بحث

الأربعاء، 30 أبريل 2014

من أثار الاختراق الماسودجالي للأزهر الشريف







قلت وبالله التوفيق :

بعد قرائتك لما سبق لا تعجب أخي القاريء بعد ذلك مما تراه يحدث الآن في الأزهر جامع كان أو جامعة فهذه هي نواتج تلك التربية والمناهج التي تدرس في الأزهر .

إنهم يدرسونهم في الأزهر فقه الخوارج من تنقص مولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الطعن في صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم .

فلا أدري لما يعلمونهم أن محبة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابد وأن تقصر عن محبة من سواه .

يعني أنهم يرسخون لقطع الروابط والأواصر بين أبناء الأمة ونبيها ويقصرونها على مجرد الاتباع من المستفيد ياترى من وراء ذلك ؟!!

أما الحب الذي هو تعلق القلب بالمحبوب على وجه الاستئناس بقربه والاستيحاش من بعده فهو ما لا سبيل إليه في فقه الخوارج.

والمرء لايدري أيحزن على ما وصل إليه الأزهر أم يحزن على الضائعين في غياهب تلك التخرصات أم يحزن على المستقبل القاتم الذي ينتظر من يجلس ذات يوم تحت منبر يعتليه من يفرغ في قلبه وعقله تلك الخبالات ، أم يحزن المرء على أمة جل هم القائمين على أمر دينها الآن الوقيعة والتنقص للمقام الشريف المنيف المكرم رغم أنف الخائبين والمائعين والمتنطعين .

فوالله القلب لا يتسع لمزيد حزن أويتسع لجديد هم، فرحماك يارب رحماك .

يارب أسألك وأضرع إليك بحق حبيبك ومصطفاك ألا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .

وعلى الرغم من أن السنة الصحيحة تكشف زيف تلك التخرصات ، وعلى الرغم من أن هذا الفهم المعوج السقيم يتعارض كل التعارض مع الفطرة السليمة ؛ إلا أن خسة الطباع وغباوة الفهم تأبى على الخوارج إلا ذلك .

روى الإمام البخاري :[ أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله.]اهـ

فماذا يقول المتزيدون الآن على فهم وتقرير سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟!!

فها هو صلوات ربي وسلامه عليه يشهد لشارب للخمر بأنه يحب الله ورسوله !!!!

فهل كان هذا المحب في شربه للخمر متبعاً ؟!!!

إن قلتم نعم أيها الخوارج فقد كفرتم كفراً بواحاً على ماقرره أئمة الملة في خصائصه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وإن قلتم لا ووافقتم حضرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد أثبتم أن فهمكم للنصوص فهم فاسد ، وأن قصركم المحبة على الاتباع لهو عين الخطأ ، وما لكم بعدها إلا التوبة بعد الاعتراف والإقرار بالذنب .

وإلم تقولوا بهذا أو ذاك وبقيتم على قولكم بقصر المحبة على الاتباع فقد ناديتم بأنكم ومعاذ الله من ذلك أفهم منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأمور الشريعة .

وبذا فقد ناديتم على أنفسكم بلسان الحال بأنكم خوارج فما لكم من شبيه في فعلتكم هذه إلا ذو الخويصرة لما شابه فعلكم فعله حينما قال من فرط شقاوته [إعدل]
   
روى الإمام البخاري في صحيحه قال :[حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآنَ يَا عُمَرُ.]اهـ

فوفقاً لفهمكم الفاسد من قصر المحبة على مجرد الاتباع وأنها ليست المحبة الطبيعية تكونون قد تنقصتم ولمزتم من طرف خفي سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه .

لأنه وفقاً لفهمكم الفاسد المعوج السقيم يكون الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لم يكن من أهل الاتباع حتى تلك اللحظة !!!!

يعني إنتوا عاوزين تؤلوا كده بس معندكمش الجرأة للإعلان فاستعضتم عنها باللف والدوران !!!!!

وبذا تؤكدون بأنكم خوارج ؛ لأنه من أخص خصائص الخوارج التطاول على الصحب الكرام – رضي الله عنهم وأرضاهم - سواء بالتكفير أو بالطعن والسب واللمز.

وها أنتم بفهمكم الفاسد تسبون الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه ونزهه عن ذلك .

والسب لا يقتصر على ما يتبادر لذهن القاريء من ألفاظ متعارف عليها ، ولكن من يتنقص ويطعن في إيمان الفاروق رضي الله عنه وأرضاه ما هو التوصيف لفعله هذا ؟!!!!!

ولما نعلمه قطعاً من كمال اتباع الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه يتقرر بيقين أن مسألة المحبة التي أشار إليها سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليست على ما فهمه الخوارج .

فانظر أخي القاريء إلى أين يصل فقه الخوارج بالإنسان!!!!

في الحديث المتفق عليه :[قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ، وَلَمَّا يلْحَقْ بِهِمْ قَالَ: الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ]اهـ

روى الإمام مسلم في صحيحه : [جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى الساعة قال وما أعددت للساعة قال حب الله ورسوله قال فإنك مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنك مع من أحببت قال أنس فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.]اهـ

روى الإمام أحمد في مسنده : [عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنْ كَانَ يُعْجِبُنَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يَجِيءُ فَيَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ فَقَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَنَا فَقَالَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ قَالَ فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحَهُمْ بِذَلِكَ وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ.]اهـ

وما رواه أيضاً أبو داود في سننه : [عن أنس بن مالك قال رأيت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرحوا بشىء لم أرهم فرحوا بشىء أشد منه قال رجل يا رسول الله الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « المرء مع من أحب ».]اهـ

مارواه الترمذي وقال حديث صحيح : [جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله متى قيام الساعة ؟ فقام النبي صلى الله عليه و سلم إلى الصلاة فلما قضى صلاته قال أين السائل عن قيام الساعة ؟ فقال الرجل أنا يا رسول الله قال ما أعددت لها ؟ قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم إلا أني أحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا.]اهـ

ومارواه الترمذي أيضاً وقال حديث حسن صحيح : [قال : جاء أعرابي جهوري الصوت قال يا محمد الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم المرء مع من أحب.]اهـ

قلت وبالله التوفيق :

فها هو الاتباع يقصر بالمرء عن بلوغ مقامات لا يوصله إليها إلا المحبة .

فعذراً سيدي رسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وسلم فليس بعد قولكم قول ولكنها زفرة إنسان أراد قوم أن يقطعوا عنه وعن غيره سبيل النجاة بقصرهم الإيمان على مجرد الاتباع ، فأقول لهم : فها هم الصحب الكرام رضوان الله عليهم يعلمون أن مجرد الاتباع ليس هو مقصود الإيمان وأنه لا يكفي بذاته ، فطمأنهم حبيبهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن كمال ذلك في محبتهم له وتعلقهم به صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وبفهمكم المنكوس تكونون قد أشرتم إلى أن في إيمان الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم نقص وأنهم ليسوا من أهل الاتباع.

وبذا تدللون أيضاً على أنكم خوارج ؛ لأنه من أخص خصائص الخوارج التطاول على الصحب الكرام – رضي الله عنهم وأرضاهم - سواء بالتكفير أو بالطعن والسب واللمز.

والعجب كل العجب لا من كلام الخوارج بل من أن نجد هذا الكلام تعلو عقيرته بين جنبات الأزهر الشريف !!!!!

فرحمة الله على الرجال !!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق