بحث

الخميس، 16 يوليو 2015

* رد مختصر من نقول أئمتنا أئمة أهل السنة والجماعة على تشغيبات أذناب مسيح الضلالة الأعور الدجال من الخوارج الوهابية ومن لفَ لفَهم في مسألة التوسل وبيان ضلالاتهم في رمي جماهير المسلمين بالشرك.

- نصوص الأئمة في الإجماع على جواز التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى قبل خلقه وبعد خلقه , في مدة حياته في الدنيا وبعد انتقاله للرفيق الأعلى , وفي مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة.

- قال الإمام العلامة الحافظ الحجة المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في كتابه" شفاء السقام في زيارة خير الأنام "( صـ 171 ):[اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى , وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين , المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين , وسير السلف الصالحين , والعلماء والعوام من المسلمين , ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان , ولا سمع به في زمن من الأزمان , حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار , وابتدع مالم يسبق إليه في سائر الأعصار.....وحسبك أن إنكار ابن تيمية للاستغاثة والتوسل قول لم يقله عالم قبله وصار به بين أهل الإسلام مُثلة وقد وقفت له على
كلام طويل في ذلك رأيت من الرأي القويم أن أميل عنه إلى الصراط المستقيم ولا أتتبعه بالنقض والإبطال فإن دأب العلماء القاصدين لإيضاح الدين وإرشاد المسلمين تقريب الحق إلى أفهامهم وتحقيق مرادهم وبيان حكمه ورأيت كلام هذا الشخص بالضد من ذلك فالوجه الإضراب عنه . وأقول : إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جائز في كل حال , قبل خلقه وبعد خلقه , في مدة حياته في الدنيا وبعد موته , في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة . ] اهـ مختصرا

- قال الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي في كتابه" الجوهر المنظم"(صـ148) من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله وصار بها بين أهل الإسلام مثلة أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وليس ذلك كما أفتى , بل التوسل حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في الدنيا والآخرة.. ] اهـ

- قال الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي في كتابه " فيض القدير شرح الجامع الصغير " ( 2 / 135 ) : [ قال ابن عبد السلام : ينبغي كون هذا – أي الإقسام على الله – مقصورا على النبي لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته وسمو مرتبته . قال السبكي : ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثلة.] اهـ

- تحريرات وتقريرات مفيدة .

- قال الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن النعمان المراكشي في مقدمة كتابه :" مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام " ( صـ 14 ) : [ فقصدت أن أذكر ما وقع لي ممن استغاث بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولاذ به في شدته , وتوسل إلى الله – تعالى – به إذ هو خيرته من خلقه , ولم أر في ما عملت شيئاً في ذلك , فاستخرت الله تعالى وذكرت ما وقع من ذلك بعدما أقدم ما شاهدته مما نحوته خُبراً لا خَبَرًا , وعيناً لا أثراً .] اهـ
 
- قال الإمام العلامة الحافظ ابن الصلاح الشافعي في آداب المفتي والمستفتي (1/210) وهو يتكلم عن معجزات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [فإنها ليست محصورة على ما وجد منها في عصره صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل لم تزل تتجدد بعده على تعاقب العصور وذلك أن كرامات الأولياء من أمته وإجابات المتوسلين به في حوائجهم ومغوثاتهم عقيب توسلهم به في شدائدهم براهين له صلى الله عليه وعلى آله وسلم قواطع ومعجزات له سواطع ولا يعدها عد ولا يحصرها حد أعاذنا الله من الزيغ عن ملته وجعلنا من المهتدين الهادين بهديه وسنته.]اهـ

- قال الإمام العلامة ابن جزي الكلبي المالكي في كتابه "القوانين الفقهية": [ينبغي لمن حج أن يقصد المدينة فيدخل مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيصلي فيه ويسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى ضجيعيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويتشفع به إلى الله ويصلي بين القبر والمنبر ويودع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا خرج من المدينة]اهـ

- قال الإمام العلامة الحجة تقي الدين الحصني قي كتابه :"دفع شبه من شبه وتمرد (صـ89) :[والمراد أن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واللواذ بقبره مع الاستغاثة به كثير على اختلاف الحاجات، وقد عقد الأئمة لذلك باباً، وقالوا: إن استغاثة من لاذ بقبره وشكى إليه فقره وضره توجب كشف ذلك الضر بإذن الله تعالى]اهـ

- و قال أيضاً رحمه الله في ذات الكتاب ( صـ 108 , 109 ) : [ وإذا كان عز وجل يستجيب لأعدائه – يقصد توسل اليهود به صلوات الله وسلامه عليه قبل بعثته – بالتوسل به صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه سبحانه مع علمه عز وجل بأنهم يكفرون به ويؤذونه ولا يتبعون النور الذي أنزل معه قبل وجوده وبروزه إلى الوجود وإرساله رحمة للعالمين فكيف لا يستجيب لأحبائه إذا توسلوا به بعد وجوده عليه الصلاة والسلام وبعثته رحمة للعالمين وإذا كان رحمة للعالمين فكيف لا يتوسل ولا يتشفع به . ومن أنكر التوسل به والتشفع به بعد موته وإن حرمته زالت بموته فقد أعلم الناس ونادى على نفسه أنه أسوأ حالا من اليهود الذين يتوسلون به قبل بروزه إلى الوجود . وإن في قلبه نزغة هي أخبث النزغات .] اهـ

- قال الإمام ابن مفلح الحنبلي في " الفروع " ( 1/ 595 ):[ ويجوز التوسل بصالح وقيل : يستحب . قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزي : إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في دعائه , وجزم به في المستوعب وغيره . ] اهـ

- قال الإمام شمس الدين الرملي في كتابه "حاشية الفتاوى الكبرى" ( 4 / 382 ) ‏‎ بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين , عليهم الصلاة والسلام والأولياء والعلماء والصالحين جائزة , وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم , لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لاتنقطع بعد موتهم , وأما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغائة منهم معجزة لهم , والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار , وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق مجمعون علي أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم والدليل على جوازها أمور ممكنة , لا يلزم من وقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع . ] اهـ

-قال الإمام القسطلاني في "المواهب اللدنية (4/ 593) :[وينبغي للزائر له أن يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثة والتشفع والتوسل به ،فجدير بمن استشفع به ان يشفعه اللّه فيه . قال: وإن الاستغاثة هي طلب الغوث فالمستغيث يطلب من المستغاث به إغاثته ان يحصل له الغوث، فلا فرق بين ان يعبر بلفظ الاستغاثة، أوالتوسل، أو التشفع، أو التوجه لأنهما من الجاه والوجاهة، ومعناهما علو القدر والمنزلة وقد يتوسل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه. قال: ثم إن كلاً من الاستغاثة، والتوسل والتشفع، والتوجه بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واقع في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة]اهـ

- قال الإمام محمد بن أحمد الشربيني الخطيب الشافعي في كتابه [ مغني المحتاج ( 1/ 512 )]:[ ( و ) تسن ( زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم {من زار قبري وجبت له شفاعتي } رواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما .
ومفهومه أنها جائزة لغير زائره ، ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم { من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقا على الله تعالى أن أكون له شفيعا يوم القيامة } رواه ابن السكن في سننه الصحاح المأثورة .
وروى البخاري { من صلى علي عند قبري وكّل الله به ملكا يبلغني وكُفي أمر دنياه وآخرته ، وكنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة } فزيارة قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أفضل القربات ولو لغير حاج ومعتمر ، فقوله ( بعد فراغ الحج ) كما قاله الشافعي والأصحاب ليس المراد اختصاص طلب الزيارة بهذه الحالة فإنها مندوبة مطلقا كما مر بعد حج أو عمرة قبلهما أولا مع نسك ، بل المراد تأكد الزيارة فيها لأمرين : أحدهما : أن الغالب على الحجيج الورود من آفاق بعيدة ، فإذا قربوا من المدينة يقبح تركهم الزيارة ، والثاني لحديث { من حج ولم يزرني فقد جفاني } ، رواه ابن عدي في الكامل وغيره .وهذا يدل على أنه يتأكد للحاج أكثر من غيره ، وحكم المعتمر حكم الحاج في تأكد ذلك وإن لم تشمله عبارة المصنف .
وفي الحديث { لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا } فتسن زيارة بيت المقدس وزيارة الخليل صلى الله عليه وسلم ولا تعلق لهما بالحج ، ويسن لمن قصد المدينة الشريفة لزيارة قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكثر في طريقه من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويزيد فيهما إذا أبصر أشجارها مثلاً ، ويسأل الله تعالى أن ينفعه بهذه الزيارة ويتقبلها منه ، وأن يغتسل قبل دخوله كما تقدم ، ويلبس أنظف وأحسن ثيابه ، فإذا دخل المسجد قصد الروضة ، وهي ما بين القبر والمنبر وصلى تحية المسجد بجنب المنبر ، وشكر الله تعالى بعد فراغهما على هذه النعمة ، ثم يأتي القبر الشريف فيستقبل رأسه ، ويستدبر القبلة ويبعد عنه نحو أربعة أذرع ، ويقف ناظرا إلى أسفل ما يستقبله في مقام الهيبة والإجلال ، فارغ القلب من علائق الدنيا ، ويسلم عليه لخبر { ما من أحد يسلم علي إلا رد الله له علي روحي حتى أرد عليه السلام } رواه أبو داود بإسناد صحيح
وأقل السلام عليه : السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ولا يرفع صوته تأدبا معه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما كان في حياته ، ثم يتأخر إلى صوب يمينه قدر ذراع فيسلم على أبي بكر رضي الله عنه فإن رأسه عند منكب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يتأخر قدر ذراع آخر فيسلم على عمر رضي الله تعالى عنه لما روى البيهقي أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان إذا قدم من سفره دخل المسجد ثم أتى القبر الشريف ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه ، ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجهه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويتوسل به في حق نفسه ، ويستشفع به إلى ربه لما روى الحاكم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم {أنه قال : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي ، فقال الله تعالى : وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه .
قال : يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي ، فرأيت في قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعرفت أنك لم تضف إلى نفسك إلا أحب الخلق إليك ، فقال الله تعالى صدقت يا آدم : إنه لأحب الخلق إلي ، إذ سألتني به فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك } قال الحاكم هذا صحيح الإسناد. ومن أحسن ما يقوله الزائر بعد ذلك :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
روحي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته يوم الحساب إذا ما زلت القدم
ثم يستقبل القبلة ويدعو لنفسه ولمن شاء من المسلمين .] اهـ

-وقال أيضا في كتابه : الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ( 2 / 67 ) :[( تنبيه):يسن دخول البيت والصلاة فيه والشرب من ماء زمزم وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولو لغير حاج ومعتمر، وسن لمن قصد المدينة الشريفة لزيارته أن يكثر في طريقه من الصلاة والسلام عليه، فإذا دخل المسجد قصد الروضة وهي بين قبره ومنبره وصلى تحية المسجد بجانب المنبر، ثم وقف مستدبر القبلة مستقبل رأس القبر الشريف ويبعد عنه نحو أربعة أذرع فارغ القلب من علق الدنيا ويسلم بلا رفع صوت وأقله (السلام عليك يارسول الله)،ثم يتأخر صوب يمينه قدر ذراع فيسلم على أبي بكر، ثم يتأخر قدر ذراع فيسلم على أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه النبيّ ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه، وإذا أراد السفر ودّع المسجد بركعتين وأتى القبر الشريف وأعاد نحو السلام الأول. ]اهـ

- قال الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي في كتابه " سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد "( 13/ 659):[ الباب الأول : في مشروعية التوسل به إلى الله تبارك وتعالى : قال الإمام السبكي
– رحمه الله تعالى – اعلم : أن الاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبجاهه وبركته إلى ربه – تبارك وتعالى – من فعل الأنبياء صلى الله وسلم عليهم – وسير السلف الصالحين واقع في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه , في حياته الدنيوية ومدة البرزخ وعرصات القيامة وذلك مما قام الإجماع عليه وتواترت به الأخبار .]اهـ

- قال الإمام داود بن سليمان النقشبندي البغدادي في كتابه"نحت حديد الباطل وَبَرْدُهُ بأدلة الحق الذابة عن صاحب البردة"(صـ55 ،56) :[والدليل على أن النداء والطلب من الأموات والغائبين ليس بعبادة بل هو مأمورٌ به شرعاً :آياتٌ وأحاديث وآثار ، وأقوال العلماء الكبار من الأئمة الأربعة الأخيار كما ستحيط به علماً ، ولكن لا تعجل ، بل تصَبَّر وتبصَّر ، واستوعب الأدلة التي تقرأ وتُقرر ، وأنصف ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.]اهـ

- قال الإمام العلامة أحمد بن زيني دحلان في كتابه " الدرر السنية في الرد على الوهابية " ( 45-48) :[والحاصل أن مذهب أهل السنة والجماعة صحة التوسل وجوازه بالنبي صلى الله عليه وآله سلم في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين , وكذا بالأولياء والصالحين . لأنا معاشر أهل السنة لا نعتقد تأثيرا ولا خلقا ولا إيجادا ولا إعداما ولا نفعنا ولا ضرا إلا لله وحده لا شريك له ولا نعتقد تأثيرا ولا نفعا ولا ضرا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا لغيره من الأحياء والأموات , فلا فرق بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين , وكذا بالأولياء والصالحين لا فرق بين كونهم أحياء وأمواتا , لأنهم لا يخلقون شيئا وليس لهم تأثير في شيء وإنما يتبرك بهم لكونهم أحباء الله تعالى .وأما الخلق والإيجاد والإعدام والنفع والضر فإنه لله وحده لا شريك له ،وأما الذين يفرقون بين الأحياء والأموات فإنهم بذلك الفرق يتوهم منهم أنهم يعتقدون التأثير للأحياء دون الأموات . ونحن نقول(الله خالق كل شيء ( والله خلقكم وما تعملون) فهؤلاء المجوزون التوسل بالأحياء دون الأموات , هم المعتقدون تأثير غير الله وهم الذين دخل الشرك في توحيدهم لكونهم اعتقدوا تأثير الأحياء دون الأموات فكيف يدعون أنهم محافظون على التوحيد وينسبون غيرهم إلى الإشراك ؟( سبحانك هذا بهتان عظيم) فالتوسل والتشفع والاستغاثة كلها بمعنى واحد وليس لها في قلوب المؤمنين معنى إلا التبرك بذكر أحباء الله تعالى لما ثبت أن الله يرحم العباد بسببهم , سواء كانوا أحياء أو أمواتا , فالمؤثر والموجد حقيقة هو الله تعالى , وذكر هؤلاء الأخيار سبب عادي في ذلك التأثير , وذلك مثل الكسب العادي فإته لا تأثير له .]اهـ

- قال العلامة جميل صدقي الزهاوي في كتابه "الفجر الصادق في الرد على منكري التوسل والكرامات والخوارق"(صـ 54) : [وقد جوز أجلة العلماء الاستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ]اهـ
- وقال في ذات الكتاب (صـ60) ما نصه :[ومعظم الأمة أجمعوا على جواز التوسل به صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبغيره من الصحابة والصالحين ،فقد صدر من كثير من الصحابة والعلماء من السلف والخلف واجتماع أكثرهم على الحرام أو الإشراك لا يجوز لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الصحيح وقيل المتواتر (لا تجتمع أمتي على ضلالة) ولقوله تعالى(كنتم خير أمة أخرجت للناس) فكيف تجتمع كلها أو أكثرها على ضلالة]اهـ.

- قال الإمام إبراهيم المنصوري الشهير بالسمنودي في كتابه " سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية " ( 1 / 268 ) والحاصل أن مذهب أهل السنة والجماعة صحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الأنبياء والملائكة والمرسلين صلوات الله تعالى عليهم أجمعين وكذا بالأولياء والشهداء والصالحين أحياءا وميتين كما دلت عليه النصوص السابقة ودرج عليه السلف والخلف من المسلمين قبل ظهور المبتدعين المنكرين لأنا معشر أهل السنة لا نعتقد لأثيراً ولا خلقاً ولا إيجاداً ولا إعداماً ولا نفعاً ولا ضراً إلا لله تعالى وحده لا شريك له . ]اهـ

- قال الإمام العلامة الفقيه المحدث محمد عابد السندي الأنصاري في كتابه "التوسل وأحكامه وأنواعه (صـ 30)":[فلا يخفى أن قول القائل أغثني يارسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،ما أراه مستنكراً ولا مستقبحاً]اهـ

- قال الإمام العلامة محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق في تقديمه لكتاب " شفاء السقام ": [ ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية .
غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى ( بشفاء السقام في زيارة خير الأنام ) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود , آتيا على ما قاله ابن تيمية في ذلك الكتاب وغيره مقوضا لبنيانه مزعزعا لأركانه ماحيا لآثاره ما حقا لأباطيله مظهرا لفساده مبينا لعناده فاكتفينا بطبعه ونشره بين المسلمين ليطلعوا عليه ويعلموا سوء المقاصد وباطل العقائد فيسلكوا سبيل الرشاد والسداد ويعرضوا عن طرق الغي والعناد , ويضربوا بما قاله ابن تيمية وأمثاله عرض الحائط , والله من ورائهم محيط .
وقد ألحقنا بكتاب السبكي رسالة للعلامة الحموي وأخرى للعلامة السجاعي وفتوى للعلامة الشوبري وجميعها تتضمن الرد على أمثال ابن تيمية ممن أنكروا الوسائط مع أنها ليست إلا أسبابا ارتبط بها مسبباتها بحكم سنة الله في خلقه والتأثير والخلق والإيجاد لله وحده ألا له الخلق والأمر .
وقد تقرر عقلا ونقلا أن توقف الممكنات بعضها على بعض لنقص في الممكنات لا لعجز في الفاعل جل شأنه وهذا مما كاد أن يكون بديهيا وكما جاز أن يتوسط حي في قضاء مصلحة حي والفعل لله وحده يجوز أن تتوسط روح ميت في قضاء مصلحة حي أو ميت والفعل لله وحده والأرواح باقية على الحياة وأفعالها في عالم الملك انما تظهر بواسطة البدن مادام حيا بالحياة الحيوانية فإذا مات وفقد الحياة الحيوانية بقيت نفسه وروحه على حياتها الملكوتية وتعلقت بجسمه تعلقا آخر على وجه آخر يعلمه الله تعالى كما دل عليه نعيم القبر وعذابه .
فإذا كان الفعل في الواقع ونفس الأمر انما هو للنفس والروح والجسم آلة يظهر به الفعل والروح باقية خالدة ففعلها باق وتصرفها في أفعالها لا يتغير إلا بعدم ظهور الأفعال بواسطة البدن فلا مانع عقلا أن يكون بعض أرواح الأولياء والصالحين بعد موت الأجساد سببا بدعائها وتوجهها إلى الله تعالى في قضاء حوائج بعض الزائرين لهم المتوسلين بهم بدون أن يكون لها مدخل في التأثير وأي فرق بين التوسط بالأحياء في قضاء الحوائج مع اعتقاد أن لا فاعل إلا الله وبين توسط أرواح الأموات مع اعتقاد ذلك .] اهـ

- قال فضيلة الإمام العلامة يوسف الدجوي عضو هيئة كبار العلماء في تقريظه لرسالة " المقالات الوفية في الرد على الوهابية وإني لا أدري كيف يكفرون من يقول أن الله خالق كل شيء , وبيده ملكوت كل شيء , وإليه يرجع الأمر كله , والمتوسل ناطـق بهذا في توسله , فإن المتوسل إلى الله بأحد أصفيائه قائل لا فاعل إلا الله , ولم ينسب إلى من توسل به فعلا ولا خلقا , وإنما أثبت له القربة والمنزلة عند الله تعالى . ]اهـ

- قال فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي مفتي الديار المصرية الأسبق في رسالته في حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والحاصل أن القول بمنع التوسل بذوات الأنبياء والأولياء بعد ما ثبت التوسع في التوسل بالأنواع السابقة مما لا وجه له.] اهـ

- قال الإمام العلامة المحدث الفقيه سلامة القضَاعي العِزَامي الشافعي في كتابه"البراهين الساطعة في رد بعض البدع الشائعة"(صـ390 ،391) :([فاعلم أن التوسل بسيد المرسلين وسائر النبيين والصالحين عبهم جميعاً الصلاة والسلام والاستغاثة بهم على النحو الذي عليه الأمة من اعتقاد أنهم عباد مكرمون مقبولوا الشفاعة عند الله بفضله هو مما أجمعت عليه الأمة قبل ظهور هذا المبتدع -يقصد ابن تيمية- ومن افتتن به ، ودل عليه الكتاب ونطقت به صحاح السنة ونص العلماء على أنه من سنن الدعاء ، ولم يتوقف في جوازه ولا في سنيته أحد من أهل العلم من عهد الصحابة رضي الله عنهم حتى جاء ذلك الرجل في القرن الثامن وأصيب بما أصيب به من الهوى -يقصد ابن تيمية- ، وقد صنف العلماء في رد هذه البدع التي ابتكرها ذلك الرجل ما أزالوا به عن وجه الحق غبار تلك الشبه التي نسجها خياله المريض عياذاً بالله عز وجل من ذلك .وجواز هذه الأمور التي جعلها شركاً يكاد يكون من المعلوم من الدين بالضرورة ،فلا فرق يعتد به عند أهل العلم بين حياة المتوسل به في الحياة الدنيا وحياته في الأخرى في البرزخ ويوم القيامة في صحة التوسل به ،والاستغاثة به ،والاستشفاع به ،وطلب الشفاعة منه،وأدلة ذلك في الكتاب والسنة كثيرة جداً ،لا سبيل إلى استيفائها في هذا المختصر ،ولكنا نشير لك منها إلى مايزول به عنك الالتباس والتلبيس إن شاء الله تعلى]اهـ

- قال الإمام محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية بدار الخلافة العثمانية في كتاب " مقالات الكوثري " ( صـ 409 ):[ إني أرى أن أتحدث هنا عن مسألة التوسل التي هي وسيلة دعاتهم إلى رميهم الأمة المحمدية بالإشراك , وكنت لا أحب طرق هذا البحث لكثرة ما أثاروا حوله من جدل عقيم مع ظهور الحجة واستبانة المحجة , وليس قصد أول من أثار هذه الفتنة سوى استباحة أموال المسلمين ليؤسس حكمه بأموالهم على دمائهم باسم أنهم مشركون , وأنـّا يكون للحشوية صدق الدعوة إلى التوحيد ؟! .وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب والسنة والعمل المتوارث والمعقول ." اهـ

وقال في ( صـ 410 ) : " وعلى التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا جرت الأمة طبقة فطبقة . " اهـ

وقال في ( صـ 412 , 413 ) : " وأما من جهة المعقول فإن أمثال الإمام فخر الدين الرازي والعلامة سعد الدين التفتازاني والعلامة السيد الشريف الجرجاني وغيرهم من كبار أئمة أصول الدين يفزع إليهم في حل المشكلات في أصول الديانة قد صرحوا بجواز التوسل بالأنبياء والصالحين أحياءً وأمواتاً . وأي صفيق يستطيع أن يرميهم بعبادة القبور والدعوة إلى الإشراك بالله , وإليهم تفزع الأمة في معرفة الإيمان والكفر , والتوحيد والإشراك والدين الخالص ؟! اهـ

قلت : ومن أراد الاستزادة من تقريرات هؤلاء الأئمة الأعلام في هذه المسألة فعليه بمطالعة :

1- " المطالب العالية " للإمام فخر الدين الرازي في الفصل: العاشر والخامس عشر والثامن عشر من المقالة الثالثة من الكتاب السابع منه .

2- " شرح المقاصد " للعلامة المحقق السعد التفتازاني ( 2 / 32 , 150 ) .

3- أوائل حاشية العلامة السيد الشريف الجرجاني على (المطالع )
 
وقال في ( صـ 428 ) : " وبتلك الأحاديث والآثار يظهر أن من ينكر التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين أحياء وأمواتا ليس عنده أدنى حجة , وأن رمي المسلمين بالإشراك بسبب التوسل ما هو إلا تهور يرجع ضرره إلى الرامي نسأل الله السلامة . ] اهـ

- ورد في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة - قسم العبادات - كتاب الصيام والزكاة والحج - إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - وزارة الأوقاف المصرية - تحت عنوان : زيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (صـ 202 ، 203) :[ولا يرفع صوته ولا يخفضه كثيراً ، ويبلغه سلام من أوصاه ، فيقول السلام عليك يا رسول الله من فلان ابن فلان يستشفع بك إلى ربك فاشفع له ولجميع المسلمين ....ثم يقف عند رأسه الشريف كالأول ،ويقول :اللهم إنك قلت وقولك الحق {وَلَوْ أنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً} وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيك]اهـ مختصراً.

- قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن الجزيري في كتابه " الفقه على المذاهب الأربعة " ( 1 / 632 ، 633 ) : [ويصلي عند منبره ركعتين ويقف بحيث يكون عمود المنبر بحذاء منكبه الأيمن وهو موقفه عليه السلام وهو بين القبر الشريف والمنبر ، ثم يسجد شكرا لله تعالى على ما وفقه ويدعو بما يحب ثم ينهض فيتوجه إلى قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقف عند رأسه الشريف مستقبل القبلة ثم يدنو منه ثلاثة أذرع أو أربعة ولا يدنو أكثر من ذلك ولا يضع يده على جدار التربة ويقف كما يقف في الصلاة ويمثل صورته الكريمة البهية كأنه نائم في لحده عالم به يسمع كلامه ثم يقول : السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته أشهد أنك رسول الله فقد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في أمر الله حتى قبض الله روحك حميدا محمودا فجزاك الله عن صغيرنا وكبيرنا خير الجزاء وصلى عليك أفضل الصلاة وأزكاها وأتم التحية وأنماها اللهم اجعل نبينا يوم القيامة أقرب النبيين واسقنا من كأسه وارزقنا من شفاعته واجعلنا من رفقائه يوم القيامة ، اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بقبر نبينا عليه السلام وارزقنا العود إليه يا ذا الجلال والإكرام ، ولا يرفع صوته ولا يخفضه كثيرا ويبلغه سلام من أوصاه فيقول : السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان يستشفع بك إلى ربك فاشفع له ولجميع المسلمين ... ثم يقف عند رأسه الشريف كالأول ويقول : اللهم انك قلت وقولك الحق {وَلَوْ أنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك متشفعين بنبيك ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، ويدعو بما يحضره من الدعاء ] اهـ مختصرا

- قال الإمام العلامة عبدربه سليمان الشهير بالقليوبي في موسوعته "فيض الوهاب في بيان أهل الحق ومن ضل عن الصواب"(4/139):[كيف لا وقد توسل صلى الله تعالى عليه وسلم بالآدميين الأموات في حديث السيدة فاطمة بنت أسد الذي قال فيه صلى الله تعالى عليه وسلم "اللهم بحقي وحق النبيين من قبلي اغفر لأمي قاطمة بنت أسد"الحديث تقدم قريباً. وقد توسل صلى الله تعالى عليه وسلم بنعم الله تعالى على عباده .ببسم الله والماء والتراب في الحديث المروي عند البخاري حيث قال"بسم ربنا وبريقة بعضنا وتربة أرضنا يشفي ربنا" قال شارحه : توسل صللى الله تعالى عليه وسلم بسم مبدع الكائنات ، وأشار إلى الأصلين اللذين خلق منهما ابن آدم ، الماء والتراب . فماذا تقول بعد ذلك ياذا العقل السليم لهؤلاء المنحرفين المارقين في عقائدهم الزائفة ودعواهم الباطلة.]اهـ

-قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي - رحمه الله - في كتابه :"فقه السيرة النبوية "(صـ 12) : [ فلقد وجدت – مثلا – في هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعمل أصحابه ما أوضح بشكل لا خفاء فيه مشروعية التوسل برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حياً وميتاً , فقررت ذلك بعد أن عرضت بين يديه ما لا يمكن رده من الأدلة والبراهين . ] اهـ

- قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأسبق الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه " الحج المبرور " ( صـ 100 ) : [ ثم يرجع فيقف عند رأس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بين القبر والاسطوانة اليوم – ويستقبل القبلة وليحمد الله عز وجل , وليحمده وليكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يقول : اللهم انك قد قلت وقولك الحق : { وَلَوْ أنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً } اللهم إنا قد سمعنا قولك , وأطعنا أمرك , وقصدنا نبيك مستشفعين به إليك في ذنوبنا وما أثقل ظهورنا من أوزارنا , تائبين من زللنا , معترفين بخطايانا وتقصيرنا , فتب اللهم علينا وشفع نبيك هذا فينا وارفعنا بمنزلته عندك , وحقه عليك , اللهم اغفر للمهاجرين والأنصار , واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان . اللهم لا تجعله آخر العهد من قبر نبيك ومن حرمك يا أرحم الراحمين . ] اهـ

- قال فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الجليل شلبي الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة في كتابه : " فقه العبادات " ( صـ 240 , 241 ) زيارة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قبره من القربات العظيمة , بل أعظم القربات , والرحلة إلى المدينة واجبة على كل مسلم يستطيعها ... وإنما ندعو إلى زيارته بعد موته إجلالا له ومحبة , لأن الله تعالى اصطفاه وفضله على المخلوقين جميعا , وساق لنا الخير على يديه ... فنحن مدينون له بمالا نستطيع تقديره وشكره عليه , والناس في أنحاء العالم يزورون العظماء من موتاهم فنحن أولى أن نزور أعظم المخلوقين , فضلا عن استجابة الدعاء هناك . وقد وردت أحاديث كثيرة تدعو إلى هذه الزيارة ... وهو يطلب من الله تعالى متوسلاً برسوله , فلا شرك في هذا الدعاء وهذا مكان يرجى أن يستجيب الله فيه الدعاء أكثر من غيره . كما أن هذه الزيارة أبعث على الطاعة والإخلاص والاقتداء برسول الله .] اهـ مختصرا 

- قد ورد في كتاب " الفقه على المذاهب الأربعة " – تأليف الشيخ عبد الحفيظ فرغلي ، دكتور عبد الحميد مصطفى ، دكتور حمزة النشرتي – ( 4 / 449 ، 450 ) ‏‎ ... ثم يقول يا رسول الله نحن وفدك وزوار قبرك جئناك من بلاد شاسعة ونواح بعيدة قاصدين قضاء حقك والنظر إلى مآثرك والتيامن بزيارتك والاستشفاع بك إلى ربنا فإن الخطايا قد قصمت ظهورنا والأوزار قد أثقلت كواهلنا وأنت الشافع المشفع ، الموعود بالشفاعة والمقام المحمود ، وقد قال الله تعالى { وَلَوْ أنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً } ، وقد جئناك مستغفرين لذنوبنا فاشفع لنا إلى ربك وربنا واسأله إن يميتنا على سنتك وأن يحشرنا في زمرتك وأن يوردنا حوضك وأن يسقينا كأسك غير مخزيين ولا نادمين – الشفاعة الشفاعة يا رسول الله – يقولها ثلاثا – ثم يقول :ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم .ثم يبلغه سلام من أوصاه بالسلام عليه فيقول : السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان يستشفع بك إلى ربك فاشفع له ولجميع المسلمين .] اهـ

- قال السيد الشريف فضيلة الأستاذ الدكتور محمود السيد صبيح – حفظه الله - في كتابه " أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهل بيته " ( صـ 328 , 329 ) :[3- نفس الغلطة وقع فيها ابن تيمية وأتباعه اعتقدوا أنهم هم الأمة ثم جاء الرعاع والسوقة وظنوا أن ابن تيمية هو الحق المبين بالرغم من تفسيقه وتبديعه من جمهور علماء الأمة في زمانه .
4- هل هناك أحاديث أو آيات فيها نص صريح بتحريم التوسل ؟
5- ترى كم عالما قبل ابن تيمية أنكر التوسل ؟ وأين كتبهم ؟ وكم عالما كفر الإمام أحمد بن حنبل ؟
6- ثم نقول للذين يحاولون التوفيق في الآراء :
قولوا لنا بربكم هل سبق ابن تيمية أحد قال بمنع التوسل أو اعترض على الأئمة في ذلك ؟ وهل من الأمانة العلمية أن تقولوا المسألة فيها قولان – ويكون القول الأول هو المعروف وهو القول الوحيد مئات السنين ثم يأتي القول الثاني في القرن الثامن الهجري – وإذا كانت الأمة سكتت حتى القرن الثامن الهجري أفلا تعدون القول الثاني من الأقوال الشاذة المارقة ؟ ثم هلا ذكرتم – لو كنتم تحت ضغط أتباع ابن تيمية – أن القول الأول قال به كل الأمة والقول الثاني لم يخرج إلا من ابن تيمية ؟ أم تخافون من أتباعه ؟ . اهـ مختصرا

- قال فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق – حفظه الله - في كتابه : " البيان لما يشغل الأذهان " ( صـ 177) وقد اتفقت المذاهب الأربعة على جواز التوسل بالنبي بل استحباب ذلك , وعدم التفريق بين حياته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وانتقاله الشريف ولم يشذ إلا ابن تيميه حيث فرق بين التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , ولا عبرة لشذوذه فندعو الأمة إلى التمسك بما اتفق عليه أئمتها الأعلام .] اهـ

- وقال أيضاً - حفظه الله - في (صـ 184) في ذات الكتاب :[ولكل هذه الأدلة الصريحة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجمع علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها على جواز واستحباب التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، واتفقوا على أن ذلك لا يحرم قطعاً ، وهو ما نراه أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مستحب وأحد صيغ الدعاء إلى الله عز وجل المندوب إليها ، ولا عبرة لمن شذ عن إجماع العلماء كابن تيمية ومن ردد كلامه من بعده ، والله تعالى أعلى وأعلم.]اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق