بحث

الجمعة، 21 فبراير 2014

العمق التاريخي لمسألة استخدام الماء لقتل أهل مصر

عندما توقف النيل عن الزيادة في أيام الحاكم العبيدي ، وقيل له إن هذا من فعل الأحباش الذين غيروا مجرى النيل ، أمر بطرك النصارى أن يتوجه إلى الحبشة ، فذهب وعرض على النجاشي ما وقع بالبلاد من الأضرار والمصائب ، فأمر النجاشي بفتح سد عندهم يجري منه إلى مصر ماء النيل إكراماً لمقدم البطرك ، فزاد النيل في تلك السنة زيادة قوية حتى أوفى.[1]

بل وتكرر نفس الأمر في أيام المستنصر العبيدي
، ففي أواخر عهده تأخرت زيادة النيل فأرسل المستنصر بطرك الأقباط "ميخائيل" بهدية إلى الحبشة ، فأمر ملكها بفتح سد يجري منه الماء إلى مصر ، ففتح وزاد النيل في ليلة واحدة ثلاثة أذرع . وخلع المستنصر على البطريرك عند عودته.[2]


وفي أوائل القرن الــ 16كانت هناك حركة تزعمتها إسبانيا والبرتغال وهما الدولتين اللتين قامتا على أنقاض دولة الأندلس فوضع الفونسو البوكريكة خليفة فاسكو دي جاما خطة مزدوجة لاستعادة أورشليم واستعان في ذلك بقوات بحرية في البحر الأحمر والخليج .


حيث كانت إسبانيا على البحر المتوسط أما البرتغال فقد زحفت واقتربت من الأماكن الإسلامية المقدسة.

فأراد اجتياح إقليم الحجاز ثم مكة المكرمة ثم اقتحام الكعبة ثم الزحف إلى المدينة المنورة ونبش القبر النبوي الشريف المكرم ثم الزحف إلى أورشليم و الاستيلاء على المسجد الأقصى.


والجزء الثاني من الخطة يقتضي بتفجير الجبال المحيطة بمنابع النيل الأزرق وتحويل اتجاهه من الشمال إلى الشرق بهدف إهلاك مصر عطشاً وغلها عن إنقاذ أورشليم بالشام.

وأرسل ألفونسو البوكريكة رسالتين إلى مانويل الثاني ملك البرتغال يخبره بالخطة و يستأذنه في إتمامها .

وبينما البوكريكة يعد العدة أعلن خليفة الدولة العثمانية أن مياه الخليج والبحر الأحمر هي مياه إسلامية مقدسة مغلقة وغير مسموح لأي قوة غير مسلمة أن تتواجد فيها.

وهذا أجهض خطة البوكريكة وأعاق تنفيذها مدة 5 قرون .

فهذه هي الدولة العثمانية التي أسقطها اليهود والماسون.

وها نحن الآن نشاهد نفس الخطط والمكائد تحاك لمصر والشام من هؤلاء الصليبيين أنفسهم فنرى تنصيب حكومة عميلة للصهاينة والصليبيين بجنوب السودان ونري خطط إقامة السدود في دول منابع النيل.
وكل ذلك من أجل إعاقة مصر وإهلاكها عطشاً.

 حتي لا تستطيع إجهاض محاولة تمديد الدولة العبرية لتكون من النهر إلى البحر - وذلك تمهيداً لخروج ملكهم المنتظر الأعور الدجال الملعون وتنصيبه على عرشه في هيكلهم المزعوم .

وهي الخطة التي بدأ تنفيذها منذ بداية الألفية باعتبار ان (مفتاح القدس) يتواجد في مصر.

هامش :
[1]أيمن فؤاد سيد : نصوص ضائعة من أخبار مصر للمسبحي (17 / 32) – مستخرج من حوليات إسلامية – المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية .

[2]د / راشد البراوي : حالة مصر الاقتصادية صـ 37.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق