في
مطلع القرن المنصرم كانت تموج ببلاد المسلمين وبعقولهم تيارات فكرية عديدة
، وكانت دولة الخلافة آنذاك في مرحلة من الضعف الشديد المزمن وكانت قد
أوشكت على الأفول ، وعلى المستوى السياسي لم تكن بقية بلاد المسلمين بأحسن
حالاً من دولة الخلافة .ووفقاً لمنهجية الهدم التي كانت سائدة في هذه الفترة بين أبناء الأمة وفقاً للأجندات الخارجية واستغلالاً لحالة الأوضاع المتردية قُدمت رؤى وحلول للخروج من هذا الوضع.
وكانت من جملة تلك الرؤى ما سبيله إلى زيادة الأوضاع سوءاً بقدر ما تتبناه منها الأمة.
بل بعضها قد حمل بطياته عوامل تفسخ الأمم وتمزقها وبلا عجب كما هو واضح من تبعات ما أسموه الربيع العربي.
ولا عجب من ذلك حال كون الصانع في الحالين قديماً وحديثاً هو ذاته وإن تنوعت الخطط واستجدت واسنحدثت أدوات التنفيذ.
وخير ما يدلنا على تطابق تلك المناهج في تنفيذ مخططات التدمير للأمة هو ما طرحه "عبد الرحمن الكواكبي" في جملة مؤلفاته وإن كانت أظهرها وأبقاها ما عرضه في كتابيه "طبائع الاستبداد" و "أم القرى".
ولنا مع الأول منهما وقفة ، فقد حشاه مؤلفه على صغر حجمه وقلة صحائفه بأدبيات ما اصطلحنا عليه حالياً بأسماء عدة : كالتغيير الناعم وحرب اللاعنف ...الخ هذه المسميات التي ليس أدل على ما تحمله من خراب ودمار من كونها خرجت لمن وممن.
فقوام رؤية هذا الرجل كما سأعرضها تباعاً إن شاء الله :
- هدم الثوابت.
- الغمز واللمز في المقدسات اعتقاداً أو شخوصاً.
- النشر من طرف خفي لمبادئ الفوضى الخلاقة واللاوطن والانعزالية عن المجتمع والتفتت الأسري كما هو حادث في الغرب.
-
تمجيد مخططات مسيح الضلالة الأعور الدجال ملك اليهود المنتظر في هدم
الأديان وتمزيق المجتمعات والإشادة بها ووضعها في موضع المنقذ للمجتمعات
والأمم والشعوب .
- ترسيخ مبادئ اللامقدس واللامذهبية ونزع سلطة الدين وشيطنة رجاله.
- تمجيد الآخر وإعظامه وتوهين الشرق وترسيخ دونيته في اللاوعي.
- وبالقطع لم ينس التصوف والصوفية ولم يبخل عليهم بالطعن والغمز ورميهم بعظائم الأمور.
وإجمالاً فقد جمع هذا الرجل بين دفتي كتابه ما تفرق عند الوهابية الخوارج وإسلام بحيري وعمرو خالد والإخوان الخوارج.
والمرء وهو يقرأ لهذا الرجل وكأنه يقرأ مخططات أحد مراكز الفكر والرأي الأمريكية كبيت الحرية أو كارنيجي أو كأنه يطالع مخططات تغيير عقول وقلوب المسلمين ، غير أن الكوكبي قد ألبس كلامه في وقته جبة وعمامة.
ولعل في استقراء الماضي واستلهام العبر منه وفهم أحداثه وفق معطيات الحاضر ما يضمن النجاة والتبصر بعواقب ما نحن فيه.
وإجمالاً فقد جمع هذا الرجل بين دفتي كتابه ما تفرق عند الوهابية الخوارج وإسلام بحيري وعمرو خالد والإخوان الخوارج.
والمرء وهو يقرأ لهذا الرجل وكأنه يقرأ مخططات أحد مراكز الفكر والرأي الأمريكية كبيت الحرية أو كارنيجي أو كأنه يطالع مخططات تغيير عقول وقلوب المسلمين ، غير أن الكوكبي قد ألبس كلامه في وقته جبة وعمامة.
ولعل في استقراء الماضي واستلهام العبر منه وفهم أحداثه وفق معطيات الحاضر ما يضمن النجاة والتبصر بعواقب ما نحن فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق