بحث

الأربعاء، 25 مايو 2016

عن عزرائيل ملك الموت عليه السلام.

* معنى عزرائيل.

1- قال الإمام القرطبي في تفسيره المسمى الجامع لأحكام القرآن (14/92) : [{مَلَكُ الْمَوْتِ} واسمه
عزرائيل ومعناه عبدالله.]اهـ

2-وقال الإمام أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط (7/ 195):[و(مَالِكَ الْمَوْتُ) : اسمه عزرائيل ، ومعناه عبد الله.]اهـ

3- قال الإمام السيوطي في شرحه على صحيح الإمام مسلم المسمى بالديباج (5/356):[ ورد في أثر عن وهب اسمه عزرائيل قال الجزولي في شرح الرسالة ومعناه عبد الجبار.]اهـ

* الإجماع على أن اسم ملك الموت عزرائيل.

نقل هذا الإجماع القاضي عياض في "كتاب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى" في آخر فصل الردة (2/ 303) ؛ قال:[وهذا كله فيمن تكلم فيهم بما قلناه على جملة الملائكة و النبيين أو على معين ممن حققنا كونه من الملائكة و النبيين ممن نص الله عليه في كتابه أو حققنا علمه بالخبر المتواتر و المشتهر المتفق عليه بالإجماع القاطع كجبريل و ميكائيل و مالك و خزنة الجنة و جهنم و الزبانيه و حملة العرش المذكورين في القرآن من الملائكة و من سمي فيه من الأنبياء وكعزرائيل و إسرافيل و رضوان و الحفظة و منكر و نكير من الملائكة المتفق على قبول الخبر بهما.]اهـ

* ذكر جملة يسيرة من أئمة الأمة ممن قال بأن ملك الموت اسمه عزرائيل.

- قال الإمام القرطبي في تفسيره المسمى الجامع لأحكام القرآن (14/92) : [{مَلَكُ الْمَوْتِ} واسمه عزرائيل ومعناه عبدالله ؛ كما تقدم في "البقرة".]اهـ

- قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب (2/150):[ومن جملة أكابر الملائكة إسرافيل وعزرائيل صلوات الله عليهما وقد ثبت وجودهما بالأخبار وثبت بالخبر أن عزرائيل هو ملك الموت.]اهـ

- قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره معالم التنزيل(6/302):[{ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ } يقبض أرواحكم، { مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } أي: وكل بقبض أرواحكم وهو عزرائيل.]اهـ

- قال الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري في تفسيره الكشف والبيان (7/328):[قوله عزّ وجلّ : قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ ( بقبض أرواحكم ) مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ( قال مجاهد : حويت له الأرض فجُعلت له مثل طست يتناول منها حيث يشاء ، وقال مقاتل والكلبي : بلغنا أنَّ اسم ملك الموت عزرائيل.]اهـ

- قال الإمام الخازن في تفسيره المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل (5/222):[قل يتوفاكم (أي يقبض أرواحكم حتى لا يبقى أحد ممن كتب عليه الموت) ملك الموت (وهو عزرائيل عليه السلام) الذي وكل بكم (أي أنه لا يغفل عنكم وإذا جاء أجل أحدكم لا يؤخر ساعة ولا شغل له إلا ذلك).]اهـ

وقال أيضاً (7 : 205) : [أما قوله:( فالمدبرات أمراً) , فأجمعوا على أنهم الملائكة قال ابن عباس : هم الملائكة وكلوا بأمور عرفهم الله عز وجل : العمل بها وقال عبد الرّحمن بن سابط يدبر الأمر في الدنيا أربعة أملاك جبريل , وميكائيل , وإسرافيل , وملك الموت , واسمه عزرائيل.]اهـ

- قال الإمام السيوطي في تفسيره الدر المنثور(11/681):[وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في العظمة عن أشعث بن شعيب رضي الله عنه قال : سأل إبراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل.]اهـ

- وقال الإمام السيوطي في مفحمات الأقران في مبهمات القرآن (1/18) : [(مَلَكُ المَوتِ) " 11 " : أخرج أبو الشيخ، عن وهب: أن اسمه عزرائيل.]اهـ

- وقال أيضاً الإمام السيوطي في الإتقان في علوم القرآن (2/391) :[ملك الموت اشتهر على الألسنة أن اسمه عزرائيل ورواه أبو الشيخ بن حبان عن وهب.]اهـ

- قال الإمام ابن عجيبة الحسني في تفسيره البحر المديد (5/586) : [وعن مقاتل والكلبي : بلغنا أن اسم ملك الموت " عزرائيل.]اهـ

- قال الشوكاني في فتح القدير (4/357) :[{ قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } يقال : توفاه الله واستوفى روحه إذا قبضه إليه وملك الموت هو عزرائيل.]اهـ

- قال الإمام المناوي في فيض القدير (3/138):[ومن أكابر الملائكة إسرافيل وعزرائيل عليهما السلام والأخبار كثيرة دلت عليهما وثبت أن عزرائيل عليه السلام ملك الموت.]اهـ

* من الآثار الواردة بأن اسم ملك الموت عزرائيل.

1- ما أخرجه ابن أبي الشيخ في كتابه [العظمة] (3 / 847 : 849) : [394 - حدثني عبد الله بن سلم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن عن محمد بن إبراهيم بن العلاء حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال إذا كان يوم القيامة يقول الله عز و جل يا إسرافيل هات ما وكلتك به فيقول نعم يا رب في الصور كذا وكذا ثقبة وكذا وكذا روح للإنس منها كذا وكذا وللجن منها كذا وكذا وللشياطين منها كذا وكذا وللوحوش منها كذا وكذا وللطير كذا ومنها كذا وكذا للحيتان وللبهائم منها كذا وكذا وللهوام منها كذا وكذا فيقول الله عز و جل خذه من اللوح فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول الله عز و جل هات ما وكلتك به يا ميكائيل فيقول نعم يا رب أنزلت من السماء كذا وكذا كيلة كذا وكذا مثقالا وزنة كذا وكذا مثقالا وزنة كذا وكذا قيراطا وزنة كذا وكذا خردلة وزنة كذا وكذا ذرة أنزلت في سنة كذا وكذا وفي شهر كذا وكذا كذا وكذا وفي جمعة كذا وكذا وفي يوم كذا وكذا للزرع كذا وكذا وأنزلت منه للشياطين كذا وكذا في يوم كذا وكذا وأنزلت للإنس منه كذا وكذا في يوم كذا وكذا كذا وكذا وأنزلت للبهائم كذا وكذا وزنة كذا وكذا وأنزلت للوحوش كذا وكذا وزنة كذا وكذا للطير منه كذا وكذا وللباد منه كذا وكذا وللحيتان منه كذا وكذا وللهوام منه كذا وكذا فذلك كذا وكذا فيقول خذه من اللوح فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول يا جبريل هات ما وكلتك به فيقول نعم يا رب أنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية في شهر كذا وكذا في جمعة كذا وكذا في يوم كذا وكذا وأنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية وعلى نبيك فلان كذا وكذا سورة فيها كذا وكذا آية فذلك كذا وكذا أحرفا وأهلكت كذا وكذا مدينة وخسفت بكذا وكذا فيقول خذه من اللوح فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول عز و جل هات ما وكلتك به يا عزرائيل فيقول نعم يا رب قبضت روح كذا وكذا إنسي وكذا وكذا جني وكذا شيطان وكذا وكذا غريق وكذا وكذا حريق وكذا وكذا كافر وكذا وكذا شهيد وكذا وكذا هديم وكذا وكذا لديغ وكذا وكذا في سهل وكذا وكذا في جبل وكذا وكذا طير وكذا وكذا هوام وكذا وكذا وحش فذلك كذا وكذا جملته كذا وكذا فيقول خذه من اللوح فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص فالله تبارك وتعالى علم قبل أن يكتب وأحكم فذلك قول الله عز و جل هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.]اهـ

2- ما أخرجه أيضاً ابن أبي الشيخ في كتابه [العظمة](3/908 ،909) [443 - حدثنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا داود بن رشيد حدثنا حكام عن عنبسة عن أشعث قال سأل إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسلم تسليما ملك الموت عليه السلام واسمه عزرائيل وله عينان عين في وجهه وعين في قفاه فقال يا ملك الموت ما تصنع إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووقع الوباء بأرض والتقى الزحفان كيف تصنع قال أدعوا الأرواح بأذن الله عز و جل فتكون بين أصبعي هاتين قال ودحيت له الأرض فتركت مثل الطست يتناول منها حيث شاء قال وهو الذي بشره بأنه خليل الله عز و جل.]اهـ

* فتاوى هامة.

جاء في كتاب "فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك" ما نصه: [مَا قَوْلُكُمْ فِيمَنْ سَبَّ عَزْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَمْ يَعْتَقِدْ مَلَكِيَّتَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ وُجُوبَ حُرْمَتِهِ وَسَمَّاهُ إزْرَائِينَ أَوْ إزْرَائِيلَ أَوْ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَسَمَّاهُمَا نَكِيرًا وَمَنْكُورًا فَهَلْ لَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِ أَمْ لَا ؟

فَأَجَبْت بِمَا نَصُّهُ :

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ لَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِ وَيُقْتَلُ وَلَوْ تَابَ قَالَ فِي الْمَجْمُوعِ : وَإِنْ عَابَ مَلَكًا أَوْ نَبِيًّا وَلَوْ فِي بَدَنِهِ قُتِلَ وَلَوْ جَاءَ تَائِبًا إلَّا أَنْ يُسْلِمَ الْكَافِرُ وَلَا يُعْذَرُ بِجَهْلٍ وَزَلَلِ لِسَانٍ أَوْ سُكْرٍ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ َصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .]اهـ

وجاء في " مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل " في باب الردة ما نصه:[(مَسَائِلُ) مِنْ فَتَاوَى الشَّيْخِ سِرَاجِ الدِّينِ الْبُلْقِينِيُّ وَالشَّيْخِ عِزِّ الدِّينِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الشَّافِعِيِّ تَتَعَلَّقُ بِشَيْءٍ مِنْ مَعْنَى هَذَا الْبَابِ.

سُئِلَ الْبُلْقِينِيُّ عَنْ رَجُلٍ أَمْسَكَ غَرِيمًا لَهُ وَقَالَ : لَوْ وَقَفَ عِزْرَائِيلُ قَابِضُ الْأَرْوَاحِ مَا سَيَّبْته إلَّا بِحُكْمِ الشَّرْعِ فَأَجَابَ إذَا كَانَ مُرَادُهُ لَوْ وَقَفَ لِقَبْضِ رُوحِي مَا سَيَّبْته فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ إنَّمَا صَدَرَ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ وَمَعْنَى لَا أُسَيِّبُهُ وَلَوْ فِي ذَلِكَ ذَهَابُ الرُّوحِ وَهَذَا لَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَلَكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(قُلْت) وَأَمَّا لَوْ قَصَدَ الِاسْتِخْفَافَ بِذَلِكَ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يُؤَدَّبُ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الشِّفَاءِ وَأَشَارَ إلَيْهِ الشَّيْخُ بِقَوْلِهِ : لَوْ سَبَّنِي مَلَكٌ لَسَبَبْتُهُ.]اهـ

وفي " مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبهر " في باب المرتد ما نصه:[وَمَنْ قَالَ لَوْ لَمْ يَأْكُلْ آدَم الْحِنْطَةَ مَا وَقَعْنَا فِي هَذَا الْبَلَاءِ فَفِيهِ اخْتِلَافٌ وَلَوْ قَالَ مَا صِرْنَا أَشْقِيَاءَ يَكْفُرْ . وَفِي الْبَزَّازِيَّةِ قَالَ : إنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَسَجَ الْكِرْبَاسَ فَقَالَ آخَرُ : نَحْنُ إذًا أَوْلَادُ الْحَائِكِ يَكْفُرُ قَالَ لِقَاؤُك عَلَيَّ كَلِقَاءِ مَلَكِ الْمَوْتِ إنْ قَالَهُ لِكَرَاهَةِ الْمَوْتِ لَا يَكْفُرْ وَإِنْ قَالَهُ إهَانَةً لِمَلَكِ الْمَوْتِ يَكْفُرْ وَيَكْفُرُ بِتَعْيِيبِهِ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ أَوْ بِالِاسْتِخْفَافِ بِهِ وَبِقَوْلِهِ : إنَّ عِزْرَائِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ غَلِطَ فِي قَبْضِ رُوحِ فُلَانٍ.]اهـ

ولأن من يقول بخلاف ذلك حالياً في الغالب الأعم والله أعلى وأعلم سيكون ممن تأثر بفكر الخوارج أو ممن هو منهم بالفعل أسوق لهم ما يلي إلجاماً لهم لا إلزاماً لنا:

- قال ابن تيمية في مجموع فتاوييه (4/122):[الذي عليه أكثر الناس أن جميع الخلق يموتون حتي الملائكة، وحتي عِزْرائِيل ملك الموت.]اهـ

تم بحمد الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق