بحث

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

غذاء العالم في يد من ؟

تقرير يكشف أباطرة الغذاء.. شركات أمريكية على رأسهم ونصف الانتاج العالمى فى قبضة الـ50 الكبار

هناك ثمانية أنواع من مربى الفراولة على رفوف السوبر ماركت وهناك
صور لثمار غَضة طرية وبيوت ريفية لفلاحين على العبوات الزجاجية لهذه المربى.

ترسم هذه الثمار والبيوت صورة رومانسية للزراعة، وهي صورة لم يعد المستهلكون يصدقونها منذ وقت طويل على الأرجح.

ومع ذلك فإن هذه الثمار والمنازل الريفية توهم المستهلكين بتنوع يصدقه معظم المستهلكين.

ولكن هذا التنوع غير صحيح لأن عدد الشركات الكبيرة التي تقف وراء سلعنا الغذائية على مستوى العالم في تراجع.

لذلك فإن المنظمات المعنية بالحفاظ على البيئة والمنظمات التنموية أصبحت تحذر من أن مجموعات السلع الغذائية المعروضة في الأسواق الحديثة خادعة.

تصف هذه المنظمات في "أطلس الشركات" الخاص بها موجة من الاندماجات قائلة إن خمسة من إجمالي 12 عملية استحواذ على شركات مسجلة في البورصة حدثت في العامين الماضيين في قطاع السلع الغذائية والمشروبات والزراعة.

وقالت هذه المنظمات إن هذا الدمج ينعكس على جميع المراحل بدءً من الحقول وانتهاء بعروض السلع في السوبر ماركت.

فعلى صعيد الأراضي الزراعية نشأت مزارع عملاقة على مستوى العالم خاصة جنوب خط الاستواء حيث تشتري شركات عملاقة مساحات زراعية لزراعتها بالنخيل الذي يستخلص منه الزيت وكذلك الذرة وقصب السكر والصويا وهي محاصيل ليست غذائية فقط بل تستخدم كأعلاف وفي صناعة الوقود.

وأشارت هذه المنظمات إلى أن شركة ماليزية عملاقة تسيطر وحدها على نحو مليون هكتار من نخيل الزيت في حين أن شركة أرجنتينية أخرى تستزرع 700 ألف هكتار من الصويا.

وتقف تقنيات الرقمنة وراء امتلاك مثل هذه المساحات الزراعية الهائلة حيث إن استخدام هذه التقنيات أثبت جدواه الاقتصادية السريعة في استزراع هذه المساحات.

البذور:

تسيطر سبع شركات عملاقة على مستوى العالم على سوق البذور والمبيدات الحشرية، وفي حالة موافقة الهيئات المعنية بحماية المنافسة فإن هذه الشركات ستندمج في ثلاث شركات فقط بحلول العام الجاري.

وفي حالة حدوث عمليات الاندماج فإن أكبر هذه الشركات ستكون ألمانية حيث تسعى شركة باير للصناعات الدوائية لشراء عملاق البذور الأمريكي مونسانتو مقابل نحو 66 مليار دولار.

يزداد نفوذ المضاربين على النظام الغذائي بشكل مستمر حيث تستثمر شركات التأمين وصناديق المعاشات وصناديق التحوط في الولايات المتحدة في تجارة القمح والذرة وفول الصويا والقهوة مما خفض أسعار السلع الغذائية وتسبب في مشاكل للمزارعين.

شركات صناعة المواد الغذائية: هناك 50 شركة للصناعات الغذائية تنتج نصف إجمالي ما ينتجه القطاع كله على مستوى العالم، وهذه الشركات تتعاظم حجما حيث استحوذت على سبيل المثال شركة هاينس العالمية للصلصة عام 2015 على شركة كرافت للصناعات الغذائية ونتج عن ذلك سادس أكبر شركة للسلع الغذائية في العالم.

وتسيطر ثلاث شركات على 80% من تجارة الشاي على مستوى العالم وهي شركة يونيليفر (ليبتون) وشركة تاتا (تيتلي) وشركة أسوشيتد بريتش فودز (تويننجز) للصناعات الغذائية.

كما أن ثلاثة أرباع غذاء الأطفال الرضع في غرب أوروبا تنتجه أربع شركات فقط.

الأسواق الحديثة:

توزع كل هذه البضائع عبر سلاسل متزايدة الحجم من الأسواق الحديثة (السوبرماركت) حيث تشكل سلسلة وول مارت الأمريكية العملاقة للمواد الغذائية وحدها 1ر6% من إجمالي مبيعات التجزئة من السلع الغذائية على مستوى العالم.

وتتجاوز عائدات هذه الشركة صاحبة أعلى عائدات مبيعات في العالم عائدات شركات النفط وشركات السيارات.

وانعكس نفوذ هذه السلاسل المعروفة بأسعارها المنخفضة مؤخرا على أسعار الألبان حيث لم تكد تعلن سلسلة محلات ألدي الغذائية عن زيادة سعر الحليب حتى تبعتها الشركات المنافسة في ألمانيا وعلى رأسها شركة ليدل التابعة لشركة شفارتس وشركة مترو.

وتعتبر شركات ألدي وليدل ومترو الألمانية من أكبر سلاسل محلات المواد الغذائية على مستوى العالم.

وما هي نتائج كل ذلك؟ لم يعد أمام المستهلكين أي حرية في اختيار نوعية السلع الغذائية وجودتها حسبما حذرت باربرا أونموسيج من مؤسسة هاينريش بول المقربة من حزب الخضر الألماني والتي توقعت ألا تكون هناك مستقبلا سوى منتجات غذائية موحدة تحمل ملصقات تعريفية مختلفة وهو ما تنفيه الشركات العاملة في قطاع الصناعات الغذائية قائلة إن قطاع الصناعات الغذائية في ألمانيا يمتلك بنية نموذجية من الشركات المتوسطة وإن مبيعات أكبر عشر شركات في القطاع لا تتجاوز 16% من إجمالي مبيعات القطاع كله.

كما رأى ممثلون عن القطاع أنه لولا الإنتاج الصناعي للسلع الغذائية لم نعمت ألمانيا بمثل هذا الرخاء الغذائي.

كما يرى هؤلاء الممثلون أنه ليس هناك سبب لدى أصحاب المزارع الصغيرة في ألمانيا للخوف من أن يُسحقوا بين الشركات المنتجة للبذور والشركات المصنعة للآلات الزراعية من ناحية و سلاسل الأغذية التجارية العملاقة من ناحية أخرى.

ولكن هوبرت فايجر رئيس اتحاد حماية البيئة والطبيعة "بوند" الألماني، يرى أن "هناك تراجعا في مكاسب العاملين في القطاع الزراعي في حين أن هناك تزايدا في المكاسب التي يحققها آخرون من وراء هذا القطاع إجمالا".

ويرى اتحاد المزارعين الألمان أن المزارعين يواجهون خطر أن تفرض عليهم أسعار بعينها كما حدث في سوق الألبان.

وتطالب الاتحادات الزراعية المعنية باتخاذ المزيد من إجراءات مكافحة الاحتكار وحماية المنافسة خاصة فيما يتعلق بالسلاسل التجارية "لأنه لا تزال هناك حتى الآن منافسة في سوقنا" حسبما رأى ميشائيل لوزه، المتحدث باسم اتحاد المزارعين الألمان.

المصدر :

http://agri.ahram.org.eg/News/57857.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق