعمل به ، حتى يسأل أهل العلم ما يؤخذ به ، فيكون يعمل على أمر صحيح.]اهـ
ونقل عنه أيضاً أبو الحسن الميموني : [قال لي أحمد : يا أبا الحسن إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام. ( مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي صـ 178 ، و السير للذهبي (11\296 ).
و قال شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء (16\450) خلال رده على من يقول : ( الأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الشافعي و أبي حنيفة ) : [قلت - القائل الذهبي - : هذا جيد لكن بشرط أن يكون قد قال بذلك الحديث إمام من نظراء هذين الإمامين - الشافعي و أبي حنيفة - مثل مالك أو سفيان أو الأوزاعي ، و بأن يكون الحديث ثابتاُ سالماً من علة ، و بأن لا يكون حجة أبي حنيفة و الشافعي حديثاً صحيحاً معارضاً للآخر. أما من أخذ بحديث صحيح و قد تَنَكَّبه سائر أئمة الإجتهاد: فلا.]اهـ
وقال الذهبي أيضاً في السير (18\191- 192 ) : [قلت : نعم ، من بلغ رتبة الاجتهاد ، و شهد له بذلك عدة من الأئمة لم يسغ له أن يقلد. كما أن الفقيه المبتدئ و العامي الذي يحفظ القرآن أو كثيراً منه لا يسوغ له الاجتهاد أبداً، فكيف يجتهد ؟ّ! و ما الذي يقول ؟! و علام يبني ؟! و كيف يطير و لما يريش ؟! والقسم الثالث : الفقيه المنتدي اليقظ الفهم المحدث ، الذي قد حفظ مختصراُ في الفروع ، و كتابا في قواعد الأصول ، و قرأ النحو ، و شارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله و تشاغله بتفسيره ، و قوة مناظرته ، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيد ، و تأهل للنظر في دلائل الأئمة. فمتى وضح له الحق في مسألة و ثبت فيها النص ، وعمل بها أحد الأئمة الأعلام كأبي حنفية مثلاً ، أو كمالك أو الثوري أو الأوزاعي ، أو الشافعي و أبي عبيد و أحمد و إسحاق: فليتبع فيها الحق و لايسلك عليه تقليد، فإن خاف ممن يشغب عليه من الفقهاء فليتكتم بها و لا يتراءى بفعلها ، فربما أعجبته نفسه ، و أحب الظهور فيعاقب ، و يدخل عليه الداخل من نفسه ، فكم من رجل نطق بالحق و أمر بالمعروف ، فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده و حبه للرئاسة الدينية ، فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء.]اهـ
وقال ابن رجب الحنبلي في كتاب بيان فضل علم السلف على علم الخلف (ص 57) : [فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان ، إذا كان معمولاً به عند الصحابة و من بعدهم أو عند طائفة منهم. فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به ، لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به. قال عمر بن عبد العزيز: خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم ، فإنهم كانوا أعلم منكم.]اهـ
وقال ابن رجب أيضاً في (ص69) : [في زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي و أحمد و إسحاق و أبي عبيد ، و ليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم، فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة، و حدث من انتسب الى متابعة السنة و الحديث من الظاهرية و نحوهم ، وهو أشد مخالفة لها ، لشذوذه عن الأئمة ، و انفراده عنه بفهم يفهمه. أو يأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبله. انتهى. ]اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق