بحث

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

من يحكم العالم اليوم ؟!



من يحكم العالم اليوم ؟!
من الذي يتخذ القرارات المصيرية للشعوب ؟.
من الذي يتحكم بالاقتصاد العالمي ، والتوجهات السياسية التي تسلكها دول العالم ؟.
أعتقد أن الجواب التلقائي هو : الحكومات الغربية ! الدول الاقتصادية المتقدمة !.
هذه الدول هي التي تحدد مصير البشرية جمعاء 
!.


فتحدد ماتستهلكه الشعوب ، وما تتعلّمه في المدارس والأكاديميات (مناهج غربية "علمانية") ، وتحدد ما هي الصناعات التي وجب على الدول تطويرها وما هي المزروعات المناسبة لها .
وتتدخّل في الشئون والسياسات الداخلية للدول ، فتدعم الانقلابات أو تثير النزعات الطائفية أو العرقية أو غيرها ، أو تقيم الحروب بين الدول ، تحاصر دول اقتصاديا وتدعم أخرى مالياً ، و و و و ... !.
هذه حقائق مكشوفة للجميع ، وقبلنا بها كواقع مسلم به ، لكن هذا ليس موضوعنا الآن.
المشكلة هي أننا نتوصل إلى حقيقة أن "الدول الغربية هي التي تحكم العالم وتحدد مصيره"، ثم نتوقف ونكتفي بهذه الإجابة ، دون التعمّق أكثر والتعرّف على الحقيقة كاملةً.
أما السؤال الذي سوف يطلق العنان لمخيّلتنا ويقرّبنا إلى الحقيقة هو :
من يحكم الدول الغربية ؟!.
من الذي يحدد سياسات ما يسمي نفسه بالعالم الديمقراطي الحرّ ؟!.
من الذي يقوم بتوريط الحكومات الغربية المختلفة بمتاهات سياسية واقتصادية لا يمكن لأي حاكم غربي عاقل أن يقبل بدخولها ؟! كحرب فيتنام مثلاً ، أو الحروب المختلفة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وأفعال كثيرة منافية تماماً لمصالح شعوبهم قبل النظر إلى مصالح الشعوب المعتدى عليها.!
لماذا تبدو أفعال الحكومات الغربية شريرة لهذه الدرجة المخيفة ؟.
من له صالح بهذه الأفعال والسياسات المجرّدة من الأخلاق ؟!.
من يتخذ القرار في الدول العظمى ؟!...
هل هم المسئولين الغربيين الذين نشاهدهم في وسائل الإعلام المختلفة ؟.
الرؤساء ورؤساء الحكومات الذين يقومون بزيارات دبلوماسية هنا وهناك ، و يصرحون بكذا ..
ويقررون كذا وكذا ..
ويحضرون المؤتمرات ويوقعون على المعاهدات ويتخذون القرارات الخطيرة و و و .. ؟.
إن الحقيقة هي أكبر من ذلك بكثير !
إن ما نشاهده ونسمعه في وسائل الإعلام المختلفة هي عبارة عن مسرحيات .
مشاهد تمثيلية مماثلة للأفلام السينمائية ! يتم إخراجها و إدارتها بعناية !.
إن الذين نظن أنهم يمسكون بزمام الأمور في الدول الغربية هم ليسو سوى واجهة !.
هذه الواجهة البرّاقة تخفي خلفها حقيقة مخيفة !
حقيقة فحواها أنه هناك من يحكم في الخفاء ! حكومة سرية تتخذ القرارات وتأمر الذين في الواجهة بتنفيذها !.
إن هؤلاء المساكين الذين في الواجهة ، عملهم هو اتخاذ القرارات التي تتماشى مع الحكومة السرية ومن ثم يدفعون هم ثمنها !
كبش فداء ! عملهم هو تلقي الصفعات من قبل شعوبهم والشعوب الأخرى!
فقط لا غير !.
إن ما نشاهده من صراعات سياسية بين الدول الغربية هي عبارة عن مسرحيات !خدعة!
تعمل على تغطية أمور ومآرب غامضة لا يمكن لأحد في مستوى الشعوب فهمها أو إدراك مقاصدها !
قد تكون سياسية أو اقتصادية .. لا أحد يعلم !.
لكن الحقيقة الوحيدة التي يمكن التوصل إليها بعد مراقبة الأحداث جيداً والتدقيق بمجربات الأمور ، هي أن جميع الدول الغربية تخضع لحكومة أو جماعة واحدة !
عناصرها وأفرادها غير معروفين تماماً ، لكنهم موجودين دون شكّ !.
تحدثت مراجع كثيرة عن هذه المجموعة الغامضة.
من آخر ما نشر هو ما تسرّب من روسيا من معلومات تقول أن الدول الغربية والصناعية المتقدمة يحكمها مجموعة صغيرة من الرأسماليين الذين يبلغ رصيدهم المالي حوالي 300 تريليون دولار !.
وهناك بعض من خبراء المؤامرات الذين يشيرون بأصابعهم إلى عائلة "روتـشايلد" بالإضافة إلى آخرين لا زالوا مجهولين الهوية والعنوان !.
هؤلاء العمالقة الماليين هم الذين يحكمون من خلف الستار . يحكمون بالمال !
بالتريليونات التي يديرون بها مجريات الأمور !.
فهم الذين يسيطرون على جميع الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات ، كشركات النفط واستخراج المعادن الثمينة والأحجار الكريمة ، والشركات الصناعية المختلفة (سيارات ، طائرات ، أدوية ، سلاح) ، ووسائل الإعلام ، والبنوك العملاقة مثل بنك إنجلترا ، والبنك الدولي ، وحتى المخزون المالي الفدرالي !
وغيرها من مرافق مالية مهمة في العالم !.
كل هذه المؤسسات المالية والصناعية المختلفة هي تحت سيطرتهم تماماً !.
ولهم يد طويلة في تحريك مجريات الدول السياسية في سبيل تحريك مؤسساتهم ومصانعهم المختلفة ، لهذا السبب ، فجميع أجهزة الاستخبارات الغربية هي تحت سيطرتهم !.
إن هذا الغرب الحرّ الديمقراطي الذي نراه أمامنا هو ليس حرّ ولا ديمقراطي !.
إنه عبارة عن بلاد تحكمها عائلات رأسمالية رفيعة المستوى !
عدد هذه العائلات لا يتعدى أصابع اليد !
ويحكمون الغرب بحرية تفوق تلك التي تمتع بها ملوك القرون الوسطى !.
لكن بفضل الإعلام القوى وبعض المظاهر الشكلية الجميلة والجذابة التي نشاهدها في الدول الغربية ، نظن أن تلك الحقيقة المرعبة غير موجودة إطلاقاً ! لا أثر لها!
لكن كل ما نراه هو عبارة عن خداع بصري.!
جاءت حكومات وإدارات كثيرة وحكمت وذهبت ، ثم جاءت غيرها وذهبت ، وسيأتي الكثيرون ويذهبون ، لكن هذه المجموعة باقية وسوف تبقى هي وسلالاتها إلى الأزل.!
فمن برأيكم ، هو الحاكم الحقيقي للغرب ؟!.
إن ما نشاهده الآن من أحداث مختلفة حول العالم هي مسرحيات مدروسة بعناية فائقة !
جميعها تبدو أحداث عفوية غير مقصودة .
لكنها مدبرة مسبقاً و يتم تنفيذها بدقة !
ألا يتساءل أحدكم يوماً ، لماذا تنتهي الأحداث دائماً ، مهما كان نوعها ، لصالح هذه المجموعة الرأسمالية الخفية ؟!.
بالرغم من أنه قد يكون المتضرر الرئيسي هو شعوب الدول الغربية و حتى حكوماتها ؟!.
من الذي تسبب بالنكسة الاقتصادية في العشرينات من القرن الماضي ، وأين ذهب المال ؟!.
من الذي استفاد ، بشكل كبير جداً ، بعد الحرب العالمية الثانية ، خاصة في أوروبا المدمرة كلياً والمنهكة اقتصادياً ؟!.
من الذي ابتكر مشروع مارشال ، وما هو القصد منه ؟!.
من تسبب بالحرب العالمية الثانية أساساً ؟!
من استغلّ النظام الديموقراطي النزيه في ألمانيا ودعم رجل مجنون يدعى أدولف هتلر بالمال والإعلام والمؤامرات ، إلى أن استلم السلطة ، وتلاعب بعواطف الجماهير الألمانية ، وحكمهم باستبداد منقطع النظير ، ثم حصل ما حصل ؟!.
(إن النظام الديموقراطي هو أسهل وسيلة لوصول العملاء المعادين لشعوبهم إلى السلطة)!
هذه حقيقة يعرفها كل سياسي في العالم .
ما هو السبب الذي جعل هؤلاء الرأسماليين يستهدفون ألمانيا ؟!.
إن للشعوب حقاً ذاكرة ضعيفة جداً!وقد نجح هؤلاء المنتصرين بتحريف التاريخ لصالحهم،وقمنا بتصديقهم، وسيبقى الحال كذلك إلى نهاية التاريخ،دون كشف الحقيقة !.
عندما شاهدنا كيف كانت طائرات الحلفاء تقصف المدن الألمانية بكثافة ، هناك مدن بكاملها سويت بالأرض (مثل مدينة "درسدن" عاصمة الثقافة والإبداع) ، ربما نتوصل إلى نتيجة فحواها أن ما فعلوه بألمانيا هو أكثر من مجرّد معارك حربية ، إنها مسألة تتجاوز الحرب .
وبدا واضحاً أنها مسألة تدمير وتدمير وتدمير !.
ألمانيا التي شارك علمائها ومفكريها وفنانيها في 90 بالمئة من الحضارة التي نتمتع بها اليوم ! بشكل مباشر أو غير مباشر !.
في بدايات القرن الماضي ، كاد العلماء الألمان ، والإسكاندنافيين والنمساويين ، أن يقلبوا العالم رأساً على عقب نتيجة ما توصلوا إليه من علوم وتكنولوجيات متطوّرة لم نسمع عنها من قبل ، ولن نسمع عنها أبداً .
هذه العلوم تعتمد على مفاهيم علمية مختلفة عن ما هو مألوف.
وقد توصلوا إلى ابتكارات طبية وفيزيائية وكيماوية وغيرها من مجالات ، كادت أن تغير العالم أجمع !.
وهذا التوجه العلمي الجديد ، يعني نهاية الكثير من المؤسسات الاقتصادية العملاقة في العالم !
أهمها النفط ! والذهب ! والأدوية التقليدية ! وحتى الأسلحة ! وغيرها .
وهذا يعني بالتالي تدمير طبقة الصفوة الرأسمالية التي بنت هذه الشبكة الاقتصادية العملاقة عبر سنين طويلة ومؤامرات كثيرة ، ولا يرغبون في رؤية نهايتها على يد مجموعة من المبدعين الذين وجدوا حلولاً للكثير من المسائل العالمية الشائكة !..
إن للشعوب ذاكرة ضعيفة ..!.
إنهم ينسون الحقائق التاريخية الواقعية مهما كانت قريبة ، ويفضلون التاريخ الذي يفرض عليهم إعلامياً وثقافياً ومن مصادر معلومات أخرى قابلة للتحريف وللتزوير .
إن كل الروايات التي صرحوا بها عن الهجوم الياباني على بيرل هاربور كانت ملفقة !.
إذا عدنا إلى تلك الأيام الماضية سوف نجد الكثير من المغالطات والأمور المكشوفة كعين الشمس !
بالإضافة إلى التسريبات والفضائح التي تشير إلى أن الذي قام بالهجوم هم الأمريكان !.
وكانت القنابل الذرية مصنّعة وجاهزة قبل الهجوم الياباني بكثير ! بعكس ما ينشرونه من روايات !.
وقد وقع الاختيار على اليابان لجعلها ساحة تجارب لتلك القنابل الذرية !
كانت عملية تفجير القنبلة الذرية ضرورة سياسية وليس استراتيجية حربية ، ذلك لكي تصبح الولايات المتحدة (المحكومة من قبل رجال الظلام) البعبع العالمي الجديد !.
فوقع الاختيار على اليابان !.
إن من يقول أن اليابان تقدمت وتطوّرت بعد الحرب هو واهم تماماً !
فاليابان كانت أكثر تطوّراً وتقدماً قبل الحرب من ما أصبحت عليه بعدها !
لكنها أصبحت بعد الحرب عبارة عن ورشة صناعية متقدمة تابعة تماماً لرجال المال الغربيين ، وليس رجال المال اليابانيين !.
إن المخططين الاستراتيجيين هم ليسو سوى مخرجين مسرحيين !
يبتكرون أحداث وهمية ، ويختارون الممثلين المناسبين ، فيسببون بمجزرة بين شعوبهم المسكينة ، فتتحرّك أجهزة الإعلان (المسيطر عليها تماماً) وتعمل على تضخيم تلك الحادثة إلى درجة تثير الرأي العام المحلي والعالمي الميال دائماً للسلام ، ثم يقوم الممثلون (الرؤساء والحكومات وأصحاب القرار) باتخاذ الأدوار المخصصة لهم ، تتمثّل بالتدابير اللازمة !
وتمثيليات أخرى تتناسب مع الحدث ! فيسود جو الحرب وتستنفر الشعوب !.
أليس هذا ما حصل في الحادي عشر من أيلول ؟!.
من المستفيد من كل هذه المعمعة العالمية التي طالت دول العالم البعيدة و القريبة على السواء ؟!.
إن رجال الصفوة الرأسمالية لا يأبهون الحروب التي قد تنشأ نتيجة مؤامراتهم وأفعالهم المباشرة ، ولا يخافون منها ولا من نتائجها الخطيرة ، مهما كانت درجة شراستها وشدتها ، نووية جرثومية بايولوجية ، وغيرها !.
ليس لأنهم شجعان ومقدامين ، بل لأنهم يملكون عقارات في المدن التي تم إنشائها تحت الأرض ، على عمق مئات الأمتار !.
مدن بكاملها تم بناؤها من أجل طبقة الصفوة ، الآلهة الجدد ، وعائلاتهم ورعاياهم وأتباعهم الذين يعملون على خدمتهم !.
مدن فيها ملاعب غولف ! ومنتزهات ! وناطحات سحاب مؤلفة من 60 إلى 80 طابق ! بحيرات اصطناعية ! مجهزة بكل وسائل الترفيه !
كل ذلك من أجل النخبة ! الآلهة الجدد في النظام العالمي الجديد !.
لهذا السبب ، فهم لا يأبهون الحروب القذرة التي قد تنشأ بسببهم ! لأنهم بعيدون جداً عن أن تطالهم أهوالها ومآسيها !.
إنهم لا يأبهون بزوال طبقة الأوزون التي سببتها مصانعهم.!
لأن نتائج هذه الكارثة الطبيعية لن تطالهم في عالمهم الأرضي الرغيد !.
إنهم لا يأبهون انتشار الفيروسات والجراثيم التي صنعتها مختبراتهم السرية !
من أجل تسويق الأدوية والعلاجات المناسبة لها !.
إنهم لا يأبهون بأي كارثة طبيعية قد تنتج على سطح الأرض !
لأنهم محصنون !. إنهم لا يحتاجون للهواء و لا أشعة الشمس ولا الماء !.
كل الأساسيات موجودة في الأسفل،في الفردوس الصناعي !
قاموا بإيجاد مصادر بديلة لكل هذه الأساسيات ، مستعينين بالتكنولوجيات المتقدمة التي أخفوها عن الشعوب.!
وبالحديث عن التكنولوجيا ، وجب علينا معرفة حقيقة مهمة جداً .
إن أكبر الجامعات العالمية وأشهرها تخضع لسيطرتهم المباشرة!
وهم الذين يقررون ما يجب تدريسه وما يجب إخفائه وطمسه !
وبما أن المناهج المدرسية والأكاديمية المختلفة حول العالم تنظر إلى المؤسسات العلمية الغربية على أنها المصدر الرسمي الرئيسي للعلوم والتكنولوجيات المعترف بها حول العالم ، فيتبع هذا العالم كل ما تقرّه تلك المؤسسات الرسمية من مناهج وعلوم محددة ، وتسير جميع المؤسسات التعليمية العالمية وفق ذلك المذهب المنهجي ، تلقائياً.!
إن مناهجنا التعليمية هي عبارة عن مناهج مفروضة علينا قسراً !
ليس بقوة السلاح أو أي تهديد أخر ، بل بحقيقة أننا لا نملك مختبرات ولا جمعيات علمية ولا مذاهب فلسفية خاصة بنا !.
إننا نتلقى كل ما يخرج من الغرب بشكل أعمى ، ولا نعلم بتلك الصراعات التي حدثت بين المفكرين والعلماء المختلفين في وجهات النظر والتوجّه والرؤيا ، إن ما نجلبه من الغرب هو أفكار الجهة العلمية المنتصرة!
وقد لا تكون هذه الأفكار قد انتصرت بسبب مصداقيتها وقربها من الواقع !
بل تكون قد انتصرت نتيجة مؤامرات واغتيالات وعمليات طمس وتزوير وغيرها من أعمال قذرة أدّت إلى خسارة جهة علمية معيّنة وانتصار جهة علمية أخرى !.
وإذا أمعنا النظر جيداً ، سوف نكتشف بأن الجهة العلمية المنتصرة تتوافق دائماً مع القوى الاقتصادية والمؤسسات الصناعية السائدة !!.
لماذا ؟!.
أما العلوم التي قمعت وأخفيت عن الأكاديميات والجامعات ، فتذهب إلى المختبرات السرية وتخضع للبحوث المختلفة !.
)إن كل ما ذكرناه عن التكنولوجيات السرية الاستراتيجية هي خاضعة لسيطرتهم المباشرة ! إن أجهزة الاستخبارات خاضعة لسيطرتهم وليس لسيطرة الحكومات! هناك الكثير من مسئولين في تلك الحكومات الذين لا يعرفون عن التكنولوجيات السرية إطلاقاً.)!
هذه الصفوة الرأسمالية ، الرفيعة المستوى ، محاطة بمجموعة من الأطباء والفيزيائيين وغيرهم من العلماء الذين يقومون بخدمتهم اعتماداً على التكنولوجيات المتطوّرة .
هؤلاء العلماء الذين يتم اختيارهم بعناية ، ومن ثم إدخالهم إلى عالم الصفوة ، ويتم إطلاعهم على العلوم السرية المتقدمة التي أخفيت عن الشعوب !
لكن بعد أن يقسمون بحفظ السرّ .. وإلا ..!
كل هذا من أجل خدمتهم وخدمة مصالحهم ومآربهم الشريرة ! وليس خدمة البشرية !.
إن أخطر ما تلاعبوا به في المناهج العلمية هو المفاهيم التي تخص العقل الإنساني !.
إن النظريات المنهجية التي تقوم على تفسير ظاهرة العقل لازالت بدائية !
إنها لازالت تعتمد على نظريات تعود إلى مئات السنين ، مثل نظرية ديكارت التي تفصل علاقة العقل بالجسد مثلاً.
هذه النظرة البدائية لمفهوم العقل لازالت راسخة في عقول رجال العلم العصريين.!
ولا أحد يحاول النظر في مدى اختلاف هذه المفاهيم عن الواقع الحقيقي !
ومن يجرؤ على ذلك ؟!.
سوف يطرد من المجتمع العلمي في الحال ! ويتهم بالهرطقة العلمية وغيرها من مصطلحات ابتكرتها البيروقراطية العلمية الحمقاء لاتهام الخارجين عن منهجهم التقليدي.!
لكن في الواقع ، أصبحنا نشهد ثورة كبيرة في المفاهيم العلمية التي لم يستطيع رجال الصفوة ضبطها وإخمادها.!
ثورة علمية تتجسّد يوماً بعد يوم ، علوم متطوّرة تعتمد على مفاهيم حديثة تتناول العقل والوعي وحقل الطاقة الإنساني وغيرها من علوم نسميها باراسيكولوجية.!
وهذا ما حاول رجال الصفوة إخمادها منذ زمن بعيد ! إن هذه العلوم ترعبهم كثيراً ! تقلق مضاجعهم كما يقلقهم الموت المحتّم ! وهذا جعلهم يدفعون الكثير ويضحون بالكثير في سبيل ضبط انتشار هذه التكنولوجيات التي تشكل خطراً محدقاً عليهم وعلى عائلاتهم و أتباعهم.!
لأنهم يعلمون جيداً بأنه لا يمكنهم الهروب أو الخلاص من الطاقات العقلية الموجّهة !
هذه الطاقات التي يمكن أن تطالهم وتؤذيهم أينما كانوا!
حتى لو احتموا في جناتهم الاصطناعية القابعة على عمق مئات الأمتار تحت الأرض !.
دعونا نتصوّر هذا العالم الخالي من هذه الطبقة المالية الرفيعة .
دعونا نتخيّل أن الإدارة الأمريكية ، التي تدعي بأنها تريد نشر الخير والسلام في العالم ، قامت بسلسلة من المداهمات البوليسية حول العالم (كما تفعل اليوم بالمتطرفين الاصطناعيين) ، وألقت القبض على أعضاء الطبقة الرأسمالية الرفيعة (أصحاب الترليونات) ، وقامت بوضعهم في معتقل غوانتانامو ، ومن ثم قامت بالتحقيق معهم بالطريقة المتوحشة التي يتبعونها مع المعتقلين الحاليين ، وأطلع المحققين بعدها على أسرارهم المختلفة.
كيف برأيكم يصبح شكل العالم بعد ذلك العمل النبيل ؟.
أعتقد أن غيابهم سوف يؤدي إلى حالات كثيرة أهمها:
زوال الأوبئة والأمراض المستعصية المنتشرة بين الشعوب المسكينة .
ليس فقط بسبب تخفيض أسعار العلاجات والأدوية التي كان يتحكم بها الرأسماليين الأشرار ، بل بسبب زوال عمليات الحقن والضخ المستمر للفيروسات الاصطناعية التي تتم بسرية تامة !.
بالإضافة إلى ظهور علوم وتكنولوجيات حديثة كانت سرية ، تعمل على إزالة الأمراض والعلل البشرية من القواميس الطبية !.
ترمم طبقة الأوزون وتعود إلى وظيفتها المهمة من جديد !
تتوقف عمليات القطع العشوائي لأشجار الغابات (بسب ظهور مواد رخيصة تستعيض عن مادة الخشب وتفوقها في الجودة ، لكنها مقموعة ومحجوبة عن الشعوب) ، و تستعيد بعدها الغابات عافيتها من جديد ، وتتوقف المصانع العملاقة التي تبث سمومها إلى السماء ، وسوف تعتبر خارجة عن القانون بسبب اعتمادها على تكنولوجيات بدائية يمكن استعاضتها بأخرى متطوّرة كانت سرية !.
سوف يعتبر استخدام الطاقة المعتمدة على وقود النفط والبترول عملية خارجة عن القانون ! ويحاسب مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة بشدة !.
ذلك بعد انتشار مصادر الطاقة التي كانت سرية ، والتي تعتمد على وقود نظيف مئة بالمئة !.
سوف تتوقف الحروب وتزال أسبابها وستستبدل الحكومات الخيارات الحربية بخيار المفاوضات والحلول السلمية .
خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المسبب الرئيسي للحروب هو مجموعة من المشعوذين الاستراتيجيين الذين ألقي القبض عليهم وهم في غوانتانامو الآن ، يخضعون للفلقة واللكمات من قبل السجانين الأبطال!
ظهور مركبات تسير فوق الأرض دون عجلات ! تعتمد على تكنولوجيا الترددات الانسجامية التي تم قمعها منذ القرن التاسع عشر !. فتصبح السيارات المألوفة في يومنا هذا ، وسائل بدائية خارجة عن القانون ! مضرة بالبيئة ! ويجب إقصائها عن الطرقات والأماكن العامة !.
انقلاب تام في المناهج التعليمية !.
كل المواضيع البدائية التي كانت تنهل منها الأجيال اليافعة البريئة سوف تستبدل بمناهج أكثر إنسانية وروحانية ووجدانية !
وسوف ينظرون إلى الوجود بنظرة مختلفة تماماً عن ما جعلونا نراه في السابق !.
تغيرات كثيرة لا يمكن حسرها في سطور قليلة ، والأرض سوف تبدو مختلفة عن ما نراها الآن .
هذا أمراً مؤكداً .
لكن يا للحسرة والأسف الشديد ، يبدو أن هذا الواقع الخيالي الممكن نظرياً ، هو بعيد المنال !...
بعيد جداً جداً !.
رسالة قصيرة من مواطن غربي إلى طبقة الصفوة (أخذت من كتاب بعنوان "تكست" للكاتب : و. س . فيتش.

(هل أنت سعيد ؟... مكتفي ...؟ ممتلئ بأطيب المأكولات وأثمن ما يمكن شرائه بالمال والذهب ؟...
تركب سيارتك الفاخرة المضادة للرصاص .... وتتوجه نحو النفق الأرضي المؤدي إلى ملعب الجولف .. الواقع تحت الأرض ... ؟
ربما تلمح في الطريق ، خلال مرورك في إحدى الشوارع ، أحد المغفلين الفقراء ... المعدمين .. يعرج ويترنّح في الشارع باحثاً عن الطعام في مكبّات النفايات ... وحاويات الزبالة ... ليأكل ..
وأوّل ما يخطر في بالك هو :
"وجب علينا الإقرار بمشروع استخباراتي سري .. مهمته هي تسميم جميع حاويات الزبالة حتى نتخلّص من هؤلاء المتسكعين المقززين ... إن منظرهم ليس محبباً " ....
أليس كذلك .. ؟
لكن الذي لا تلاحظه هو تلك اللمعة المتلألئة في عيون ذلك الرجل الفقير البائس ... ذو الثياب الممزقة البالية ...
وبينما تمرّ مسرعاً ... ويلحق بك موكب من المرافقة الأمنية ... وجب عليك معرفة شيئاً مهماً عن هذا المخلوق البائس .. هذا الأفكح .. الذي لا يفقه القراءة والكتابة .. الذي لا مأوى له .. ويبحث عن طعامه في الزبالة ........
هذا الرجل يا سيدي يستطيع مغادرة هذه الدنيا .. البوابة الذهبية في السماء سوف تكون مفتوحة له بمصراعيها ..... لكنها لن تفتح بوجهك .... أبداً ..
سوف لن تغادر هذه الدنيا أبداً .. سوف تتوالى العصور ثم العصور وعصور ... امتداد زمني لا حدود له ... حتى أن الكمبيوتر الخارق الذي يخصك .. قد ينفجر نتيجة هذه العملية الحسابية الطويلة .. ولم يتوصل إلى رقم زمني يحدد بقائك ....... وسوف تبقى على أية حال ...
هل أنت سعيد في الحفرة التي صنعتها لنفسك في الأرض ؟ ...تتواصل مع العالم من فوقك عن طريق مستقبلات الأقمار الصناعية ؟ ...
ربما أنت تعلم بأن هذه الأجهزة قد تصبح قديمة بعد مرور عدة تريليونات من السنين ...
لكن لا تقلق .. سوف تعتاد على الأمر ...
رغم الوحدة التي ستعاني منها خلال بقائك في هذه الدنيا كل تلك المدة .. كن صبوراً ..
يجب على هذه الفترة الزمنية أن لا تحبط من عزيمتك ..
لقد فقدت المفتاح ... وراحت عليك ... فاتك القطار ... إن كل الذهب في هذا الكون العظيم لا يمكنه شراء هذا المفتاح ...
لقد ضاع منك للأبد ...
أما ذلك الفقير البائس .. المتسكّع في الشوارع .. فهو يملك المفتاح ..... وقد يبيعه لك مقابل شطيرة هامبرغر ... لكنه لا يعلم أساساً بأنه يملكه ...
هذا المفتاح هو ليس شيئاً ملموساً .. لا يمكن إيجاده في جيبه ... علماؤك العباقرة الذين يسهرون على خدمتك لا يستطيعون نزع هذا المفتاح من دماغه ... ولا خلعه من جسده ..
إنه لا يستطيع حتى كتابة كلمة "مفتاح" ... لأنه جاهل وبائس ...رباه ... كم هي الحياة ظالمة ... لقد عملت جاهداً لتشق طريقك إلى القمة .. ثم اكتشفت أنك قد شققت طريقك إلى الأسفل ... إلى القاع ..... هذا ليس ذنبك .. فأنت لم تتعلّم هذه الأمور خلال وجودك في المدارس الخاصة بالنخبة .. والجامعات التابعة للرابطة العاجية ..
وعندما انتسبت للنظام .. قالوا لك أن المعرفة والعلم هما القوّة .. والإنسان الذي لا ينمّي ذكائه ويستخدمه لجمع المال هو شخص غبي ومغفّل ...فكيف لك أن تتعلّم الحقيقة ؟...
الملل هو الجحيم .. أليس كذلك ؟..أرجو أن تمضي وقتاً أزلياً ممتعاً في هذه الدنيا ....
حلال عليك .. مسامح بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق