بحث

الخميس، 3 أبريل 2014

النظام العالمي الجديد الحكومة العالمية الفاشية

في هذا العصر، في هذه الفترة بالذات، بدأ مخططهم العريق الذي استمرّ عبر العصور الطويلة، يتحقق ويتجسّد في مراحله الأخيرة. 

لقد اقتربوا من إنجاز غايتهم المنشودة التي عملوا من أجلها طوال هذه الفترة الطويلة. والآن يضعون اللمسات الأخيرة على تصميم النموذج النهائي الذي طالما أرادوه للعام أن يكون.. عالماً تسيطر عليه حكومة فاشية مركزية. متخذة هذا الهيكل التنظيمي الذي ترونه:




الهيكل التنظيمي الذي سيسيطرون من خلاله على العالم (النظام العالمي الجديد)

ـ إنّ الكتل التجاريّة الكبرى الثلاثة المتمثلة بأوربا، الأمريكيتين، والكتلة الآسيو ـ أستراليّة (أسيا و استراليا)، هي عبارة عن أحجار ركيزة أساسية لتحقيق السيطرة العالمية حيث يتم من خلالها ما يسمى بـ"مركزة الحكومات"  centralizing of  governments.


ـ قامت كلاّ من اتفاقيتي "نافتا" NAFTA (وهي اتفاقيّة التجارة الحرّة شمال الأطلسية)، والتي تم توسيعها مؤخراً،  واتفاقيّة "أبيك" APEC (وهي التعاون الاقتصادي بين أسيا والمحيط الهادي) بالنظر للحذو حذو أوربا التي تتطوّر من مرحلة "تعاون تجاري أوروبي" إلى مرحلة "ولايات متحدة أوروبية".

ـ أما فكرة "المجتمع الاقتصادي الأوربي" EEC ، فكان وليد أفكار "جين مونيه"Jean Monnet و "جوزيف ريتينغر" Joseph Retinger (مؤسّس مجموعة بلدربرغ Bilderberg وسوف نتحدث عنها بالتفصيل لاحقاً). هذا المجتمع الاقتصادي الأوروبي هو مموّلاً أساساً بقروض مقدّمة من قبل "مونيه" Monnet ومجلس العلاقات الخارجية CFR (سوف نتحدث عن هذا المجلس لاحقاً)، وقد أنشأ عام 1957 عن طريق معاهدة روما، التي كانت نتيجة مباشرة لمناورات "مونيه" Monnet ومجلس العلاقات الخارجية CFR . وعندما أبدت أي بلدٍ إحجام أو اعتراض عن المشاركة، واجهت مباشرة معاملة عدائية من قبل الولايات المتحدة و البلدان الأوروبية الأخرى. منذ ذلك الوقت، أصبح ما يعرف بالمجتمع الاقتصادي الأوربي EEC، هو ذاته المجتمع الأوروبي المعروف بمصطلح EC ، ثم أصبح ما نعرفه اليوم بـ"الاتحاد الأوروبي" EU . أما الاتحاد المالي القائم بين الدول الأوروبية فقد تم التوافق عليه في معاهدة "ماستريخت" Maastricht ، و بهذا أصبح الوضع يقترب أكثر و أكثر إلى إقامة الفيدراليّة الأوربيّة . 

في عام 1980 رسم المجتمع الأوربي EC خريطة تبيّن المناطق المندرجة داخل نطاق الفيدراليّة الأوربيّة المفترضة . لم تبرز إنكلترا كوحدة قيادية إداريّة ، و المناطق التي كانت التابعة ليوغسلافيا في ذلك الوقت ، و التي اندرجت في الخريطة المفترضة ، هي ذاتها التي تشكّلت نتيجة الحرب الأخيرة التي نشبت في البلقان ! هل هي مصادفة؟.

ـ أما الشعوب و الجماهير، فقد بقيت دائماً في حالة جهل تام عن كل ما يجري رسمه وتخطيطه في كواليس القيادات بخصوص هذه الوحدة الأوروبية. و رؤساء الوزراء ، مثل "هيث" Heath ، "ولسون" Wilson و "كالاغان" Callaghan يوافقون جميعاً ، و دون تردد ، على التنازل عن سيادة بلادهم و يطالبون بالانضمام إلى الفيدراليّة الأوربيّة . بقيت المعارضات تنشأ لهذه الفكرة الشيطانية إلى أن كسب جون ميجور الانتخابات وتبوء منصب رئاسة الوزراء، وأوّل ما فعله هو تطهير جميع الوزارات من المعادين للفدرالية!.

 بالعودة إلى الهيكل التنظيمي العالمي، سنتناول الوحدة الأوروبية والتي تطوّرت من مجرّد منطقة تجارة حرّة تسمى بالسوق المشتركة أو المجتمع الاقتصادي الأوروبي. أدخلوا الشعوب الاوروبية في هذه المراحل المختلفة عبر العقود الماضية ليوصلوهم إلى هذه المرحلة النهائية المتمثلة بـ"الوحدة الأوروبية" التي هي في الحقيقة تسير نحو تحويل الدول الأوروبية إلى مجرّد إدارات محلية تسيطر عليها حكومة مركزية أوروبية، فاشية بطبيعتها. 

أما الوحدة الأمريكية، فهي النسخة الأمريكية لما سيحصل في أوروبا. وهي تتطوّر الآن من مرحلة السوق الأمريكية المشتركة التي تسمى اليوم بـ"نافتا" NAFTA  أي "اتفاق التجارة الحرة بين دول شمال أمريكا" وتظم كندا الولايات المتحدة والمكسيك. وفي العام 1994م، تم خلق منظمة "أيباك" APEC أي اتفاق الشراكة الاقتصادية بين دول آسيا ودول المحيط الهادئ. وتوصف هذه الاتفاقات في وسائل الإعلام (المحلية والدولية) بأنها إنجازات خيّرة ومفيدة، وبأنها تدل على التعاون بين شعوب العالم. لكن في الواقع، هذه التجارة ’الحرّة’ تؤدي إلى جعل كل الدول تعتمد على الاستهلاك العالمي الخاضع لسيطرة الشركات متعددة الجنسيات . ونتيجة عدم وجود أي تعرفة جمركية على البضائع المستوردة فليس هناك أي حماية مالية للإنتاج المحلي ، وبذلك تصبح بلدان العالم الثالث تعتمد على البضائع المستوردة . 


ونتيجة لهذا ، صبح الناس والأرض في دول العالم النامي مباحين أمام استغلال الشركات العالمية ، كما يمكن ضعضعة الصناعات القائمة في البلدان المتطورة عند الحاجة و حسب الرغبة .

وفي النهاية، لدينا دول العالم التي ستصبح عبارة عن إدارات محلية ليس لها قوة أو سلطة من أي نوع. واعتقد بأن هذا المخطط تجري تفاصيله الآن، كما هي الحال في الشرق الأوسط، حيث الخدعة هي إثارة النزعات الطائفية/القومية/ العرقية/... لكي تطالب الجماهير (طلب لسانها) بإقامة كانتونات ودويلات مختلفة.. 

وطبعاً الأمم المتحدة الشريفة سوف تقف مع الشعوب وتلبي مطالبهم العادلة... 

وربما لاحظتم الآن كيف أن الجو العام في هذه المنطقة (وحول العالم) يميل نحو انتقاد ورفض مركزية السلطة والدكتاتورية ويفضحون سيئاتها، هذا طبعاً سوف يؤدي إلى نشوء ميل عند الجماهير إلى فكرة توزيع هذه السلطات المركزية على دويلات مركزية بحيث تمثّل الحل لأزمة السلطة المطلقة والدكتاتورية. وطبعاً الأمم المتحدة سوف تدعم هذا التوجّه الإنساني والأخلاقي الذي يطالب بتوزيع السلطة ـ من المركز إلى نقاط منتشرة هنا وهناك ـ وهذا يفسّر كل الجنون الذي يحصل في لبنان والعراق.. تحت أنظار الأمم المتحدة البريئة...

كل هذا يحصل، وبنفس الوقت نلاحظ أنه بينما تتوزّع السلطة من المركز (دولة) نحو مراكز منتشرة هنا وهناك (دويلات)، نرى أن السلطة الحقيقية تذهب إلى قمة هذا الهيكل التنظيمي العالمي الذي نحن بصدده الآن. المشكلة الكبرى هي أن المتآمرين يصنعون الأحداث والمناسبات (عمليات إرهابية، حركات أصولية، مناوشات عرقية، تحزّب واصطفاف طائفي ...) التي ستجعلنا نطلب هذا الأمر بإرادتنا (أي مطالبة بإنشاء دويلات) كحل وحيد لحماية أنفسنا من الآخرين...

التكتيكات التي يحققون من خلالها غاياتهم دون أن ندري

ربما تتساءلون، كيف يمكن لهذه المخططات أن تُمرّر على المفكرين والحكماء والنخبة من بين الجماهير دون أن يفطنوا لها أو يدركوا وجودها أصلاً؟ كيف يمكن للعُقلاء أن يقبلوا بحصول كل هذا دون أي مقاومة أو معارضة أو حتى رفض وعدم مشاركة أو تجاوب مع كل من يسوّق لهذه المخططات؟ والأسوأ من ذلك هو أن الجميع ينجرف مع تيار هذه المخططات وهو سعيد وراضي عنها! كيف يمكن لهذا أن يحصل؟!

الجواب يكمن في الطريقة التي يتم من خلالها تسويق هذه المخططات، وسوف أذكر اثنين من أشهر التكتيكات التي يتبعونها، وكانوا يتبعونها منذ بداية التاريخ، وهذه الأساليب تمكنهم من تمرير أكبر المؤامرات دون أن يشعر أحد بها إطلاقاً. لكن بعد أن تتعرّفون عليها أعتقد بأن حكمتكم سوف تزداد وبالتالي تستطيعون الرؤية بوضوح كل ما يجري وراء الأحداث الدولية.

التكتيك الأوّل :  جدلية هيغل
The Hegelian Dialectic 

أما التكتيك الأوّل الذي يتبعونه في إقناعنا على سجن أنفسنا فهو بسيط جداً، لكنه بنفس الوقت فعال جداً ومؤثر بشكل كبير. يعملون على هندسة أوضاع وحوادث وحالات ضمن مجتمعاتنا لدرجة تجعلنا نثور طالبين من المسؤولين باتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها. 

أما الحلول التي يقدمها المسؤولون حيال الوضع الطارئ فتمثل الهدف ذاته الذي يسعى إليه (المتآمرون) منذ البداية. فتقبل الجماهير بالحلول المقدمة لهم، وبالتالي يكون المتآمرون قد حصلوا على ما أرادوه بدعم و تشجيع من الجماهير. تسمى هذه الخدعة بـ"جدلية هيغل " The Hegelian Dialectic. وهي عبارة عن وسيلة يتم اللجوء إليها عندما تريد السلطة أن تحصل على النتيجة المرغوب بها. وهي عملية مؤلفة من ثلاثة مراحل:

1 ـ يتم اختلاق مشكلة .
2 ـ تنشأ معارضة تلقائية لهذه المشكلة من قبل الجماهير طالبين بحل مناسب حيالها.
3 ـ يأتون بالهدف المرغوب ممثلاً الحل المناسب لهذه المشكلة .

يتم إتباع هذه الخدعة في جميع حكومات العالم تقريباً، فإذا أراد حاكماً أن يشدّ من قبضته على الشعب، كل ما عليه فعله هو اختلاق عمل إرهابي (تفجير أو مجزرة أو غيرها)، فيثور الرأي العام في البلاد طالباً من الحكومة أن تتجاوب مع هذا الأمر بصرامة، فيخضع الحاكم لمطالبة الشعب ويشدد من قبضته الأمنية على البلاد!.

وهذا ما حصل في الولايات المتحدة وبريطانيا في السنوات الأخيرة، فمن أجل منح قوات الشرطة حقوق مطلقة في الإعتقال والسجن والتفتيش والمداهمة وغيرها من حقوق أخرى يمارسوها على الجماهير (لصالح المتآمرين)، كل ما في الأمر هو أن يصطنعوا عملاً إرهابياً يحدث ضجة كبرى منقطعة النظير. فتثور الشعوب طلباً بإجراءات مضادة لهذا الحدث الإرهابي الكبير، فيعمل السياسيين على إصدار تشريعات وقرارات تمنح سلطة أكبر في يد الشرطة والأمن. هل هناك طريقة أبسط من أن تحكم قبضتك على الجماهير بطلب وإصرار حثيث من الجماهير؟!. 

تذكروا أن كل من وكالات الـ CIA و الـ MI5  و الـ FBI  وغيرها من وكالات أمنية غربية تم إنشاءها نتيجة طلب الجماهير باقتناعهم أنها الوسيلة الأفضل للحفاظ على أمنهم ورفاهيتهم. ومن فترة لأخرى تمنح هذه الوكالات سلطات أكبر وأكبر! طبعاً بطلب من الجماهير!.

لكن الأمر لم يبقى بهذا المستوى وهذه البساطة، فاللعبة التي تديرها النخبة العالمية هي أكبر من ذلك بكثير، وهي على مستوى عالمي، يطال كل الشعوب وجميع الأجيال المتعاقبة. فعلى هذا المستوى العالمي، إن حادثة إرهابية صغيرة لا تكفي، فيعملون على خلق ظاهرة عالمية تشغل البشرية جمعاء، كظهور زعيم كبير يترأس نظام شرير ويشكل تهديداً على العالم مثل نابليون وهتلر وغيرهم الكثيرون عبر التاريخ الطويل (النجم الصاعد في هذا العصر هو أسامة بن لادن، أما الهدف الحقيقي فهو تدمير الإسلام)، طبعاً انتم لازلتم تظنون بأن ظهور قادة كهؤلاء هو نتيجة تلقائية لظروف دولية راهنة، مع أن هذا غير صحيح.

بعد اختلاق الظاهرة، يتم تعبئة الشعوب ضدها، فتدخل الدول في حروب وصراعات دموية طويلة وشرسة. ثم يتم التغلّب على ذلك الزعيم الذي شغل العالم، لكن ذلك بعد أن يدمّر اقتصاد الدول المتحاربة تماماً، فتلجأ إلى اقتراض الأموال من رجال الظلام، الذين اختلقوا هذه المشكلة أساساً والذين كانوا المستفيدين الوحيدين، حيث جنوا أمولاً طائلة من جراء بيع السلاح لجميع الأطراف المتحاربة بالإضافة على إقراضهم الأموال الطائلة خلال فترة الحرب. فيتم منح القروض، لكن وفقاً لشروط قاسية تمنح الدائنين سلطة مطلقة في البلاد الخارجة تواً من الحرب.

مثال على المستوى العالمي الحرب العالمية الثانية & الأمم المتحدة

 إذا جاءكم أحدهم وفرض عليكم توجّه سياسي معيّن يهدف وبشكل واضح وصريح إلى أن يؤدي بالعالم نحو الغاية التي ينشدها المتآمرون والمتمثلة بإقامة مؤسسة عالمية تكون هي المرجع الوحيد لكافة دول العالم، سوف تقوم الصرخة بين الجماهير وسيرفضون الفكرة بالمطلق، فتنشأ المعارضات وحركات التمرّد والتخريب والثورات... وهكذا. 

الأمم المتحدة.. كانت مجرّد فكرة مطروحة،
 لكنها مرفوضة تماماً لدى النخب السياسية المحلية حول العالم في بدايات القرن الماضي

 إذاً، أنت لا تستطيع مواجهة الجماهير بحقيقة ما تهدف إليه، لأنهم سيرفضون هذا التوجّه، إدراكاً منهم بأن الغاية هي استعبادهم والسيطرة عليهم، وبالتالي سيثورون حتماً. لذلك، سوف تتبع سياسة أخرى تعمل على جعلهم، ليس فقط يقبلون ويقرّون بما تبتغيه، بل سوف يطالبون به أيضاً! وبإصرار! بصفته الحلّ الوحيد لمشكلة معيّنة طرأت فجأة.

لقد تم دعم وتمويل كافة أطراف الصراع في الحرب العالمية الثانية من قبل جهة واحدة،
 والغاية المنشودة كانت إقامة مؤسسة عالمية تُسمى الأمم المتحدة

التكتيك الثاني : سياسة الخطوة خطوة

هذا التكتيك يسير جنباً إلى جنب مع التكتيك الأوّل، وهو التقدّم نحو الغاية المنشودة على شكل مراحل متعددة، وجعل كل مرحلة تبدو وكأنها منفصلة تماماً عن المرحلة الأخرى. بهذه الطريقة، سوف يجهل الناس ما يجري بالضبط وإلى أين هم سائرون، إلى أن تصل بهم الأمور والأحداث المتسلسلة إلى المكان الذي ينشده المتآمرون.. وحينها يصبحون في واقع مسلّم به يصعب تغييره والتراجع عن القرارات التي أدت بهم إليه. 

أقرب مثال على هذه السياسة هو ما حصل مع فلسطين المحتلة. لقد ثار العرب في الماضي مجرّد ما تم الإعلان عن دولة إسرائيل، ونادوا بالقضاء على اليهود (رميهم في البحر) كحلّ جذري وحاسم للمسألة... 

لكن مع مرور الوقت، وبعد سلسلة من الأحداث التي يصعب ذكر تفاصيلها المعقّدة، هذه الأحداث المتسلسلة هي غير منفصلة عن بعضها كما جعلونا نعتقد، أصبح العرب يطالبون بسلام مع الكيان الصهيوني كحلّ جذري وحاسم للمسألة.

وفكرة أوروبا الموحّدة، لو أنها طُرحت في البداية على هذا الشكل الذي تتخذه الآن لما وافق أحداً عليها بالمطلق، لكنها بدأت على شكل مراحل، من كونها مجرّد اتفاقية سوق أوروبية مشتركة، أي أن لها طبيعة اقتصادية فقط، لكنها تطوّرت من مجرّد منطقة تجارة حرّة تسمى بالسوق المشتركة أو المجتمع الاقتصادي الأوروبي.. وانتهى بها الأمر إلى هذه المرحلة النهائية المتمثلة بـ"الوحدة الأوروبية" التي هي في الحقيقة تسير نحو تحويل الدول الأوروبية إلى مجرّد إدارات محلية تسيطر عليها حكومة مركزية أوروبية، فاشية بطبيعتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق