أخي القارئ
أختي القارئة : بعد أن نسمي
باسم الله الرحمن الرحيم ونصلي ونسلم على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله الكرام
البررة ، ثم الرضا عن سائر ساداتنا الصحب الكرام خاصة العشرة المبشرين والأربعة الراشدين
وأهل بدر الغر الميامين ومن بايعوا تحت الشجرة .
أقول وبالله
التوفيق : أذرع حكومة
العالم الخفية بقيادة مسيح الضلالة الأعور الدجال متعددة وكذلك الأجندات والخطط والاستراتيجيات
وذلك بما يضمن لهم سهولة وسلاسة التبديل والتغيير وفقاً
لمتطلبات الوضع على الأرض أثناء
التنفيذ .
وبين كل تلك
الأذرع ستجد تلازم وتشابه وفي الكثير من الأحيان التطابق الكامل ، وعلى الأقل سنجد
وحدة الهدف والمضمون وإن بدا ظاهرياً غير ذلك .
وفي حالة الإخوان
الخوارج وامتداداتها الطبيعية كحماس من جهة وروافض إيران وامتداداتهم الطبيعية كحزب
الله والحوثيين من جهة أخرى سنجد الرابطة المشتركة التي يفرضها كون الجميع من قطع حكومة
العالم الخفية على رقعة الشطرنج العالمية الكبرى .
إلا أنه يجب
التنبه إلى أن ما قد يظهر أحياناً من تنافر بين كل تلك الأدوات أو بعضها أو بعض امتداداتها
يرجع على التحقيق إلى ما تفرضه تحركات حكومة العالم الخفية من سياسات تستبع ظهور
ذلك التنافر المزعوم لخدمة خطط التنفيذ العملية على أرض الواقع .
يعني باختصار
:
الخطة واحدة
، والهدف واحد ولكن تتنوع أدوات وطرق التنفيذ على حسب الظروف ، لذلك يجب المحافظة على
درجة معينة من التجانس بين كل تلك المكونات .
ولفهم الواقع
المعاش حالياً على الساحة الدولية أرى والله أعلى وأعلم من أنه لابد للمتابع أن يكون
على إلمام بحقيقة العلاقة بين أداتين من أهم أدوات حكومة العالم الخفية بقيادة مسيح
الضلالة الأعور الدجال في تنفيذ مخططاتهم الخبيثة ، وهاتين الأداتين هما : الخوارج
من جماعة الإخوان من جهة والشيعة الروافض من جهة أخرى.
وهذا ما سأحاول
عرضه ههنا إن شاء الله باختصار غير مخل وإن صاحبه أحياناً إطناب غير ممل إن شاء الله
، في محاولة لرصد وتتبع من فتح الأبواب والعقول والقلوب لتقبل الفكر الرافضي ومدّ
مع الروافض وشائج الصلات وعمل على تلميع وتجميل صورتهم .
هذا وقد
اعتمد في توضيح ذلك على نقل تقريرات أئمة ورموز جماعة الإخوان الخوارج خدم مسيح
الضلالة الأعور الدجال التي نتمكن من خلالها من تتبع ورصد عمق وأبعاد تلك العلاقات
المشبوهة الآثمة .
* تنبيه هام
:
لتعلم من هو
حسن البنا عند جماعة الإخوان إقرأ ما يلي :
- قال فيه أحد
تلاميذه محمود عبد الحليم في كتابه [أحداث صنعت التاريخ] (1/187) وهو يصفه :
[لقد كنت أحار
في تصور قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه
كان « خلقه القرآن » حتى لقيت حسن البنا وصاحبته ، فبدأت الصورة تضح أمامي ».]اهـ
- حسن البنا عند
أتباعه لا تخفى عليه خافية - عملوا منه صنم وعبدوه-
- ذكر جابر
رزق في كتابه [حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه صـ (91)] عن عمر بهاء الدين : وهو
من أعلام الإخوان المسلمين قال في وصف حسن البنا:
زاخر الأعماق
بالإيمان في دعوته
منكر الذات حكيـم السير في وجهته
طبُّ أرواح
فلا تخفى عليه خافية.]اهـ
* علاقة الإخوان
بالشيعة الروافض :
ساند الإخوان
المسلمون الدعوة الشيعية وعملوا في نصرتها ومؤازرتها بكل طاقاتهم، وزعموا أنه لا فرق
بين الشيعة و السنة إلا كالفرق بين مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية (الحنفية و الشافعية
و الحنبلية و المالكية) وهذه الحقيقة ثابتة على الإخوان المسلمين .. وعلى كل حال لا
بد من بيان هذا الأمر الخطير الذي اغتر به كثير من الشباب الملتزمين بمنهج الإخوان
، ولإثبات أن قادة ومفكري ومنظري وثقات الإخوان المسلمين يؤيدون الشيعة وثورتهم إليك
البيان و الدليل من البيانات الصادرة عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وكذلك مقالات
الإخوان وكتب قادتهم ومفكريهم :
* حسن البنا
[مؤسس جماعة الاخوان]:
سأل عمر التلمساني
- أحد مرشدي الجماعة فيما بعد - المدعو حسن البنا مؤسس تلك الجماعة عن مدى الخلاف بين
السنّة والشيعة، عندما رأى السيد محمد تقي القمي ينزل ضيفاً على الإخوان المسلمين في
الأربعينات، فقال البنا :
[اعلموا أن
أهل السنّة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، وهذا أصل
العقيدة، والسنّة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من
الممكن التقريب فيها بينهما] اهـ
المصدر : عمر
التلمساني، ذكريات لا مذكرات صـ 250 .
ومن كتاب [موقف
علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية] تأليف : عز الدين إبراهيم يقول سالم البهنساوي
– أحد مفكري الإخوان المسلمين – في كتابـه [السنة المفترى عليها ) صـ 57 :
[منذ أن تكونت
جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون
قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة
1945م للقاهرة " ويقول في نفس الصفحة :" ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين
تؤدي إلى هذا التعاون".] اهـ
وفي كتابه
[الملهم الموهوب – حسن البنا] يقول عمر التلمساني المرشد العام صـ 78:
[وبلغ من حرصه
أي ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية
لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا
واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض
فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست
بالقصيرة . كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني
أثناء الحج عام 1948 م وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم
وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه [لماذا اغتيل حسن البنا]
[طـ1 – الاعتصام –صـ32] ينقل عن روبير جاكسون قوله: " ولو طال عمر هذا الرجل
[يقصد حسن البنا] لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية
الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان
في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا
بالاغتيال".
ويعلق الأستاذ
الجبري قائلاً : " لقد صدق روبير وشم بحاسته السياسية جهد الإمام في التقريب بين
المذاهب الإسلامية فما له لو أدرك عن قرب دوره الضخم في هذا المجال مما لا يتسع لذكره
المقام ".]اهـ
وفي كتابه الأخير
[ذكريات لا مذكرات] ط 1 – دار الاعتصام 1985 يقول عمر التلمساني صـ 249 و 250 :
[وفي الأربعينيات
على ما أذكر كان السيد القمي – وهو شيعي المذهب – ينزل ضيفاً على الإخوان في المركز
العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب ، حتى لا يتخذ
أعداء الإسلام الفرقة بني المذاهب منفذا يعملون من خلاله على تمزيق الوحدة الإسلامية
، وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة ، فنهانا عن الدخول في مثل هذه
المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها والمسلمون على ما نرى
من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره ، قلنا لفضيلته : نحن لا نسأل عن هذا للتعصب
أو توسعة لهوة الخلاف بين المسلمين ، ولكننا نسأل للعلم ، لأن ما بين السنة والشيعة
مذكور في مؤلفات لا حصر لها وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع
. فقال رضوان الله عليه : اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا
الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة ، والسنة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء
أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما " .
نستنتج من مواقف
الإمام الشهيد هذه عدة حقائق مهمة منها :
1. ينظر كل
من السني والشيعي إلى الآخر على أنه مسلم .
2. اللقاء والتفاهم
بينهما وتجاوز الخلافات ممكن ومطلوب وهو مسؤولية الحركة الإسلامية الواعية والملتزمة
.
3. قام الإمام
الشهيد حسن البنا بجهد ضخم على هذا الطريق يؤكد ذلك ما يرويه الدكتور إسحاق موسى الحسيني
في كتابه [الإخوان المسلمون ..كبرى الحركات الإسلامية الحديثة] من أن بعض الطلاب الشيعة
الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان . ومن المعروف أن صفوف الإخوان
المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية – وعندما زار
نواب صفوي سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى
إليه الأخير ان بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية فصعد نواب إلى
أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة : "من أراد أن يكون جعفرياً
حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين".]اهـ
ولكن من هو
نواب صفوي ؟ زعيم منظمة (فدائيان إسلام) الإسلامية الشيعية !!!!
ينقل محمد علي
الضناوي في كتابه [كبرى الحركات الإسلامية
في العصر الحديث] صـ 150 نقلاً عن برنارد لويس قوله:
[وبالرغم من
مذهبهم الشيعي فإنهم يحملون فكرة عن الوحدة الإسلامية تماثل إلى حد كبير فكرة الإخوان
المصريين ولقد كانت بينهما اتصالات.] اهـ
ويلخص االضناوي
بعض مبادئ فدائيان إسلام فيقول :
[أولاً : الإسلام
نظام شامل للحياة.
ثانياً : لا
طائفية بين المسلمين أي بين السنة الشيعة.]اهـ
ثم ينقل عن نواب قوله :
[لنعمل متحدين
للإسلام ولنَنْس كل ما عدا جهادنا في سبيل عز الإسلام، ألم يأن للمسلمين أن يفهموا
ويدعوا الانقسام إلى شيعة وسنة .]اهـ
يقول محمود
عبد الحليم عضو اللجنة التأسيسية للإخوان المسلمين:
[رأى حسن البنا
أنَّ الوقت قد حان لتوجيه الدعوة إلى طائفة الشيعة، فمد يده إليهم أن هلموا إلينا.]اهـ
ثُمَّ قال:
[ولو كانت الظروف
قد أمهلت حسن البنا لتمَّ مزج هذه الطائفة بالطوائف السنية مزجًا عاد على البلاد الإسلامية
بأعظم الخيرات.]اهـ
[(الإخوان المسلمون
أحداث صنعت التاريخ) جـ2 صـ357].
يقول جمعة أمين
عبد العزيز أحد مفكري الإخوان المسلمين:
[لقد تنبَّه
المصلحون من المسلمين إلى الأضرار التي تتعرض لها الأمة الإسلامية بسبب هذا الانقسام،
فراحوا ينادون بوحدة الصف الإسلامي ونبذ أسباب الفرقة بين أبناء الدين الواحد، وقد
تزعَّم هذه الدعوة في بدايتها الإمام جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده، ثم أخذت
الدعوة شكلا جماعيًّا بعد ذلك فنشأت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي شارك
فيها الإمام البنا.]اهـ
ويقول مصطفى
محمد الطحان:
[لقد نشأ الإمام
الشهيد حسن البنا في وقت ضعف فيه التيار الإصلاحي، فدرس عوامل ضعفه، واستفاد من نواحي
قوته، فأخذ أسلوب جمال الدين الأفغاني في العمل السياسي، وأسلوب محمد عبده في الاهتمام
بالتربية.]اهـ
[كتاب (الإمام
حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين) بتقديم محمد مهدي عاكف المرشد السابق].
ويقول هادي
خسروشاهي رئيس مركز البحوث الإسلامية ومستشار وزير الخارجية الإيرانية:
[كان نشاط حسن
البنا ونهضته في المبادئ ومفاهيمها المطروحة في الواقع مكمِّلاً للتيار الإسلامي السابق
له، والذي كان قد بدأه السيد جمال الدين الحسيني المعروف بالأفغاني في أواخر القرن
التاسع عشر.]اهـ
[مقال بعنوان
(نظرة إلى التراث الفكري والاجتماعي للشيخ حسن البنا المؤسس والمرشد للإخوان المسلمين)].
يقول محمود
عبد الحليم:
[قدم إلى مصر
شيخٌ من كبار مشايخهم في إيران، هو الشيخ محمد تقي قمي، والتقى بحسن البنا، وحَسُنَ
التفاهم بينهما، وثمرةٌ لهذا التفاهم أُنشئت في القاهرة دار تَرمُز إلى هذه المعاني
السامية اسمها: (دار التقريب بين المذاهب الإسلامية)]اهـ
[(الإخوان المسلمون
أحداث صنعت التاريخ) جـ2 صـ357].
ويقول عمر التلمساني
المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين:
[ولقد استضاف
(أي: حسن البنا) لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم
في المركز العام فترة ليست بالقصيرة.]اهـ
[(حسن البنا
الملهم الموهوب)صـ78].
ونقل جمعة أمين
عن محمد تقي قمي هذا قوله:
[وبعد فلعلَّ
أكثر الناس لا يعرفون أن الأستاذ حسن البنا هو صاحب الفكرة الأولى في تأليف جماعة التقريب
بين المذاهب الإسلامية.]اهـ
ومن الشخصيَّات
الإيرانية التي التقت بحسن البنا أيضًا: المرجع الشيعي الكاشاني.
يقول التلمساني:
[ولم تفتر علاقة
الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني.]اهـ
[مقال (شيعة
وسنة) مجلة الدعوة العدد 105 / 1985].
وقال هادي خسروشاهي:
[والنقطة الأخرى
في هذا الجانب هي لقاء الشيخ حسن البنا مع آية الله كاشاني في زيارة الحج هذه، وبعد
إجرائهما الحوار قرَّرا عقد مؤتمر إسلامي في طهران تشارك فيه شخصيات من العالم الإسلامي
كي تتم فيه تقوية العلاقات الودية بين المسلمين أكثر فاكثر.]اهـ
[مقال (نظرة
إلى التراث الفكري والاجتماعي للشيخ حسن البنا)].
وبدعوة من الإخوان
المسلمين قام نواب صفوي الثوري الإيراني مؤسس حركة (فدائيان إسلام) بزيارة مصر.
يقول سالم البهنساوي
أحد مفكري الإخوان المسلمين:
[منذ أن تكوَّنت
جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنَّا والإمام القمي
والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدَّى ذلك إلى زيارة الإمام نواب
صفوي سنة 1954 للقاهرة”، ثم قال:”ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تُؤدِّي إلى هذا
التعاون.]اهـ
[(السُّنَّة
المفترى عليها)صـ57].
وقد قوبل نواب
صفوي بحماس شديد وترحيب حار من قبل الإخوان المسلمين الذين أرادوا توطيد علاقتهم بهذه
الحركة الشيعية الإيرانية المنهاضة للشاه في تلك الفترة.
يقول عباس السيسي
أحد قياديِّ الإخوان المسلمين:
[وصل إلى القاهرة
في زيارة لجماعة الإخوان المسلمون الزعيم الإسلامي نواب صفوي زعيم فدائيان إسلام بإيران،
وقد احتفل بمقدمه الإخوان أعظم احتفال، وقام بإلقاء حديث الثلاثاء، فحلق بالإخوان في
سماء الدعوة الإسلامية وطاف بهم مع الملأ الأعلى، وكان يردد معهم شعار الإخوان: الله
أكبر.]اهـ
[(في قافلة
الإخوان المسلمين)جـ2 صـ159].
ومع تعصُّب
نواب صفوي وحماسه الشديد لحركته الثورية ذلك الذي جرَّه إلى أعمال عنف عديدة من تصفيات
واغتيالات؛ فقد كان ذا صيت لامع عند الإخوان المسلمين وكانوا يُضفون عليه هالات المديح
والثناء، فقد كان في نظرهم شابًّا سياسيًّا ثوريًّا يريد الوقوف أمام الظلم والاستبداد،
وهذه هي المساحة المشتركة بين الطَّرفين، وكان الإخوان ينطلقون في تدعيم هذه المساحة
المشتركة وتأييد صفوي وثورته من قاعدتهم: (نتعاون فيما اتَّفقنا عليه)، وحينئذٍ فما
وراء هذه المساحة المشتركة من أعمال عنف وتطرُّف وطائفية تصدر من صفوي فيُمكن أن يَتعامل
معه الإخوان وفقًا للجزء الثَّاني من قاعدتهم: (ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه)!
فها هو محمد
حامد أبو النصر المرشد الرابع للإخوان المسلمين يصف نواب صفوي بالزعيم الإيراني المسلم
الشهيد [(حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمون وعبد الناصر)صـ98].
ويقول عنه فتحي
يكن أحد زعماء الإخوان المسلمين في لبنان:
[شاب متوقد
إيمانًا وحماسةً واندفاعًا، بلغ من العمر تسعة وعشرين عامًا، درس في النجف في العراق،
ثم رجع إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخيانة والاستعمار، أسس في إيران حركة (فدائيان
إسلام) التي تؤمن بأن القوة والإعداد في سبيل تطهير الأرض المسلمة من الصهيونيين والمستعمرين.]اهـ
[(الموسوعة
الحركية) جـ1 صـ163].
لقد كانت علاقة
نواب صفوي بالإخوان المسلمين علاقة قوية وطيدة ذلك الذي جعل راشد الغنوشي يصف منظمة
(فدائيان إسلام) بأنها امتداد للإخوان المسلمين [(مقالات حركة الاتجاه الإسلامي)].
وجعل صفوي نفسه
يقول بالمقابل في زيارةٍ له إلى سوريا أمام حشد من السنة والشيعة:
[من أراد أن
يكون جعفريًّا حقيقيًّا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين.]اهـ
[(إيران والإخوان
المسلمون) عباس خامه يار صـ225].
وقد نعاه الإخوان
المسلمون بعد أن أُعدم بسبب محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني آنذاك.
فقد جاء في
مجلة (المسلمون) تحت عنوان (مع نواب صفوي):
[والشهيد العزيز
– نضَّر الله ذكره – وثيق الصِّلة بالإخوان المسلمين، وقد نزل ضيفًا في دارها بالقاهرة
أيام زيارته مصر، في كانون الثاني سنة 1954.]اهـ
[المجلد الخامس
- العدد الأول – 1956 – صـ73].
و قد ذكر يوسف
ندا مفوِّض العلاقات الدولية في تنظيم الإخوان المسلمين في لقاء معه على قناة الجزيرة
بأنَّ الإخوان المسلمين كوَّنوا وفدًا التقى بالخميني في باريس قبل ذهابه إلى إيران،
وأنَّ التنظيم كان على علاقة بأعضاء من مجموعات الخميني قبل الثورة الإيرانية، وكانت
تتمُّ بينهم لقاءات في أمريكا وأوروبا.
يقول يوسف ندا:
[عندما جاء
الخميني إلى باريس ذهب الوفد وقابله هناك؛ ليشجِّعه ويدعمه.]اهـ
وعندما قامت
الثورة في إيران كان الوفد الإخواني ثالث طائرة تهبط في مطار طهران بعد طائرة الخميني
وطائرة أخرى، على حسب تصريح يوسف ندا.
وقد كان تأييد
الإخوان المسلمين للثورة الإيرانيَّة تأييدًا صارخًا وفوريًّا.
يقول التلمساني:
[وحين قام الخميني
بالثورة أيدناه ووقفنا بجانبه.]اهـ
[حوار معه في
مجلة المصور].
وقال القيادي
الإخواني عصام العريان لجريدة الشرق الأوسط:
[إنَّ جماعة
الإخوان المسلمين أيدت الثورة الإسلامية في إيران منذ اندلاعها عام 1979 لأنها قامت
ضد نظام حكم الشاه رضا بهلوي الذي كان منحازًا للعدو الصهيوني.]اهـ
وقال عبد لله
النفيسي:
[فور حدوث الثورة
الإيرانية بادرت أمانة سر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالاتصال بالمسؤولين الإيرانيين
بغية تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران والتهنئة بالثورة وتدارس سبل التعاون.]اهـ
[(الحركة الإسلامية
رؤية مستقبلية) صـ248و249].
وقد كان تأثير
الثورة الإيرانيَّة كبيرًا على رموز الإخوان.
فقد قال راشد
الغنوشي:
[إنه بنجاح
الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة.]اهـ
وكتب الغنوشي
في مجلة (المعرفة) الناطقة باسم حركة الاتجاه الإسلامي والتي تُعرَف الآن بحركة النهضة
مقالاً بعنوان (الرسول ينتخب إيران للقيادة) جاء فيه:
[إن إيران اليوم
بقيادة آية الله الخميني القائد العظيم والمسلم المقدام هي المنتدبة لحمل راية الإسلام.]اهـ
وقال الغنوشي
أيضًا:
[إنَّ مصطلح
الحركة الإسلامية ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى: الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية
بباكستان (والتي أسسها أبو الأعلى المودودي والتي كانت على شاكلة منهج الإخوان المسلمين)،
وحركة الإمام الخميني في إيران.]اهـ
وقال فتحي يكن:
[تنحصر المدارس
التي تتلقى منها الصحوة الإسلامية عقيدتها وعلمها ومفاهيمها في ثلاث مدارس: مدرسة حسن
البنا، ومدرسة سيد قطب، ومدرسة الامام الخميني.]اهـ
[(المتغيرات
الدولية والدور الإسلامي المطلوب)صـ67 – 68].
وقال القرضاوي:
[ومن ثمرات
هذه الصحوة ودلائلها الحية: قيام ثورتين إسلاميتين أقامت كلٌّ منها دولةً للإسلام تتبناه
منهجا ورسالة في شئون الحياة كلها: عقائد وعبادات، وأخلاقا وآدابا، وتشريعا ومعاملات،
وفكرا وثقافة، في حياة الفرد، وحياة الأسرة، وحياة المجتمع، وعلاقات الأمة بالأمم،
أما الثورة الأولى: فهي الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام آية الله الخميني
سنة 1979م … وكان لها إيحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم، وانبعاث الأمل
فيها بالنصر، الذي كان الكثيرون يعتبرونه من المستحيلات.]اهـ
[(أمتنا بين
قرنين)صـ112و113].
ورد في مجلة
المجتمع الكويتية العدد 434 بتاريخ 25/2/1979م :
نشرت المجلة
بياناً صادراً من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عند قيام الثورة الخمينية ويقول
البيان ما نصه وحرفه :
[الإخوان المسلمون
في العالم يصدرون بياناً عاماً، وفد عالمي يمثل الحركة الإسلامية يقابل الإمام الخميني
في طهران بينما المجتمع تحت الطبع وصلنا البيان التالي الصادر عن الإخوان المسلمين
في العالم : بسم الله الرحمن الرحيم ( بيان : دعا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين
قيادات الحركة الإسلامية في كل من : تركيا – باكستان-الهند- اندونيسيا-أفغانستان- ماليزيا-
الفلبين-بالإضافة إلى تنظيمات الإخوان المسلمين المحلية في العالم العربي، وأوروبا
وأمريكا إلى اجتماع أسفر عن تكوين وفد توجه إلى طهران على طائرة خاصة وقابل الإمام
آية الله الخميني لتأكيد تضامن الحركات الإسلامية الممثلة في الوفد كافة وهي: الإخوان
المسلمون: حزب السلامة التركي، الجماعة الإسلامية في باكستان ، الجماعة الإسلامية في
الهند، جماعة حزب ماسومي في أندونيسيا، جماعة شباب الإسلام في ماليزيا، الجماعة الإسلامية
في الفلبين وقد كان اللقاء مشهداً من مشاهد عظمة الإسلام وقدرته في الوقت اللازم على
إذابة الفوارق العنصرية و القومية و المذهبية، وقد اهتم الإمام الخميني بالوضع وأكد
لهم انه ظل دائم الثقة في منفاه بأن رصيده هو رصيد الثورة الإسلامية في العالم وهو
كل مسلم موحد يقول: لا إله إلا الله، ومكانها ليس إيران فقط، ولكن كل دولة إسلامية
يتجبر حاكمها على الدين الإسلامي ويتصدى لتيار حركته ، وان الله الذي أكرم الخميني
بالنصر على الشاه سوف ينصر كل خميني على شاهه، وقد أكد الوفد من جانبه للإمام الخميني
إن الحركات الإسلامية ستظل على عهدها في خدمة الثورة الإسلامية في إيران، وفي كل مكان
بكل طاقاتها الشرية و العلمية و المادية ، وبعد أن أدى الوفد صلاة الغائب على الشهداء،
عقد سلسلة من اجتماعات مع الدكتور إبراهيم يزدي، نائب رئيس الوزراء و المساعد الشخصي
للإمام الخميني و الذي كان على صلة شخصية بأعضاء الوفد في المهجر وأثناء التحرك السري
لتنظيم الإمام الخميني ضد قوات السافاك، وقد ركزت هذه الإجتماعات على التنسيق و التعاون
القادمين، ثم زار الوفد رئيس الحكومة الدكتور مهدي بازركان في مقابلة خاصة، ثم أعلن
الوفد في مقابلة تلفزيونية مؤثرة الدعوة إلى يوم تضامن مع الثورة الإيرانية في جميع
أنحاء العالم الإسلامي وخارجه حيثما توجد الجاليات و التجمعات الإسلامية وتقام صلاة
الغائب على شهداء الثورة الإيرانية بعد صلاة الجمعة يوم 16/3/1979 وإنا لندعو جميع
العاملين في الحقل الإسلامي في كل مكان أن يذكروا هذا اليوم، ويُذكروا به ويجعلوا من
صلاة الغائب فيه رمزاً لوحدة الأمة الإسلامية ومصداقاً لقول الإمام الخميني : إن رصيد
الثورة الإسلامية في إيران هو كل مسلم موحد يقول : لا إله إلا الله... الله أكبر ولله
الحمد . الإخوان المسلمون.]اهـ.
عمر التلمساني
: المرشد العام للإخوان المسلمين كتب مقالاً في مجلة الدعوة العدد 105 يوليو 1985 بعنوان
( شيعة وسنة) قال فيه :
[التقريب بين
الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن " وقال فيه أيضاً :" ولم تفتر علاقة الإخوان
بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني واستضافوا في مصر نواب صفوي، كل هذا فعله
الإخوان لا ليحملوا الشيعة على ترك مذهبهم ( انظر!!) ولكنهم فعلوه لغرض نبيل يدعو إليه
إسلامهم وهو محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى أقرب حد ممكن " ويقول أيضاً
:" وبعيداً عن كل الخلافات السياسية بين الشيعة وغيرهم، فما يزال الإخوان المسلمون
حريصين كل الحرص على أن يقوم شيء من التقارب المحسوس بين المذاهب المختلفة في صفوف
المسلمين " ويقول أيضاً التلمساني:" إن فقهاء الطائفتين يعتبرون مقصرين في
واجبهم الديني إذا لم يعملوا على تحقيق هذا التقريب الذي يتمناه كل مسلم في مشارق الأرض
ومغاربها" ويقول التلمساني أيضاً :" فعلى فقهائنا أن يبذروا فكرة التقريب
إعداداً لمستقبل المسلمين.]اهـ.
الإخوان المسلمون
في الأردن: أصدروا بياناً عن موقف الإخوان المسلمين في الأردن من الثورة الإيرانية
قالوا فيه :
[إن قرار الإخوان
المسلمين بتأييد الثورة الإسلامية في إيران كان قراراً ينسجم تماماً مع شعارات الجماعة
وتصورها الإسلامي الصافي !!! ومرتكزاتها الحركية و التنظيمية" وقال البيان أيضاً
:" كان من أولويات طموحات إمامنا الشهيد حسن البنا –رحمه الله – أن يتجاوز المسلمون
خلافاتهم الفقهية و المذهبية، ولقد بذل رحمه الله جهوداً دؤوبة للتقريب بين السنة و
الشيعة تمهيداً لإلغاء جميع مظاهر الاختلاف بينهما، ولقد كان له في هذا السبيل صلات
وثيقة بكثير من رجالات الشيعة الموثوقين كالإمام آية الله كاشاني و الشهيد الثائر نواب
صفوي و الإمام كاشف الغطاء في العراق وغيرهم، ولقد رأى الإخوان المسلمون أن قيام الثورة
الإسلامية في إيران يفتح الباب مجدداً لاستكمال ما بدأه الإمام الشهيد حسن البنا رضي
الله عنه في محاولة تحقيق تغيير جذري في العلاقة بين السنة و الشيعة.]اهـ.
اتحاد الطلبة
في جامعة الكويت الذي يقوم عليه الإخوان المسلمون : كتبوا مقالاً في مجلة (الاتحاد)
العدد الرابع من الافتتاحية قالوا فيه :
[الثورة الإيرانية
في مواجهة الإمبريالية الأمريكية: إن على شعوب العالم الثالث وبالأخص الشعوب الإسلامية
واجب الوقوف مع الثورة في جمهورية إيران الإسلامية في مواجهتها مع الولايات المتحدة
الأمريكية زعيمة العالم الغربي" وقالوا أيضاً في مقالهم :" ولهذا نؤكد أن
الوقوف مع جمهورية إيران الإسلامية بداية التحرر من الاستعمار الأمريكي في أثوابه الجديدة
" وقالوا أيضاُ :" نطالب الحكومة بالاستعداد رسمياً وشعبياً للوقوف بجانب
إيران في حالة تعرضها لحصار اقتصادي أو غزو عسكري، فإن انتصار إيران هو انتصار للكويت
وانهزامها هو انهزام للكويت.]اهـ.
فتحي يكن :
في (الموسوعة الحركية) ص: 289 ما نصه :
[(الشهيد) نواب
صفوي، شاب متوقد إيماناً وحماسة واندفاعاً بلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً، درس في
النجف في العراق ثم رجع إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخيانة والاستعمار، أسس في
إيران حركة ( فدائيان إسلام) التي تؤمن بأن القوة والإعداد هي سبيل تطير الأرض المسلمة
من الصهيونيين و المستعمرين " وقال يكن في ص: 289 ما نصه :" وقف رحمه الله
( يقصد نواب صفوي!!) موقفاً جرئياً من الأحلاف وقاوم بكل قوة وعناد انضمام إيران إلى
أي حلف فقبض عليه بتهمة مشاركته في محاولة قتل( حسين علاء) رئيس وزراء إيران، وحكمت
محكمة عسكرية عليه وعلى رفاقه بالإعدام، كان لهذا الحكم الجائر صدى عنيفاً في البلاد
الإسلامية وقد اهتزت الجماهير المسلمة التي تقدر بطولة ( نواب صفوي ) وجهاده وثارت
على هذا الحكم وطيرت آلاف البرقيات من أنحاء العالم الإسلامي، تستنكر الحكم على المجاهد
المؤمن البطل الذي يعتبر القضاء عليه خسارة كبرى للإسلام في العصر الحديث – ولكن تجاهل
حكام إيران الذين يسيرون في ركاب الإستعمار رغبة الملايين من المسلمين ورفض الشاه العفو
عنه، وسقط (نواب صفوي) وصحبهُ الأبرار شهداء برصاص الخونة وعملاء الاستعمار وانضموا
على قافلة الشهداء الخالدين الذي سيكون دمهم الزكي الشعلة الثائرة التي تنير للأجيال
القادمة طريق الحرية و الفداء... وهذا الذي كان فما أن دار الزمان دورته حتى قامت الثورة
الإسلامية في إيران ودكت عرش الطاغية( الشاه) الذي تشرد في الآفاق... وصدق الله تعالى
حيث يقول { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}.]اهـ.
فتحي يكن أيضاً
في كتابه (أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي) صـ 148ما نصه :
[وفي التاريخ
الإسلامي القريب شاهد على ما نقول ألا وهو تجربة الثورة الإسلامية في إيران هذه التجربة
التي هبت لمحاربتها وإجهاضها كل قوى الأرض الكافرة ولا تزال بسبب أنها إسلامية وأنها
لا شرقية ولا غربية.]اهـ.
فتحي يكن أيضاً
في كتابه (الإسلام فكرة وحركة وانقلاب) صـ 56 ما نصه :
[لا بد للعرب
ان يتلمسوا في إيران ( نواب وإخوان نواب) ولكن الدول العربية لم تدرك هذا حتى الآن
ولم تعلم بأن الحركة الإسلامية هي وحدها التي تدعم قضاياها خارج العالم فهل لإيران
اليوم من نواب]اهـ .
محمد الغزالي
في كتابه (كيف نفهم الإسلام) صـ 142 :
[ولم تنج العقائد
من عقبى الاضطراب الذي أصاب سياسة الحكم وذلك أن شهوات الاستعلاء و الاستئثار أقحمت
فيها ما ليس منها فإذا المسلمين قسمان كبيران ( شيعة وسنة) مع أن الفريقين يؤمنان بالله
وحده وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يزيد أحدهما على الآخر في استجماع عناصر
الاعتقاد التي تصلح بها الدين وتلتمس النجاة]اهـ.
وفي صـ143 يقول
الغزالي :
[وكان خاتمة
المطاف ان جعل الشقاق بين الشيعة و السنة متصلاً بأصول العقيدة!! ليتمزق الدين الواحد
مزقتين وتتشعب الأمة الواحدة- إلى شعبتين كلاهما يتربص بالآخر الدوائر بل يتربص به
ريب المنون، إن كل امريء يعين على هذه الفرقة بكلمة فهو ممن تتناولهم الآية { إن الذين
فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا
يفعلون}]اهـ.
وفي صـ
144-145 يقول الغزالي :
[فإن الفريقين
يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله فإن اشتجرت الآراء بعد ذلك
في الفروع الفقهية و التشريعية فإن مذاهب المسلمين كلها سواء في أن للمجتهد أجره أخطأ
أم أصاب"، ثم يقول :" إن المدى بين الشيعة و السنة كالمدى بين المذهب الفقهي
لأبي حنيفة و المذهب الفقهي لمالك أو الشافعي" ، ثم يختم الغزالي كلامه بقوله:"ونحن
نرى الجميع سواء في نشدان الحقيقة وإن اختلفت الأساليب.]اهـ.
حسن الترابي-
راشد الغنوشي في كتاب (الحركة الإسلامية و التحديث) :
[ولكن الذي
عنينا من بين ذلك الاتجاه الذي ينطلق من مفهوم الإسلام الشامل مستهدفاً إقامة المجتمع
المسلم و الدولة الإسلامية على أساس ذلك التصور الشامل وهذا المفهوم ينطبق على ثلاثة
اتجاهات كبرى: الإخوان المسلمين ، الجماعات الإسلامية بباكستان، وحركة الإمام الخميني
في إيران]اهـ .
أبو الأعلى
المودودي قال في مجلة ( الدعوة) العدد : 19 أغسطس1979م :
رداً على سؤال
وجهته إليه المجلة حول الثورة الخمينية في إيران فأجاب :
[وثورة الخميني
ثورة إسلامية و القائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية
وعلى جميع المسلمين عامة و الحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها
في جميع المجالات.]اهـ.
إسماعيل الشطي
: أحد رموز الإخوان المسلمين في الكويت ورئيس تحرير مجلة (المجتمع ) اللسان الناطق
للإخوان المسلمين ، قال في مقالٍ كتبه في مجلة ( المجتمع) عدد:455 بعنوان (الثورة الإيرانية
في الميزان) قال فيه:
[وبما أن الشيعة
الإمامية من الأمة المسلمة و الملة المحمدية فمناصرتهم وتأييدهم واجب إن كان عدوهم
الخارجي من الأمم الكافرة و الملل الجاهلية .. فالشيعة الإمامية ترفع لواء الأمة الإسلامية
و الشاة يرفع لواء المجوسية المبطن بالحقد النصراني اليهودي.. فليس من الحق أن يؤيد
لواء المجوسية النصرانية اليهودية ويترك لواء الأمة الإسلامية "، ثم يقول الشطي
ايضاً في مقاله:"
ويرى هذا الصوت
أن محاولة تأسيس مؤسسات إسلامية في إيران تجربة تستحق الرصد كما تستحق التأييد لأنها
ستكون رصيداً لأي دولة إسلامية تقوم في المنطقة إن شاء الله .. وما ذلك على الله ببعيد]اهـ.
مجلة المجتمع
أيضاً العدد:478 بتاريخ : 29 / 4 / 1980 م صـ 15 :
تحت عنوان
(خسارة علمية)
[الشيخ(محمد
باقر الصدر) أحد أبرز المراجع العلمية المعاصرين للمذهب الجعفري.. وأحد أبرز المفكرين
الإسلاميين الذين برزوا من فقهاء المذهب الجعفري.. وله كتابات إسلامية جيدة تداولها
أيدي المفكرين ككتاب(اقتصادنا)و(فلسفتنا) وغيرها من الكتب.. لقد تأكد مؤخراً إعدامه
بسبب أحداث سياسية .. ونحن بعيداً عن الجانب السياسي .. و الخلاف المذهبي.. نرى أن
في فقدان الشيخ الصدر خسارة لثروة علمية كان وجودها يثري المكتبة العربية والإسلامية.]اهـ.
الصباح الجديد:
صحيفة اسبوعية يصدرها مكتب صحافة الاتجاة الإسلامي (الإخوان المسلمين) جامعة الخرطوم
17/2/1982 تقول الصحيفة:
[بسم الله الرحمن
الرحيم ..مع تباشير النصر مشائخ الخليج يستصدرون الفتاوى البترودولارية ضد الخميني..
إسلام الريالات أم إسلام القيم؟؟ أن يقف الإعلام الغربي ضد الحكومة الإسلامية في إيران
فهذا شيء مألوف وأن يعارضها الشيوعيون فهذا شيء طبيعي.. ولكن لماذا يعاديها شيوخ الخليج
وتحت مظلة الدين؟؟ أو بعبارة اخرى ( الإسلام ضد الإسلام) ولكنه إسلام ( الركون) ضد
إسلام الجهاد، وإسلام العجز ضد إسلام الاستشهاد، وإسلام ( الريال) ضد إسلام القيم،
وإسلام (أعوان الظلمة) ضد إسلام جند الله المجاهدين، على أنهم يتمنون من أعماق قلوبهم
أن تكون هذه الثورة باطلاً، وأن يكون شيوخ الخليج على درب الإسلام الصحيح، لأن إسلام
الدجاج الفرنسي الشهير ( المذبوح وفقاً للتعاليم الإسلامية) أفضل وأجمل وأمتع من إسلام
الحرب و الخندق.]اهـ .
محمد الغزالي
في كتابه ( ظلام من الغرب) صـ 252 ما نصه:
[ولماذا لا
توضع أمام الطلاب في الصفوف العليا أو الدنيا صورة صادقة لتفكير الإمامية في الأصول
و الفروع و السنن المختلفة.]اهـ
ويقول الغزالي
أيضاً في كتابه صـ253 ما نصه :
[وسمعت في مصر
من يرى أن الفرس كفاراً لأنهم يلعنون الشيخين الجليلين: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما!!
.. ولو ذهبت استقصي قالة السوء التي يتقاذف الناس بها لأعياني العد.]اهـ
ويستمر الغزالي
في كلامه فيقول في صـ259 ما نصه:
[و الحق أن
المسلم يحس باستحياء وهو يرى أهله الذين تجري في عروقهم دماء عقيدة واحدة قد مزقتهم
الليالي الكوالح، فإذا هم متناكرون مستوحشون، لا إيلاف بينهم ولا إيناس.. وتبحث عن
علة محترمة لهذه الفرقة السحيقة فلا تجد، اللهم إلا ما يرثه الأولاد أحياناً عن آبائهم
من أمراض خبيثة يحملون آلامها ولا يعلمون مأتاها.]اهـ .
- مهدي عاكف يقول
: لا فرق بين السنة والشيعة وهذا متقرر من أيام البنا.
- مهدي عاكف يقول من يقول بالفرق بين السنة و الشيعة
جهلاء جهل مطلق.
- محمد سليم العوا
يقول سب حسن نصر الله للصحابة لا ينقص من قدره, وصداقتي له شرف لي!
- يوسف ندا يعترف
: العلاقات قديمة بين الإخوان وإيران.
مرشد «الإخوان»: المذهب الشيعي مقدر
ومحترم.. والأزهر أنشئ من أجل نشره
القاهرة - د. ب. أ: أكد المرشد العام
للاخوان المسلمين في مصر الدكتور محمد بديع أن الجماعة لا تخشى ما يسمى بـالمد
الشيعي لان السنة أو الشيعة ينتمون الى مذاهب إسلامية مقدرة ومحترمة، مشيرا الى ان
الازهر أنشئ من أجل نشر المذهب الشيعي.
وقال بديع في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية حول أسباب فتور العلاقة بين جماعة الإخوان وبين جماعة حزب الله في لبنان، وعما إذا كان الإخوان منزعجون كجماعة دينية سنية مما يطلق عليه المد الشيعي، الشعب المصري كان يقدر لحزب لله وقفته ضد الكيان الصهيوني وحربه ضده بلبنان ووقوفه مع إخواننا بفلسطين.. لكن موقف حزب الله من الأوضاع السورية هو ما أحزننا.. ولابد أن يكون لنا موقف مبدئي واضح وهو أننا لابد أن نقف مع الشعوب في جميع القضايا.
واضاف أما فيما يتعلق بالمد الشيعي... فأقول لا خوف عندنا بالمرة من المذاهب السنية أو الشيعية فكلها مذاهب إسلامية مقدرة ومحترمة وما يخالف منها قواعد وضوابط الإسلام.. فعلماء الإسلام قادرون على أن يوقفوه عند حده. وأردف الأزهر عاد لمكانته ووزنه وثقله على مستوى العالم كله.. حيث ان المرجعية الإسلامية السنية للعالم كلها في الأزهر... ونحن بفضل الله تعالى على ثقة وعلى يقين.. فقد أنشئ الأزهر بالأساس من أجل نشر المذهب الشيعي ولكنه الآن ينشر المذاهب السنية ويناقش أيضا المذاهب الشيعية.
وأوضح مرشد الاخوان من جانب آخر انه لا يوجد في الإسلام ما يعرف بالدولة الدينية.
وقال الشعب كله، ونحن منه، اتفق على مدنية الدولة.. نحن فقط نطالب بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية وهذا اتفاقا مع نص الدستور، بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع... بالطبع الدولة المصرية مرجعيتها إسلامية منذ النظام السابق بحكم النص الدستوري.. ولكننا نرغب ونصر على توضيح أنها ذات مرجعية إسلامية عند تعريف مرجعية وهوية الدولة للتوضيح فقط لأن هناك من يريد دولة مدنية ذات مرجعية علمانية.
وقال بياناتنا ثابتة منذ اللحظات الأولى للثورة المصرية.. نحن قلنا للمجلس العسكري من البداية إذا أصبت سنقول لك أصبت وإذا أخطأت سنقول أخطأت.. هذه هي سياستنا لا مع المجلس فقط وإنما أيضا مع القوى السياسية والطوائف والفرق الإسلامية فنحن أصحاب مبادئ ولا نعقد صفقات.
كما نفى بديع تخوف الجماعة من تكرار أحداث 1954 من مصادمات بين قيادات مجلس قيادة الثورة انذاك وجماعة الإخوان، مؤكدا أن المشهدين مختلفان.. ففي عام 1954 كان الجيش هو صانع الانقلاب والشعب سانده ونحن كنا جزءا من هذا الشعب الذي سانده.
وأضاف أما الموقف الآن فهو أن الشعب صانع للثورة والجيش يحميها وهذا باعتراف الجميع حتى الآن وسيظل هكذا لأن ذلك هو تاريخ مصر.. فضلا عن أن جموع المصريين متوافقة الآن على ضرورة الانتقال لسلطة مدنية منتخبة.. لا يوجد استثناء لهذا سوى بعض هذه الأصوات التي تطالب ببقاء الحكم العسكري.
وحول الموقف الاميركي من التطورات في مصر، فقد وصفه بديع بالمتناقض، وقال ان الخارجية الأميركية أعلنت أكثر من مرة أنها على استعداد للتعاون مع أي حكومة ستأتي بمصر حتى لو كانت إسلامية شريطة احترام الحريات وحقوق الأقليات، فيما أعلن الكونغرس الأميركي أنه يدرس قطع المعونة عن مصر خشية استخدامها في تمكين الإسلاميين من الحكم.
وأضاف هذا هو التناقض وازدواج المعايير الذي رفضناه ولانزال نرفضه..هذه إدارات أميركية مازالت تسعى وتتصور أن ضمان مصالحها لن يتحقق إلا بدعم النظم الديكتاتورية كما تعودت في السابق.
وقال بديع في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية حول أسباب فتور العلاقة بين جماعة الإخوان وبين جماعة حزب الله في لبنان، وعما إذا كان الإخوان منزعجون كجماعة دينية سنية مما يطلق عليه المد الشيعي، الشعب المصري كان يقدر لحزب لله وقفته ضد الكيان الصهيوني وحربه ضده بلبنان ووقوفه مع إخواننا بفلسطين.. لكن موقف حزب الله من الأوضاع السورية هو ما أحزننا.. ولابد أن يكون لنا موقف مبدئي واضح وهو أننا لابد أن نقف مع الشعوب في جميع القضايا.
واضاف أما فيما يتعلق بالمد الشيعي... فأقول لا خوف عندنا بالمرة من المذاهب السنية أو الشيعية فكلها مذاهب إسلامية مقدرة ومحترمة وما يخالف منها قواعد وضوابط الإسلام.. فعلماء الإسلام قادرون على أن يوقفوه عند حده. وأردف الأزهر عاد لمكانته ووزنه وثقله على مستوى العالم كله.. حيث ان المرجعية الإسلامية السنية للعالم كلها في الأزهر... ونحن بفضل الله تعالى على ثقة وعلى يقين.. فقد أنشئ الأزهر بالأساس من أجل نشر المذهب الشيعي ولكنه الآن ينشر المذاهب السنية ويناقش أيضا المذاهب الشيعية.
وأوضح مرشد الاخوان من جانب آخر انه لا يوجد في الإسلام ما يعرف بالدولة الدينية.
وقال الشعب كله، ونحن منه، اتفق على مدنية الدولة.. نحن فقط نطالب بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية وهذا اتفاقا مع نص الدستور، بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع... بالطبع الدولة المصرية مرجعيتها إسلامية منذ النظام السابق بحكم النص الدستوري.. ولكننا نرغب ونصر على توضيح أنها ذات مرجعية إسلامية عند تعريف مرجعية وهوية الدولة للتوضيح فقط لأن هناك من يريد دولة مدنية ذات مرجعية علمانية.
وقال بياناتنا ثابتة منذ اللحظات الأولى للثورة المصرية.. نحن قلنا للمجلس العسكري من البداية إذا أصبت سنقول لك أصبت وإذا أخطأت سنقول أخطأت.. هذه هي سياستنا لا مع المجلس فقط وإنما أيضا مع القوى السياسية والطوائف والفرق الإسلامية فنحن أصحاب مبادئ ولا نعقد صفقات.
كما نفى بديع تخوف الجماعة من تكرار أحداث 1954 من مصادمات بين قيادات مجلس قيادة الثورة انذاك وجماعة الإخوان، مؤكدا أن المشهدين مختلفان.. ففي عام 1954 كان الجيش هو صانع الانقلاب والشعب سانده ونحن كنا جزءا من هذا الشعب الذي سانده.
وأضاف أما الموقف الآن فهو أن الشعب صانع للثورة والجيش يحميها وهذا باعتراف الجميع حتى الآن وسيظل هكذا لأن ذلك هو تاريخ مصر.. فضلا عن أن جموع المصريين متوافقة الآن على ضرورة الانتقال لسلطة مدنية منتخبة.. لا يوجد استثناء لهذا سوى بعض هذه الأصوات التي تطالب ببقاء الحكم العسكري.
وحول الموقف الاميركي من التطورات في مصر، فقد وصفه بديع بالمتناقض، وقال ان الخارجية الأميركية أعلنت أكثر من مرة أنها على استعداد للتعاون مع أي حكومة ستأتي بمصر حتى لو كانت إسلامية شريطة احترام الحريات وحقوق الأقليات، فيما أعلن الكونغرس الأميركي أنه يدرس قطع المعونة عن مصر خشية استخدامها في تمكين الإسلاميين من الحكم.
وأضاف هذا هو التناقض وازدواج المعايير الذي رفضناه ولانزال نرفضه..هذه إدارات أميركية مازالت تسعى وتتصور أن ضمان مصالحها لن يتحقق إلا بدعم النظم الديكتاتورية كما تعودت في السابق.
المصدر :
يوسف ندا يكتب: نحن والشيعة
١١/ ٤/ ٢٠٠٩ |
وصلتنى عدة رسائل تطرح سؤالاً عجيباً، عندما كتبت
عن علاقة الفكر الإخوانى بالشيعة: اعترض عليك مكتب الإرشاد.. فهل هذا بداية صدام
بينك وبينهم؟ وأجبت بالآتى:
هذا غير وارد فكما قلت من قبل أنا سطر فى موسوعة
اسمها الإخوان المسلمون، وفهم قرارات مكتب الإرشاد الذى يرأسه المرشد تعتبر
انعكاساً والتزاماً لكل من ينتمى إلى هذه الجماعة، ولا يعنى هذا ألا يختلف رأيى
أو رأى أى من الإخوان مع رأى أى من أعضاء مكتب الإرشاد كل على حدة وأكرر على
حدة، فمن اعترض كان واحداً فهم رجال ونحن رجال، وقواعد الإخوان فيها إمكانيات
مهولة من العلم والفقه والخبرة فى كل الميادين، ليس من الحكمة أن تشّل أو ُتخرس
أو يزايد عليها باسم الموقع ولكن ممكن أن توجهها القيادة، وعندما أقول القيادة
فإننى أعنى مكتب الإرشاد الذى يرأسه المرشد وليس كل عضو بمفرده.
وأقول لمن لم يفهم ومن لا يريد أن يفهم بعد أن
أصحح حتى اتهم بالتنظير، إن خريطة فكر الإخوان المسلمين وحدود علاقاتهم
العقائدية والسياسية بالشيعة تغلب عليها التضاريس التاريخية أكثر من الموانع
الجغرافية، باعتبار أن أصحاب المذاهب الشيعية نبتوا وعاشوا داخل المحيط الجغرافى
للأمة الإسلامية ولم يأتوا من خارجه، ومن المستقر فى فكر الإخوان الذى ربيت عليه
أن القدوس المقدس هو الله سبحانه وتعالى وبإرساله الوحى على سيدنا رسول الله فقد
أضفى عليه من قداسته،
أما ما عدا ذلك من أبناء آدم ومخلوقات الله بشراً
كانوا أو غير ذلك فلا قداسة لهم، وحتى الخلفاء الراشدون تباينت آراؤهم ولم
ينزهوا عن الخطأ، ومن المستقر أيضا فى الفكر الذى ربيت عليه فى صفوف الإخوان أن
على كرم الله وجهه كان أصلح وأتقى من معاوية الذى اغتصب الخلافة، ثم حول
المسلمين إلى أدوات له ثم مّلكهم لذريته الفاسدة وهذا تاريخ ثابت لم يؤرخه
الإخوان، ومن المستقر أيضاً فى الفكر الذى ربيت عليه أن الفقه بذاته وبما يحويه
من الاختلافات الفقهية بين المذاهب صناعة بشرية، وهذا الاستقرار الفكرى يلزم
احترام الأئمة الذين تصدوا لهذه الصناعة.
ومن المستقر كذلك فى الفكر الذى ربيت عليه أن باب
الاجتهاد لم ولن يغلق ويجب أن يظل على مصراعيه إلى يوم الدين، وأن اجتهادات
الأئمة والفقهاء فى ظروف تاريخية معينة فرضت فتاوى وتفسيرات ارتبطت بوقتها ولا
يجب تعميمها أو استمراريتها، وأهم الأمثلة على ذلك آراء ابن تيمية وابن القيم فى
طاعة ولى الأمر التى أصبحت سيفا يستعمله الطغاة مغتصبو الحكم بتنصيب أنفسهم
أولياء لأمر المسلمين هم وذرياتهم من بعدهم.
ومن الأراء والفتاوى المرفوضة فى الفكر الإخوانى
ما قيل عن تزمت وتعنت وضيق أفق الشيعة، ونعتهم بالرافضة، وتأليف طوفان من الكتب
التى تقول ما ليس فيهم، حتى ظن عامة أهل السنة أن ماجاء فيها من افتراءات وكذب
ومبالغة فى التزييف والاختلاق هو حقائق ثابتة والواقع، أن كاتبها وناشرها إما
موتور أو مفتون أو جاهل أو إمّعة أو سياسى منتفع باع دينه ليرضى السلطان.
ومن المرفوض أيضاً فى الفكر الإخوانى ما تخطت به
الشيعة الاثنى عشرية إلى الوقيعة فى زوجة رسول الله وفى كبار الصحابة طعنا
وتكفيرا، وقد شهدت نصوص القرآن والأحاديث الصحيحة على عدالتهم والرضا عن جملتهم،
حيث قال الله تعالى (لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة)، ومن
المستقر فى الفكر الإخوانى أن الخلاف فى الفروع لايخرج من الملة، وأن المشكلة
الشيعية أصلها خلاف على الولاية والإمامة وليست على قواعد الدين وأصوله أى أنها
خلاف سياسى.
وحديثى هنا ليس عن فكر الغزو العقائدى الذى يقوم
به من يسمون أنفسهم حاملى الفكر السلفى حيث تسميتهم بهذا الاسم تسمية مضللة فهم
أصحاب الفكر القشرى المغالى الانتقائى لقد أجهدوا أنفسهم وفتحت لهم المجالات
وأعطيت لهم المنابر والخزائن وطبعت لهم الكتب حتى يوقفوا تيار الإخوان المعتدل
الذى كسح أمامه كل الأفكار المتزمتة والمتشعوذة والموجهة والمغالية سواء بسواء،
وسار هؤلاء الغزاة كالقطيع فى خط سمى لهم خط التوحيد والعقيدة أولاً،
والواقع أن الإخوان سائرون لا على مظهر هذه
التسمية لكن على مضمونها كما فصّلها الصالحون الأوائل من العلماء والأئمة الذين
اهتموا بالجوهر وليس فقط بالمظهر وجمّعوا ولم يفرقوا وأسلموا ولم يكفروا
واستقطبوا ولم ينفروا ويسروا ولم يعقدوا وأحبوا ولم يكرهوا وألانوا ولم يغلظوا.
أما من سطوا على التسمية فهم يمرون بمرحلة مراهقة
دينية ليظهروا أن كلاً منهم قرأ وسمع بأسلوب استعرض به وعبس وبسر ولم يدرى أنه
سمع ورأى وقرأ رأياً واحداً مكرراً ملأ عليه فكره حتى لم يتسع لمعلومة أخرى أو
فكر مختلف أو حقائق غائبة وليته جاء بجديد ولكنه يردد صوت سيده الذى أخلى عقله
وحشى محله بذور الكراهية والتزمت والفرقة والمغالاة والعمى الفكرى والتعالى
بقشور العلم والمعرفة.
لقد انفعل هؤلاء وبدأوا برمى سهام ألسنتهم
وأقلامهم عندما قلت إن الخلاف بيننا وبين الشيعة الاثنى عشرية هو خلاف فى الفروع
وليس فى الأصول من الدين ولم يسأل أى منهم نفسه أو علمه أو ماذا قال السابقون
واللاحقون من أئمة وفقهاء أهل السنة والجماعة ما هى الأصول وما هى الفروع قبل أن
يعلق بعلمه الضحل.
لقد كانت كتابتى مركزة وتركت لمن أراد أن يتوسع
أن يستفتى كتب الفقه والتاريخ لا كتب شيوخ السلطان المسيسة والمدنسة، ولا أن
يجتر معلومات قاصرة تسمم عقيدته وتغير بوصلته، وقد قال أحدهم إننى واقع فى متاهة
حسن الظن وعدم القدرة على الاستفادة من العلماء من الإخوان وغيرهم مثل الدكتور
يوسف القرضاوى الذى كان يحسن الظن مثلى حتى كتب مقالاته النارية التى فضحت
مخططات الشيعة فى العالم.
إن علاقتى بالدكتور القرضاوى واحترامى له وتقديرى
لعلمه وسعة أفقه يعرفهم القاصى والدانى وهو من أهم الأئمة الذين اقتديت بآرائهم
فى دينى ودنياى وحتى فى حياتى العائلية والاقتصادية ورغم ذلك من حقى أن أختلف
معه وتكون لى وجهة نظر مختلفة فيما مارسته وخبرته ومن هذا موضوع الشيعة وإيران
وهو يعلم هذا الذى لم يفسد الود والتقدير والمحبة، وهو نفس الدكتور القرضاوى
الذى نهشت عرضه وعلمه، حشرات ضارة باسم السلف وتعبدوا بالهجوم الجاهل المضلل على
علمه، وأعلمهم لم يقرأ لأكثر من مؤلفين أو ثلاثة،
وادعى العلم وزايد على جبال علم القرضاوى وحاول
نطحها وارتد خائبا. لقد كررت أن ما قلته هو ما استقر عليه الفكر الذى ربيت عليه
فى صفوف الإخوان ولم يلزم الإخوان أحداً بفكرهم، بل اتسع أفق فكرهم بتسامح مع من
سار معهم وأراد أن يكون منهم، ولكن يريد أن يتقيد بتقاليد عشيرته وقومه مما
يخالف ما استقر عليه فكرهم ولا يتعارض مع الشرع، وضربت على ذلك مثلا بحجاب
المرأة، ولا أستطيع ـ
ولو تسامحت ـ أن أقبل أن يزايد أحد علىّ فى
متابعاتى ومعلوماتى عن الشيعة بقراءته قشوراً من الكتب المسيسة أو سماع مناقشات
مقيدة أو أقوال أو خطب مبتورة أو وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الموجهة فأنا
كنت مكلفا بملف إيران لحوالى ٣٠ عاماً منذ آخر ١٩٧٨ وقضيت أوقاتا كثيرة فى
طهران، وقم، وكرمنشاه، ويزد، واصفهان، وبلوجستان، وخوزستان، وعبدان، وقابلت شيعة
فى باكستان وأمريكا وإنجلترا والخليج والسعودية ومنهم السياسيون حتى أعلى الهرم
الدينى والسياسى والوزراء والموظفون والتجار، وناقشت آيات الله، وآيات الله
العظمى، وحضرت الحسينيات والعزاءات، بل أيضا محاضرات التوعية فى المعسكرات،
أما آخر ما قرأت من كتبهم مثلاً: أصول الكافى
بجزءيه وفروعه الخمسة والصياغة الجديدة لآية الله الشيبانى، والفقه والسياسة
للشيرازى، وولاية الفقيه للمنتظرى، والمراجعات للموسوى، وفقه المذاهب الخمسة
لمحمد جواد مغنية وغيرها وغيرها، ومازالت المودة والأخوة الإسلامية التى نشأت
بينى وبين الكثير منهم قائمة، ورغم أنى أعيش تحت الإقامة الجبرية منذ السابع من
نوفمبر عام ٢٠٠١ حتى اليوم إلا أنى أتعهدهم السؤال دائما. ولذلك أقول إن الرؤية
عندى تكونت عنهم بالعقل لا بالنقل ثم يأتى مراهق دينى ليسألنى: هل سمعت وهل
قرأت؟!
أنا لم أزعم أن فيما قرأت أو قابلت أو عايشت لم
أر أو أسمع أو اقرأ ما لا يتفق مع ما أومن به أو ما أعتقده أو ما هو من الغلو،
ولكنى مُصر على القول إن التيار الغالب خلافنا معه هو فى الفروع وليس فى الأصول،
وقبل أن يردد الببغاوات أقوالهم الضحلة وقبل أن يصنفوا المصطلحات الفقهيه بجهلهم
به فليسألوا أهل العلم: ما الأصول وما الفروع؟ وليعرفوا أن الخلاف فى الفروع لا
يخرج من الملّة ومن رمى بها باء بها.
ويسأل صاحبك من يجرؤ فى أمة محمد بطولها وعرضها
أن يقول إن النقاب غلو وإنه لم يؤثر؟ أنا لم أقل إنه غلو وإنه لم يؤثر - رغم
وجود هذه الآراء - ولكنى قلت إن ثقافتنا أن المرأة المحجبة يظهر منها وجهها
وكفاها، فهل يجرؤ هو على أن يخرجنى أو أى مسلمة من أمة محمد إن لم أفرض عليها أو
أن رفضت النقاب وتحجبت وأظهرت وجهها وكفيها؟ قوّلنى بما قال ولم أقل ثم هاجم ما
تقوّل به على ولم أقله، لقد غيّب موضوع البحث واختلق غيره، وفى دفاعه عمّا
اختلقه ونصب فقهه وفهمه بالولاية على أمة محمد.
وقال غيره حقيقة إن أحدنا لو سمع عرض أمه أو أخته
ينتهك على قارعة الطريق لنصب العداء لكل من تكلم فى عرضه فما بالك وعرض أمهات
المؤمنين يسب من الوسطيين الذين يحلو ليوسف ندا أن يصفهم بهذا اللفظ.
أنا أقول له لك أن تثور وتدافع عن عرضك وأعراض
المؤمنين والمؤمنات خاصة من كانت أفضل من أمك ولكن ليس لك أن تتهم من ارتكب هذه
الخطيئه بالكفر، وتخرجه من الملة. فليس كل مخطئ كافراً كفانا تكفيراً، فلقد سئم
المتدينون قبل غيرهم من هؤلاء التكفيريين الذين أفسدوا الدين وحياة المسلمين
وغير المسلمين.
وغيره تذرع بتصريح ناطق نورى بأن البحرين هى جزىء
من دولة إيران وحوّل حديث السنة والشيعة إلى هو وإيران أو البحرين وإيران فهل
نسايره ونقول له إيران وحماس، أم نقول له سلاماً؟
وقال إذا تم استغلال حرصنا على الوحدة ونبذ
الخلاف فى السعى لنشر مذهبهم، فحينئذ سنضطر إلى شرح تفاصيل الخلاف والعيوب
لتحصين عامة أهل السنة من الانحياز بجهل إلى المذهب الآخر. أقول له: قف، من أنت؟
إن الخطأ حتى لو اعتبر خطأ لا يبرر الخطأ.
هذه الثقافة ليست ثقافة الإخوان إن ثقافتنا لا
تنذر ولا تهدد.. إننا لو واجهتنا فتنه علينا وأدها لا إشعالها ونتبع من قال (ادع
إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، (وجادلهم بالتى هى أحسن)، ( وقولوا
للناس حسنا) ( وقولا له قولا لينا).
وجاء آخر وقال: (إن يوسف ندا خرج عليه يدافع عن
المذهب الشيعى وينفى عنه جُل ما أجمع عليه علماء أهل السنة من عيوب، وكأنه يدعو
للدخول فيه أو على الأقل لا يفرق بينه وبين مذاهب أهل السنة وإن كان وقع فى
تناقض عندما نسب إليهم تكفيراً ولعن أم المؤمنين وكبار الصحابة؟) أولاً أنا لم
أنف جُل ما أجمع عليه علماء أهل السنة، اللهم إلا إذا اعتبرت نفسك أنت ومن هو
على فهمك، جميع علماء أهل السنة،
ولا ادرى كيف فهم تقرير الواقع بأنه وقوع فى
تناقض! لقد غيّب موضوع البحث واختلق غيره، وفى دفاعه عمّا اختلق، اتهمنى بأنى
أنفى جل ما أجمع عليه علماء أهل السنّة وكأننى أدعو للدخول فى المذهب الشيعى أو
على الأقل لا أفرق بينه وبين مذاهب أهل السنّة؟ وهذا الأسلوب هو صورة طبق الأصل
للسطحية التكفيرية الضحلة بخلق التهمة ورميها على برىء ثم تكفيره بها أو إخراجه
من الملة بنفى ما اجمع عليه علماؤها.
وأنا أسأله هل الحديث الشريف الذى علّم به جبريل
عليه السلام المسلمين دينهم، والذى ذكرته من قبل وشرح فيه الإسلام والإيمان
والإحسان، يلزمنا باعتبار الشيعة الإثنى عشرية من هؤلاء أم عندك يا صديقى مفاتيح
أخرى تدخل بها من تشاء وتخرج من تشاء من ساحات الإسلام والإيمان والإحسان الذى
حدده المصطفى وصدق عليه جبريل..
وهل من يدعو إلى الله على بصيرة لا يستطيع أن
يفرق بين الخطيئة والكفر أو لا يستطيع أن يفرّق بين الخطيئة الكبيرة فى التعدى
بالسباب على الصحابة الأطهار وأم المؤمنين رضى الله عنهم وبين الخروج من الملة؟!
وهل الأفضل للمسلمين توضيح أصول الدين والرد على
الشبهات أم أن ذلك كما تقول يسيئ ويثير الشبهات ويؤلب كثيراً من أهل السنة وهل
علينا أن نجهر بالحق أم نميعه، بل هل نفهم الإسلام وننشره أم نمشى مع التيار؟
إن المعلومات والكتب الدينية المتاحة والمبتورة
والمعلومات السياسية المنتشرة والموجهة والمغرضة والحرب الفاجرة المستمرة على
أهم جماعة إسلامية عرفها العالم فى العصور الحديثة.. كل ذلك لا يدع مجالا لتغيير
التركيبات الكيماوية لجينات الإخوان المسلمين أو إدخال خلايا فكرية فاسدة فى جسم
الجماعة الطاهر.
والعجيب أن يتصور أن بعض العشرات من التعليقات
القاصرة تؤخذ على أنها إحصاء منه يعلّم رأى وثقافة الملايين من الإخوان فى كل
العالم ؟ يا قوم ما هكذا تورد الإبل.
أنا لا أدّعى التنظير ولا أدعى الإمامة ولا أدعى
مرتبة كبرت أم صغرت فى الفقه أو فى قيادة جماعة الإخوان، فلم يكن أى من ذلك مما
مارسته أو هيئت له أو دربت عليه ولكنى أتحدث عما ربيت عليه فى رحلة ستين عاما فى
صفوف الإخوان فى الأسر وفى الشعب وفى الكتائب وفى الجوالة وفى المعسكرات وفى
التجمعات وفى المظاهرات والمؤتمرات والمسيرات والمعتقلات والسجون وفى الأعمال
الخيرية وفى الخدمات الاجتماعية وفى السياسة القطرية وفى السياسة الدولية وفى
الاقتصاد وفى الصناعة وفى التجارة وفى المال وفى البنوك..
فكل هذه المجالات هى الساحات التى يتحرك فيها
الإخوان من منطلق عقائدى ولو أدت بكثير من قادتهم وناشطيهم إلى السجون
والمعتقلات، وهذه كدمات وإصابات فى طريق الدعوة إلى الله، تصوروها وقبلوها قبل
أن يواجهوها. ونسأل الله العافية لمن رضى بها وفك الأسر لمن كتب عليه والله اكبر
ولله الحمد.
|
المصدر :
المُزماة | بقلم ثروت الخرباوي
2 أكتوبر 2013 | 10:16 مساءً
هل تعرفون
معنى كلمة المُزماة؟ هي كلمة تشير إلى سلة من الخوص كان يستخدمها الغواصون لجمع
اللؤلؤ من مياه الخليج، وأصل المزماة من زم، والزم هو الجمع والجذب والشد
والاحتواء، لذلك قالت السيدة هاجر بعد ان انفجر الماء من تحت قدمي وليدها
«اسماعيل» زمي زمي، أي اجتمع أيها الماء ولا تتفرق، أما المزماة التي أتحدث عنها
فهي مركز بحثي متخصص في شؤون ما يسمى بالإسلام السياسي، وقد أخذ هذا المركز مكانته
في الإمارات العربية ثم في الخليج بأسره وها هو يشق طريقه ليكون أحد أكبر المراكز
البحثية في العالم العربي.
كانت المرة
الأولى التي تعرفت فيها على المزماة عندما ذهبت إلى الإمارات محاضرا في إحدى
جامعاتها، وهناك تعرفت على الدكتور سالم حميد أحد كبار الكتاب والباحثين
الإماراتيين، وصاحب مركز المزماة للدراسات والبحوث، وكان ان جمعتنا جلسات حوارية
جادة اشترك معنا فيها مجموعة من أكبر الكتاب والأدباء العرب تحدثنا فيها عن الهم
الذي أصاب الأمة العربية، وأخذ كل واحد منا يدلي بدلوه تشخيصا للأوجاع والترهلات
والنكبات، ما هو موضع الداء وما هي أسبابه؟.
وكان من
البديهي أن نتطرق للجماعات الأصولية المتطرفة وأن نستفيض في محاكمة الخطاب الديني
الذي قدمته لنا جماعة الإخوان عبر العقود الماضية منذ انشائها وحتى الآن،
والتطورات الفكرية والحركية التي مرت عليها، وذلك بحسب ان جماعة الإخوان هي الرائد
لكل الجماعات والحركات التي نسبت نفسها للإسلام في العصر الحديث، فكلهم خرج من تحت
معطف الإخوان، وكلهم تأثر بشكل أو بآخر بحسن البنا ثم بسيد قطب الذي كتب مانفيستو
الحركات المتشددة متمثلا في كتابه معالم في الطريق، وامتد بنا الحديث حتى دخلنا
إلى عالم الشيعة وإيران، وهنا سألني الكاتب الإماراتي الكبير الدكتور سالم حميد:
هل ثمة علاقة بين أئمة الشيعة وجماعة الإخوان؟.
سكت دقيقة،
وفي هذه الدقيقة أخذتني الذكريات إلى أزمنة ماضية حيث وقعت تحت يدي ورقة أذهلتني
حين قرأتها، كانت مختبئة في أحد دهاليز الجماعة دون ان يلتفت اليها أحد أو يشعر
بقيمتها التاريخية، كانت هذه الورقة تحتوي على خبر زيارة لمقر الإخوان في مصر قام
بها سيد روح الله مصطفى الموسوي الخميني عام 1938، وتشير هذه الورقة إلى ان ثمة
لقاء خاصاً تم بين المرشد الأول للجماعة الأستاذ حسن البنا والسيد روح الله مصطفى
الخميني الذي أصبح فيما بعد الامام آية الله الخميني مفجر الثورة الإيرانية، ولكن
مما يؤسف له ان أحدا من الذين عاصروا هذه الواقعة لم يدوِّن أحداثها ووقائعها، على
الرغم من ان زيارات أخرى قامت بها شخصيات شيعية شهيرة لمقر الإخوان بمنطقة الدرب
الأحمر وصلت الينا أخبارها وبعض تفصيلاتها، مثل رجل الدين الشيعي تقي الدين القمي
الذي تواصل مع حسن البنا وأنشأ معه دارا للتقريب بين السنة والشيعة.
كان الكثير
من أخبار العلاقة بين الإخوان وأئمة الشيعة عندي، وكنت أنتظر اللحظة المناسبة كي
أكتب كتابا أو بحثا عن هذه العلاقة، وهل كانت هذه العلاقة تعود بالنفع على الأمة
أو تعود بالضرر، وقتها لم يكن قد تكون لديَّ رأي قاطع في هذا العلاقة سلبا أو
ايجابا، ولكنني أدليت في الجلسة الحوارية برأيي وقلت إنه ينقصه البحث المتعمق الذي
يسبر غور هذه العلاقة، وبعد ان انتهت الجلسة أسر الدكتور سالم في أذني بأنه يرغب
في ان يكون بحثي هذا – ان كتبته – من مطبوعات مركز المزماة فوعدته وان كنت قد قلت
له: وقد لا أكتب في هذا الموضوع على الاطلاق، فأنا أريد ان أتطرق لموضوعات أخرى
تتعلق بنقد الخطاب الديني ورسم ملامح لخطاب ديني جديد يستلهم القيم العليا للإسلام
مثل الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، وانتهت أيام المحاضرات وعدت
إلى مصر.
وبعد أيام
تصادف ان جاء إلى مكتبي صديق من أصدقائي المهتمين بالبحث عن الكتب والمجلات
القديمة وأهداني مجلة قديمة كتب فيها الشيخ محب الدين الخطيب – أستاذ حسن البنا
وشيخه – مقالا هاجم فيه حسن البنا هجوما شديدا لأنه أنشأ دارا للتقريب بين السنة
والشيعة ووصل الأمر إلى حد ان وجه محب الدين الخطيب للشيخ حسن البنا أنه تقاضى
مبالغ مالية من إيران من أجل تخريب الدين، أذهلتني المقالة، فالإخوان يضعون الشيخ
الخطيب في مرتبة عالية، ويقولون عنه انه أحد الأساتذة الأخيار الأبرار لحسن البنا،
ما هذا؟! هل وصل الينا التاريخ مزورا، أعده الأتباع والمريدون فكتبوا ما يريدون
وأهملوا ما لا يريدون!.
ومن خلال
تجربتي تعلمت ألا نقرأ التاريخ الذي كتبه الأتباع، فهم لا يرون الحقيقة أبدا، وان
ظهرت أمامهم فسرعان ما يخفونها ويطمرونها، وامتد بي البحث عن الشيعة والاخوان في
مجالات متفرقة إلى ان تقابلت في معرض الكتاب بأحد الأصدقاء الذين يعملون في مجال
النشر هو الأستاذ محمد عبد المنعم صاحب دار نشر سما، ولدهشتي سألني: هل سبق لك ان
قرأت عن العلاقة بين الخميني وأمريكا؟ وقبل ان أجيبه كان قد أعطاني كتابا لكاتب
أمريكي عن هذه العلاقة، ومن بعدها أخذت مجالات البحث تتسع وتتنوع، واذ عدت في بحثي
إلى تجربتي مع الاخوان والوثائق التي حصلت عليها أثناء وجودي بالجماعة وصلت إلى
نتائج لم يكن خيالي يتصورها، بدأت بحثي بشكل واذا بي اسير في طريق محفوف بالمفاجآت.
توقفت عن
الكتابة وقتا حتى أتم روايتي «زمكان» ثم عدت للبحث مرة أخرى وكانت مسارات البحث قد
تحددت، ثمة علاقة وطيدة نشأت بين الاخوان والمخابرات البريطانية من ناحية، وأئمة
من الشيعة والمخابرات البريطانية من جهة أخرى، ثم تسلمت المخابرات الأمريكية
الملف، ورسمت طريقها، لابد من الاستغلال السياسي للإسلام، فلتنشأ دولة شيعية في
إيران، ثم بعد عقود تنشأ دولة اخوانية في مصر، هذه قنابل زمنية يكفي ان تضعها على
كرسي الحكم لتتفتت المنطقة على خلفية عقائدية، وسيكون بعدها «الشرق الأوسط الجديد».
وأثناء ندوة
موسعة في أبو ظبي تقابلت مع الدكتور سالم حميد وكنت قد انتهيت من الكتاب فأعطيته
اياه بوثائقه، وفي مصر كنت قد أعطيت الكتاب لدار نهضة مصر ليصدر كتاب «أئمة الشر»
في دبي ومصر في وقت متقارب، وعلى قدر ما وصلت اليه في كتابي هذا من نتائج خطيرة
بقدر اهتمامي ان يعرف العالم العربي كله أننا نعيش تحت ظلال أكبر مؤامرة تم
تدبيرها للأمة عبر تاريخها كله أئمة الشر فيها هم الاخوان وأئمة من ايران وأمريكا
وبريطانيا.
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق